«البسيسة».. طبق تونسي على طريق «اليونسكو» (خاص)

تعتزم تونس إدراج الطبق الغذائي "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
تعتزم تونس إدراج الطبق الغذائي "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
أعلنت جمعية "صيانة مدينة لمطة"، التابعة لمحافظة المنستير شرقي البلاد، في مؤتمر صحفي خلال فعاليات الدورة الـ24 من مهرجان التراث الغذائي بلمطة، عن اعتزامها تقديم ملف لإدراج "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لليونسكو.
وانطلقت هذه الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان التراث الغذائي بلمطة في 18 أبريل/نيسان وتتواصل إلى 18 مايو/أيار المقبل.
وقال حبيب بن صالحة، الرئيس الشرفي لجمعية "صيانة مدينة لمطة"، إن هذه الدورة من المهرجان تقام تحت شعار "إدراج البسيسة ضمن قائمة التراث اللامادي لليونسكو"، في إطار الاحتفاء بالتراث الغذائي التونسي الأصيل، وتسليط الضوء على "البسيسة" كمكوّن تراثي يجمع بين العمق التاريخي والإبداع المحلي.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن هذا الحدث الثقافي يحتفي بثقافة تونس الغذائية الأصيلة، في إبراز مكانة البسيسة كعنصر تراثي يجمع بين الأصالة والإبداع، موضحا أنه ستجرى مسابقة لاختيار أفضل طبق بسيسة بالبلاد التونسية.
وأكد أن تسجيل "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لليونسكو هو محاولة لتثمين هذا المنتج الغذائي الذي تختص به البلاد التونسية، قائلا "البسيسة تعتبر روح المطبخ التونسي وعلامته المميزة عبر التاريخ".
وأوضح أن ملف التسجيل يركز على المعارف والمهارات التقليدية التي تعرف بالهوية والحضارة والثقافة التونسية.
وتعود جذور هذه الأكلة إلى العصور القديمة، فقد عرفها الأمازيغ والقرطاجيون والرومان والبيزنطيون، واستمرت في الوجود لتصبح عنصراً غذائياً لا يكاد يخلو منه أي بيت، سواء كان فقيراً أو غنياً.
وتتكون البسيسة من القمح والشعير والفواكه الجافة والذرة والعدس والفول، ويضاف إليها النعناع الجاف وقشرة البرتقال الجاف ويتم رحيها وخلطها بالزيت الزيتون وتحليتها بالعسل أو السكر. وتُستهلك إما بشكل سائل بعد خلطها بالزيت والماء، أو على شكل عجينة بمزجها بالزيت أو العسل.
من جهته، قال المؤرخ التونسي عبد القادر المسيليني إن البسيسة هي رأس الأكلات التونسية وهي المنافس الأول لأكلة الكسكسي الشهيرة.
وأفاد لـ"العين الإخبارية" أن البسيسة ورثها التونسيون عن أجدادهم الأمازيغ (السكان المحليون)، موضحا أن البسيسة هي أكلة الفقراء قبل الأغنياء وأكلة المسافرين والحجّاج كما يكثر استعمالها خلال شهر رمضان.
وأكّد أن التونسيين يحرصون إلى اليوم خلال فصل الصيف على إعداد البسيسة وتجفيف مكوناتها وطحنها وتخزينها في مكان جاف باعتبارها جزء أساسي من جدول الغذاء التونسي.
وأشار إلى أن البسيسة تحتوي على فوائد صحية مهمة، خاصة أنها فعالة في علاج تأخر النمو عند الأطفال، وكذلك ارتفاع الكوليستيرول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وعدة أمراض أخرى، وهي مصدر مهم للبروتينات النباتية المتأتية من الحبوب والخضر الجافة.
وسجلت تونس على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى اليونسكو 8 عناصر وهي: فخار سجنان (2018)، النخلة (2019)، الكسكسي (2020)، طرق الصيد بالشرفية (2020)، فنون الخط العربي (2021)، الهريسة (2022)، النقش على المعادن (2023)، "فنون العرض لدى طوائف غبنتن" (2024).
كما سجلت تونس تسعة مواقع على قائمة التراث العالمي لليونيسكو وهي مدينة تونس العتيقة وموقع قرطاج الأثري ومدرج الجم الروماني وجزيرة جربة وموقع دقة الأثري ومدينة سوسة العتيقة ومدينة القيروان العتيقة ومدينة كركوان البونية ومحمية إشكل الطبيعية بمحافظة بنزرت.