مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026.. نسخة «فارقة» تستضيفها الإمارات والسنغال

يأتي مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، الذي تستضيفه دولة الإمارات والسنغال، ليساهم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ومنها الهدف السادس المتعلق بالمياه، في ظل معاناة الشعوب من ندرة المياه.
انطلق مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لأول مرة في مارس/آذار عام 1977 في مدينة "مار ديل بلاتا" بالأرجنتين، وحضره ممثلو نحو 116 حكومة، أغلبهم من وزراء المياه.
وكان الغرض من عقد المؤتمر عدة أهداف تتمثل في: تقييم حالة موارد المياه، ضمان توافر إمدادات المياه الكافية لتلبية احتياجات سكان الكوكب، تعزيز كفاءة استخدام المياه. كل هذا من أجل تجنب أزمة المياه العالمية قبل نهاية القرن العشرين. ووافق المؤتمر آنذاك على خطة عمل "مار ديل بلاتا"، وهي أول نهج مُنسق دوليًا لإدارة موارد المياه.
أثمر المؤتمر الذي دام لأسبوعين بنتائج وتأثيرات ملموسة ساهمت في تطور المياه العالمية على مدى العقود الثلاثة التالية. ووفر الفرصة لميلاد ثروة من المعرفة حول قضايا المياه المختلفة وتحليلات لكل منطقة من حيث مدى توافر المياه وكيفية استخدامها وممارسات الإدارة والاحتياجات العامة.
على الرغم من أنّ نتائج المؤتمر كانت مثالية، إلا أنها لم تُنفذ جميعًا. وانعقدت الدورة الثانية من المؤتمر بعد مرور ما يقرب من 50 عامًا في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2023.
استضافة الإمارات والسنغال
ومن المقرر أن تنطلق الدورة التالية لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه باستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة والسنغال في الإمارات بين يومي 2 إلى 4 ديسمبر/كانون الأول للعام 2026. والغرض الرئيسي من عقد المؤتمر في هذا التوقيت، هو دعم تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة المتمثل في ضمان حصول الجميع على المياه وتوفير خدمات الصرف الصحي.
معاناة من أجل المياه
ويأتي هذا المؤتمر في الوقت الذي تعاني فيه الكثير من دول العالم من ندرة المياه؛ خاصة مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري التي صارت حديث العالم بعد أن صارت تأثيرات التغيرات المناخية ملموسة بصورة غير مسبوقة، ومعها تزداد حالات التصحر والجفاف. ويتأثر نحو 40% من سكان الأرض من ندرة المياه. ومن المتوقع أنه بحلول العام 2050 أن يعاني 1 من كل 4 أفراد من نقص المياه.
بالفعل لدينا العديد من الدول العربية التي تعاني من ندرة المياه، منها: الجزائر، ليبيا، تونس، البحرين، الكويت، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، قطر، اليمن، فلسطين. وهذا يعني أنّ ندرة المياه تهدد أراضينا العربية بصورة كبيرة، ويترتب على ذلك الكثير من المشكلات البيئية والحياتية.
لدعم أهداف التنمية المستدامة
يقترب العام 2030، وهو الموعد المحدد مسبقًا لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، من بينهم الهدف السادس من أجل المياه. لذلك، يهدف المؤتمر إلى تعزيز هذا الهدف من خلال:
- التركيز على الإجراءات اللازمة لتسريع تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
- تحديات أبرز العقبات والتحديات المحتملة المتعلقة بتحقيق الهدف السادس، وتحديد الفرص والابتكارات لدعم تنفيذه.
- تبادل الآراء والأفكار ودعم التعاون الدولي وتطوير الإجراءات اللازمة لتسريع التقدم في تحقيقه.
- تبادل الجهود والخبرات والممارسات اللازمة لتسريع التنفيذ.
- إشراك أصحاب المصلحة والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والعلماء والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والعام.
- إدماج منظور النوع الاجتماعي من خلال تمكين النساء والفتيات لتحقيق الهدف السادس.
يحتاج العالم إلى اتخاذ خطوات فعالة في مشكلة ندرة المياه؛ خاصة وأنها من أبرز المشاكل التي تواجه الإنسان في العصر الحالي مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي التي تدعم الجفاف والتصحر وتؤثر على دورة المياه.
aXA6IDE4LjIyMS43OS4yNCA= جزيرة ام اند امز