دخان حرائق كاليفورنيا يهدد صحة السكان
حرائق كاليفورنيا تتسبب بتدني جودة الهواء في الولاية مهددة بأمراض الجهاز التنفسي حتى لمن تعرض للدخان لمدة قصيرة نسبياً.
لم يقتصر خطر حرائق الغابات في كاليفورنيا على تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء وإزهاق عشرات الأرواح، وإنما باتت تشكل خطرا صحياً جدياً بتلك الغازات السامة التي خلفتها.
وأدت حرائق الغابات، التي اجتاحت كاليفورنيا في الأيام الماضية، إلى تدهور حقيقي في جودة هوائها، حيث لفّت المدينة سحب من الضباب الدخاني تسببت بصعوبة في التنفس وازدياد حدة أمراض مثل الربو.
وتخطت مستويات التلوث في الولاية الأمريكية مستويات نظيرتها في مدن الهند وبعض العواصم الآسيوية، والتي تصنف كأكثر المدن تلوثا.
وتؤكد الأبحاث أن الدخان الناتج عن احتراق خشب أشجار الغابات يحتوي على مواد كيميائية سامة لم يتطور الجهاز التنفسي عند الإنسان للتعامل مع كميات كبيرة منها، حيث إن استنشاقها بكميات ضخمة واستقرارها في أنسجة الرئتين قد يضر جهاز المناعة بشكل كبير.
ويقول الدكتور كاري نادو اختصاصي الحساسية والربو لدى الأطفال في جامعة ستانفورد، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن جهاز المناعة يبدي ردة فعل لأي جسم غريب، وقد تدوم تلك الردود المناعية لسنوات، ليحدث ردة فعل مبالغا فيها عندما تتعرض الرئة للتهيج لاحقا.
وباختصار، يحذر الأطباء مثل الدكتور نادو من أن التعرض للغازات الناتجة عن الحرائق، حتى على المدى القصير، قد يحفز أمراض الربو والحساسية وضيق التنفس مستقبلاً.
ويعتقد باحثون أن مخاطر دخان الحرائق لا تقتصر على الجهاز التنفسي، حيث أفاد مسح سابق تتبع 1.2 مليون حالة مسجلة في قسم الطوارئ خلال مواسم الحرائق في كاليفورنيا عام 2015، بأن خلال تلك الفترة سجلت المشافي ارتفاعا حادا في حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة لمن هم فوق الـ65 عاما.