أخبار الساعة: توحيد الفتوى لمواجهة خطاب التشرذم
تحرص دولة الإمارات على التطوير المستمر لآليات وشروط ومضامين رسالة الإفتاء داخلها، حتى تظل عاكسة لسماحة الإسلام وقيمه التي تواكب كل زمان ومكان بعيدا عن الانكفاء على الذات.
قالت نشرة أخبار الساعة إنه في إطار سعيها لترسيخ خطاب إسلامي معتدل يستند إلى وسطية الإسلام ومرجعيته الثقافية والأخلاقية، ويأخذ في الوقت نفسه بمقتضيات التجديد، تحرص دولة الإمارات على التطوير المستمر لآليات وشروط ومضامين رسالة الإفتاء داخلها، حتى تظل عاكسة لسماحة الإسلام وقيمه التي تواكب كل زمان ومكان بعيدا عن الانكفاء على الذات.
وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها٬ السبت٬ تحت عنوان "توحيد الفتوى لمواجهة خطاب التشرذم" أن دولة الإمارات تمكنت من استيعاب العلوم والمعارف المعاصرة ونجحت في التعامل مع التطورات المستجدة من دون أن يشكل ذلك تعارضا أو مصدرا للتصادم مع القيم الإسلامية الراسخة لدى شعب الإمارات ذي المرجعية الإسلامية العميقة.. لكن الفضل في نجاح التجربة الإماراتية في الحفاظ على التوازن بين الحفاظ على البعدين الروحي والمادي، يعود إلى تشبث أبنائها بقيمهم الروحية والدينية من دون مغالاة أو تشدد، وهي القيم نفسها التي تشبثت بها القيادة الرشيدة، وسعت إلى ترسيخها دائما، من خلال وضع التشريعات وصياغة القوانين وتعزيز روح الانسجام وتحفيز الإبداع وإشاعة فكر التنوير وتنمية روح العقل وتطوير السلوك.
وأوضحت أنه نظرا إلى إدراك القيادة الرشيدة لدولة الإمارات محورية الدين في حياة الشعوب والمجتمعات كلها كرست جهودها للمحافظة على سلامة المعتقد من أي تشويش أو تأثيرات خارجية دخيلة، فوضعت جهازا قويا للفتوى جعلت منه مرجعا أوحد للإجابة على الاستفسارات المتعلقة بالعقيدة وأحكام العبادات والمعاملات، فقطعت الطريق أمام فوضوية الفتاوى والتفسيرات الدينية التي يهدف أصحابها إلى خدمة أجندات سياسية أو أيديولوجيات خارجية بعيدا عن صفاء العقيدة وسماحة الإسلام.
ولفتت إلى أنه وخدمة لذلك الهدف وضعت دولة الإمارات كل الإمكانات اللازمة لتسهيل التواصل مع طالبي الفتاوى، ووضعت آلية للتجاوب السريع مع كل الباحثين عن إجابات لاستشكالاتهم في كل الظروف والأوقات.
وقالت إنه وكنموذج على الجهود التي يقوم بها المركز الرسمي للإفتاء داخل الدولة، تمكن هذا الأخير خلال شهر رمضان المنصرم من إصدار 65614 فتوى من داخل الإمارات وخارجها، تنوعت بين العبادات والمعاملات، وفتاوى النساء الخاصة وشؤون الأسرة، معتمدا على جهود ومؤهلات خيرة رجال الإفتاء الذين يجمعون بين المعارف الإسلامية الأصيلة والفهم العميق لمسائل العصر.
وأكدت أن دولة الإمارات ومواكبة منها لتطوير آلية الإفتاء وتوحيد مرجعيتها داخل الدولة عمدت مؤخرا إلى إنشاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي وجعلت منه مظلة شرعية موحدة في البلاد، واضعة بذلك حدا لتعدد الفتاوى وانتشارها من دون ضوابط، وهو قرار يهدف إلى إيجاد مرجعية واحدة ومعتمدة للإفتاء وتوحيدها وضبطها وتنظيمها في الدولة، تتلخص مهمتها في بيان سماحة الدين الإسلامي ومواكبة الأمور والمسائل المستجدة في المجتمع، من خلال عدد من المختصين من ذوي العلم الشرعي والخبرة في الدولة، وبما يحفظ تماسك المجتمع وعقيدته.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة سمحت بتأسيس جهاز فتوى وحيد، يمتلك حق إصدار الفتاوى الشرعية في المسائل المختلفة، بناء على طلب من الجهات الحكومية الرسمية أو المؤسسات أو الأشخاص، وهو الوحيد الذي يمتلك حق ضبط الفتوى وتوحيد مرجعيتها وتنظيم شؤونها وآليات إصدارها في الدولة وإصدار تصاريح ممارسة الإفتاء، وتأهيل المفتين وتدريبهم وتنمية مهاراتهم إلى جانب إصدار الدراسات والأبحاث الشرعية ذات الصلة بمختلف مجالات التنمية.
وخلصت أخبار الساعة إلى القول إن قرار دولة الإمارات في ضبط الخطاب الديني وتحصينه ضد الفتاوى المتطرفة، جعلها مرجعا لمختلف الهيئات والتنظيمات الإسلامية المعتدلة في العالم، فحظيت تجربتها في هذا السياق بإشادات من مختلف مناطق العالم، كما استطاعت العاصمة أبوظبي أن تحتضن أبرز مرجعيات الإسلام الوسطي في العالم، والمساهمة في توصيل رسالتها، فعندما شهدت في يوليو 2014 ، ميلاد أول هيئة دولية مستقلة لتعزيز السلم في العالم الإسلامي باسم مجلس حكماء المسلمين كان هدفها واضحا ونبيلا، وهو المساهمة في جمع كلمة العالم الإسلامي لخدمة أمنه واستقراره، ودفعه إلى موقع الصدارة بين الأمم، وإخراجه من حالة الاقتتال والتشرذم الذي تعيشه بعض أجزائه.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA== جزيرة ام اند امز