قطر ترعى اتفاقا مشبوها لإبرام صفقة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي ينتهي بفصل غزة عن فلسطين تنفيذا لما بات يعرف بصفقة القرن.
مرة أخرى فجّرت تصريحات سفير قطر محمد العمادي، موجة غضب فلسطينية، وسط تحذير من دور قطري مشبوه لإبرام صفقة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، تحت شماعة الأزمة الإنسانية في غزة، تنتهي بفصلها عن فلسطين تنفيذا لما بات يعرف بصفقة القرن.
وليد الزق أمين سر هيئة العمل الوطني، قال لـ"العين الإخبارية": "منذ البداية كانت لدينا شكوك عميقة جدا تجاه تحركات قطر عبر العمادي في غزة التي يأتيها بعد زيارته لإسرائيل، ولقاء مسؤوليها ليبحث معهم موضوع غزة، ونحن لنا موقف واضح من أبعاد تحركاته".
وأكد أن هناك تحركات تجاه الوضع الإنساني بقطاع غزة لكن هذه التحركات ليست بمعزل عن الجانب السياسي المتمثل هنا في المقترح الأمريكي لحل موضوع غزة المعروف باسم صفقة القرن، بعيدا عن السياق الوطني العام ليعطي غزة أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي، وذلك بدعم أطراف إقليمية معروفة.
تسويق الخطة الأمريكية
وكان سفير الدوحة العمادي تحدث لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، عن صفقة بين حماس وإسرائيل برعاية قطرية، تشمل إجراء مباحثات غير مباشرة بين الجانبين للتوصل لـ"صفقة" حول أوضاع غزة، وأن تجرى المباحثات برعاية الولايات المتحدة.
وقال العمادي "اجتمعنا مع حماس والجانب الإسرائيلي، وكلاهما ليسا معنيين بشن حرب، ولكن اتفقنا مع حماس والإسرائيليين أنه في حال الحرب لا تستهدف إسرائيل مشاريعنا القطرية، واتفقنا ألا يتم استهداف هذه المشاريع إلا إذا كان هناك هدف لحماس".
وحذر الزق بأن هناك من يسوق للمقترحات الأمريكية بحجة المساهمة في الخروج من أزمة غزة الإنسانية، ونحن نحذر من الاستغلال الإنساني لتحقيق أهداف سياسية خطيرة.
تصريحات العمادي، برأي المسؤولين الخبراء الفلسطينيين، كشفت عن الدور الوظيفي لقطر، الذي ساهم في ولادة الانقسام الفلسطيني وإدامته وإن ظهر أحيانا كمن يحاول إنهاءه.
وفي هذا السياق يقول الزق: "لا نعتقد أن الدور القطري يأتي في سياق إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، هو يساعد الحكومة بغزة على الخلاص من أزماتها بما يساهم في تحويل الانقسام لانفصال غزة عن المشروع الوطني.
مطالبة بإقالة العمادي
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجاني، شن هجومًا كاسحا على العمادي وطالب بإقالته فورا، بعد التصريحات المنشورة وغير المنشورة لصالح وكالة شينخوا الصينية...
وقال الدجاني: "العمادي بات يتعامل مع غزة من منطق بعيد كل البعد عن اللباقة الدبلوماسية وتجاوز الحدود والخطوط الحمر كافة وكأنه اشترى البعض ببعض من المشاريع القطرية استفادت قطر منهم أكثر ما استفادت غزة... ".
تداعيات سلبية
ويحذر الكاتب نضال خضرة، بأنه في حال إنجاز صفقة بين حماس والاحتلال بدعم جهات إقليمية في ظل غياب المصالحة ستكون لهذه الصفقة تداعيات سلبية على الحالة الوطنية.
غير أنه يتوقع ألا تنجح مساعي الدوحة في إنجاز صفقة بين حركة حماس والاحتلال بعيداً عن مصر، مقدرًا أنه في لحظات الحسم لن تقبل حماس بتجاوز مصر لحساب قطر.
صمت "حماس" ومباركة مقربيها!
ورغم أن حماس لا تزال تلتزم الصمت إزاء تصريحات العمادي وحقيقة المفاوضات غير المباشرة التي تجري، إلاّ أن تصريحات كتاب مقربين منها أثارت المخاوف حول ما يجري.
فقد أقر الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس، إبراهيم المدهون، أن العمادي "يلعب دورا واضحا"، مشيدًا به بدعوى أنه "صريح ولا يفلسف المواقف ويواجه الحقائق من غير تنميق وتزويق".
ووصف المدهون في تعليق له عبر صفحته على "فيسبوك" تصريحات العمادي بالمهمة "ويمكن قراءتها أن السياسة متحركة ومتغيرة وما لا تستطيعه اليوم قد تفعله غدا ولا شيء يبقى على حاله". وفق قوله.
وذهب إلى أن حماس أيضا تتطور سياسيا بثبات، والآن تدير المشهد بفكر ناضج وتتعامل مع الوقائع والمستجدات بتوازن وهدوء وثقة بما تمتلكه من رصيد يؤهلها لاتخاذ قرارات كبرى."
نوايا خطيرة
هذه المواقف دفعت حركة "فتح" على لسان الناطق باسمها أسامة القواسمي، إلى التأكيد بأن تفكير حركة "حماس" في عقد صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي تحت شماعة الأوضاع الإنسانية في غزة بات يكشف عن نوايا خطيرة، تكمن بفصل غزة عن التراب الوطني الفلسطيني.
وقال القواسمي -في تصريح صحفي - إن تفكير حركة حماس بخيارات التفاوض مع إسرائيل بمثابة خيانة وطنية، موضحا أن أفضل الحلول لمعالجة تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد هو تسريع عجلة المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتمكين حكومة الوفاق من ممارسة أدائها فوق الأرض وتحت الأرض.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز