الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة بغزة وتناشد بعدم التصعيد
على لسان جيمي ماكغولدريك، المنسق الإنساني الأممي للأراضي الفلسطينية المحتلة
حذر مبعوث أممي بارز من أن الوضع في قطاع غزة "بات محفوفًا بمخاطر بالغة"، مشيرا إلى تدهور كارثي وشيك "لا تطال آثاره الممتدة المحتملة الفلسطينيين في القطاع وحدهم، بل المنطقة بأسرها".
جاء ذلك على لسان جيمي ماكغولدريك، المنسق الإنساني الأممي للأراضي الفلسطينية المحتلة، في بيان وصل "العين الإخبارية" نسخة منه.
وقال ماكغولدريك: "حسبما تشير الأحداث التي وقعت خلال نهاية هذا الأسبوع، فإن الوضع في غزة بات محفوفًا بمخاطر بالغة. ويساورني القلق العميق إزاء فرض قيود إضافية على معبر كرم أبو سالم، الذي يشكّل عصب الحياة لسكان القطاع".
مضيفا "هذه القيود تهدّد، في حال استمرارها، تنذر بحدوث تدهور كبير في وضع تنتابه الهشاشة وظروف إنسانية يلفّها البؤس في الأصل، ولا سيما في القطاع الصحي".
وكان ماكغولدريك قام أمس الثلاثاء، بزيارة إلى قطاع غزة للاطلاع على عواقب القيود الجديدة التي فرضتها السلطات الإسرائيلية، يوم 9 يوليو/تموز الجاري، وشدّدتها يوم الإثنين الماضي، بحظر دخول البضائع باستثناء المواد الغذائية، وحظر خروج جميع البضائع، وتقليص منطقة صيد الأسماك على امتداد ساحل غزة إلى ثلاثة أميال بحرية بدلا من 9 أميال.
ولفت المنسق الأممي إلى أن" ما يثير القلق على نحو خاص، الأثر الذي سيخلّفه نقص الوقود على تقديم خدمات الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي الضرورية في قطاع غزة".
وتابع: "مع انقطاع الكهرباء لفترات تصل إلى 20 ساعة في اليوم، فإن ما يربو على 220 منشأة صحية ومنشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، تعتمد على وقود الطوارئ الذي تموّله الجهات المانحة لتشغيل المولدات الاحتياطية اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية".
وحاليًا، تملك منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إمدادات لا تغطي سوى 7 إلى 10 أيام، بينما تغطي إمدادات وقود الطوارئ المتاحة للمنشآت الصحية ما يقل عن سبعة أيام. وتستدعي الحاجة تأمين تمويل قدره 4.5 ملايين دولار بصورة عاجلة لتأمين وقود الطوارئ، الذي ينفَد في شهر أغسطس/آب المقبل.
وفي هذا الصدد، قال ماكغولدريك" تأتي هذه المستجدات في سياق تصعيد يبعث على القلق في الأعمال القتالية على مدى الأيام القليلة الماضية، ونحو 15,000 فلسطيني أصيبوا بجروح منذ يوم 30 مارس/آذار خلال المظاهرات، ونظام صحي على حافة الانهيار، وأزمة إنسانية خلقها حصار إسرائيلي على مدى 11 عامًا، وبات يثير القلق إزاء العقوبات الجماعية والانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني".
في سياق متصل، أكد المسؤول الأممي أن التمويل الذي بلغ أدنى مستوياته على مدى تاريخه، وما يقترن به من أزمة مالية غير مسبوقة تعصف بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينية (الأونروا)، مما يضع المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني في موقف ضعيف لا يمكّنها من الوفاء بالاحتياجات المتزايدة أو الاستجابة لأي تدهور آخر.
منوها بأنه في الوقت الراهن، لم يجر تمويل سوى 23% من المناشدة الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تستهدف 70% منها قطاع غزة.
تحذير المسؤول الإنساني الأممي، يأتي في وقت يلوح فيه مسؤولون بالحكومة الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، بحجة وقف ظاهرة الطائرات الورقية والبالونات المحترقة التي يطلقها فلسطينيون من قطاع غزة.
ولم يخف وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأن العقوبات ضد غزة جاءت كوسيلة للضغط من أجل وقف الطائرات الورقية والبالونات المحترقة.
غير أن ماكغولدريك حذر قائلا: "إننا على بُعد خطوات معدودة من وقوع تدهور كارثي لا تطال آثاره الممتدة المحتملة الفلسطينيين في قطاع غزة وحدهم، بل المنطقة بأسرها".
وأردف "ينبغي لكل جهة تملك القدرة على تحسين الوضع أن تعود خطوة إلى الوراء، وأن تحول دون اندلاع المزيد من التصعيد، والتخفيف من المعاناة التي يتكبّدها عامة الفلسطينيين في القطاع".
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMzMg جزيرة ام اند امز