"كلمات وليست أسلحة".. شعار الأمم المتحدة باختبار عواصف العالم
"كلمات وليس أسلحة"، هذا هو شعار الأمم المتحدة وسبب وجودها، لكن العبارة الشهيرة تواجه اختبارا عصيبا بمواجهة عواصف العالم الخانقة.
لا يمكن للإنسانية أن تحيا، وأن تزدهر إلا من خلال التعاون وليس من خلال الصراع، ولهذا السبب وجدت المنظمة الدولية التي تعقد، انطلاقا من اليوم الثلاثاء، اجتماعها السنوي الـ77 حضوريا لأول مرة منذ عامين.
نقاشات تسلط الضوء على أجندة مثقلة بالملفات الشائكة، تأتي وسط انقسامات تفرضها تبعات الحرب في أوكرانيا والكوارث المناخية وانعدام الأمن الغذائي العالمي، فيما يغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج عن الحدث.
اجتماعات مفصلية بالنسبة للدبلوماسية العالمية، تواجه اختبارا عصيبا في وقت تشتعل فيه شرقي أوروبا، وتحديدا أوكرانيا، بحرب لم تضع أوزارها منذ فبراير/ شباط الماضي، ويواجه فيه العالم تداعيات قاتلة ومرعبة للتغير المناخ.
ولا تغيب تحديات أخرى مثل أزمة الطاقة وانقطاع سلاسل التوريد ضمن أخطر ارتدادات الحرب الروسية الأوكرانية عن نقاشات زعماء العالم الحاضرين، بينما تفاقم التحديات حول تجسيد المفهوم الأساسي لوجود الأمم المتحدة، وما إن كان العالم بالفعل قادرا على استبدال البنادق بالحوار لحل أزماته، من مخاوف المعمورة.
على محك التحديات
وبأجندة تشعلها الطاقة ويقلبها المناخ وتشغلها أوكرانيا ويعتصرها فقر الملايين، انطلقت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبنفس هذه الملفات، ينبض شعار المنظمة على وقع التحديات.
هكذا تستقبل الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكبر تجمع سنوي لزعماء العالم، على مدار أيام تبدأ الثلاثاء وتنتهي الأحد المقبل.
تجمعٌ يلتقي بعد القيود المفروضة على تفشي جائحة كورونا التي حالت دون الحضور الشخصي في العامين الماضيين، لكن من المرجح أن يكون المزاج داخل أروقة الأمم المتحدة هذا العام "كئيبا" مع تداعيات الحرب في أوكرانيا وتزايد الأزمات الاقتصادية والبيئية.
تحديات عديدة يجد القادة أنفسهم أمامها في هذه الدورة الأممية، بدءا من الحرب في أوكرانيا التي أحدثت استقطابا في النظام العالمي، والتأثير المتواصل لارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، مرورا بأزمة الطاقة التي تعكر صفو الاقتصاد العالمي، وصولا وليس آخرا إلى مخاوف بشأن الاضطرابات المناخية التي تعصف بالآمنين.
والأسبوع الماضي، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن "الجمعية العامة تجتمع في وقت خطر كبير.. عالمنا مليء بالحرب، وتضربه فوضى المناخ، وندوب الكراهية، ويخيبه الفقر والجوع وعدم المساواة".
وشدد غوتيريش على ضرورة أن يوفر اجتماع زعماء العالم في نيويورك "الأمل من خلال الحوار والمناقشات والخطط الملموسة للتغلب على الانقسامات والأزمات".
زيلينسكي الحاضر الغائب
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة أمام الجمعية العامة، في خطاب فيديو مسجل مسبقا.
وكانت الجمعية العمومية، قد صوتت يوم الجمعة الماضي، على إعفاء الرئيس الأوكراني من القاعدة التي تقضي بإلقاء جميع الكلمات شخصيا هذا العام.
كما سيكون انعدام الأمن الغذائي، من نقص الحبوب إلى ارتفاع الأسعار ، من الأولويات على طاولة زعماء العالم في الأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن تُعبر الدول النامية في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط عن مخاوفها من أن العالم يركز أكثر من اللازم على الحرب في أوكرانيا، وأن المساعدات الإنسانية موجهة بشكل غير متناسب للتخفيف من تلك الأزمة، وأن دولهم يتم تجاهلها.
كذلك ستفرض التوترات بين روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن أوكرانيا، نفسها على هذه الدورة الأممية، علاوة على توترات مماثلة بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان والتجارة.
"أمل الصغيرة"
الدمية الشهيرة وصلت إلى مكتبة نيويورك العامة كجزء من المعرض الفني "أمل الصغيرة تمشي"، وترمز هذه الدُمية العملاقة، التي تجوّلت في أرجاء العالم في رحلة ملحمية، إلى معاناة الطفل السوري، خصوصاً اللاجئين.
الدمية التي يفترض أنها لاجئة سورية بعمر 12 عاما، تجولت بين اليونان وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا وفرنسا، وقطعت بحر المانش الذي عبره عشرات الآلاف من طالبي اللجوء، في تجسيد لمعاناة اللاجئين ومحنتهم.
"أمل الصغيرة" زارت أيضا مقر الأمم المتحدة، وكان في استقبالها نائبة الأمين العام أمينة محمد، وشكل وجودها أبرز مظاهر افتتاح الجمعية العامة ورسالة تحمل أكثر من معنى لقادة العالم.
فهل تنجح الأمم المتحدة في تجسيد شعارها وتمنح الإنسانية بارقة أمل كما حملتها الدمية؟
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA=
جزيرة ام اند امز