خبراء عن"صفقة القرن": موقف مصر واضح من قضية القدس
خبراء سياسيون يدلون بآرائهم حول التسوية الأمريكية للقضية الفلسطينية، مؤكدين أهمية مراعاتها للثوابت العربية في التعامل مع القضية.
أظهرت آراء خبراء مصريين رفضاً للصيغة التي كشفت عنها تقارير غربية، أمس الأحد، حول الخطة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينيةوما يسمى"صفقة القرن"، ولفتت إلى أن غياب البيانات الرسمية في هذا الشأن وصعوبة الوضع الإنساني في غزة فرضتا التأني في إبداء التعليق على المقترح الأمريكي.
- الرئاسة الفلسطينية ترد على كوشنر عبر "العين الإخبارية": لا تجاوز للشرعية
- "واشنطن بوست" تكشف ملامح الخطة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية
وبدا أن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، خرج من زيارته الأخيرة لمصر خالي الوفاض، فقد استمع المسؤول الأمريكي خلال زيارته لتأكيد واضح من القاهرة بشأن الثوابت العربية في معالجة القضية الفلسطينية وعلى رأسها حل الدولتين، ما يعني إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1976 تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
موقف مصر
وأوضح مصدر دبلوماسي داخل وزارة الخارجية المصرية في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن موقف مصر من القضية الفلسطينية معلن أمام الجميع، قائلاً إن البيان الرسمي للرئاسة المصرية حول مقابلة كوشنر مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، هو المرجع فيما يتعلق بالزيارة.
ولم تظهر أي إعلانات رسمية حول هذه الخطة المعروفة باسم "صفقة القرن"، ولكن رجح تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إطلاق مقترح الخطة سيكون خلال أسابيع؛ بهدف البدء في المفاوضات بين الأطراف، ربما خلال هذا الصيف.
ومن المتوقع أن تحتوى الخطة –بحسب الصحيفة –على مقترحات أمريكية بحل الخلافات التي استمرت 70 عاماً، بما في ذلك وضع القدس، إضافة إلى مقترحات اقتصادية تساعد على التخفيف عن الفلسطينيين.
عدم التطرق لملف القدس
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما تتحدث عنه الولايات المتحدة هو مشروع تسوية في الإقليم يشمل الجانب الفلسطيني وأطرافاً أخرى.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أوضح فهمي أن هناك أفكاراً أمريكية "لا يهم مسماها" إن كان مشروعاً أو صفقة، ولكنها تركز على عدة أمور، أولها هو عدم التطرق لملف القدس قولاً واحداً، واقتراح مدينة أبوديس أو العيساوية لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية.
ويكمن الأمر الثاني في إجراء ترتيبات أمنية واستراتيجية ممتدة في منطقة غور الأردن وما يجاورها، أما الأمر الثالث هو قيام دور تمويلي لبعض المشروعات من دول عربية.
وأشار فهمي إلى أن الخطة الأمريكية تركز على غزة أولاً وتكرار فكرة غزة أريحا التي طُرحت منذ سنوات، موضحاً أن "غزة أولاً" تعني إعادة تأهيل للقطاع تحت مسمى إنساني وليس سياسي، والبدء في الحديث عن مشروعات خاصة بتحلية المياه ومحطات الوقود وانتقالات للعمالة الفلسطينية وغيرها.
وقال فهمي إنه سيكون للصفقة أثر في القطاع حيث يتم تأهيله ثم إلحاقه بالضفة الغربية بعد موافقة الفلسطينيين على الدخول في هذه الصفقة، مشيراً إلى رفض الجانب الفلسطيني المشاركة في الخطة رفضاً تاماً.
دولة غزة وتقاسم وظيفي بالضفة
بدوره قال الباحث المصري المتخصص في الشؤون الفلسطينية محمد جمعة، إن "المعروض إسرائيلياً ومن ثم أمريكياً هو دولة غزة مع تقاسم وظيفي في الضفة الغربية".
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، رأى جمعة أنه تُجرى محاولة لدفع الأمور "لدولنة قطاع غزة تحت لافتة الاعتبارات الإنسانية"، مشيراً إلى أنه يجرى بحث وضع غزة بعيداً عن السلطة الفلسطينية.
أما عن موقف مصر من هذه الخطة، فأوضح الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر تفرق بين مسارين، وهما مسار الاحتياجات الإنسانية في القطاع والمسار الدبلوماسي.
وقال جمعة إن تحسين الاوضاع الإنسانية في القطاع غزة يدخل في مقتضيات الأمن القومي المصري، وبالتالي مصر لا تعترض عليه ولكنها "تفرق بين مسار الاعتبارات الإنسانية في غزة وتعتبره ليس بديلاً عن المسار الدبلوماسي"، ومن ثم فلا ترى مصر أن تحسين الأوضاع الإنسانية وانخراط مصر في ترتيبات لتحسين الأوضاع يعني أن ذلك بديل عن المسار الدبلوماسي أو حل الدولتين.
واستشهد الباحث المصري على كلماته بقوله إن مصر لا تزال تحاول رأب الصدع وإنهاء الانقسام "لأن إنهاء الانقسام معناه بحسابات القاهرة ضمان وحدة المصير السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة".
وكانت "واشنطن بوست" قد نقلت عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي قولها: "بالطبع نريد أن تنتهي المعاناة في غزة.. لكن ما يحاولون فعله هو فصل غزة عن فلسطين، والتعامل مع مخاوف إسرائيل الأمنية، بدلاً من البحث عن حل سياسي".
مجرد إرهاصات
من جانبه، رأى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، النائب طارق رضوان، أن كل ما يدور حالياً من أقاويل حول هذه الصفقة مجرد "إرهاصات لم يتمخض عنها إعلان بشكل رسمي أو في إطار رسمي بالمباحثات التي وقعت".
وأوضح النائب البرلماني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه لا يعرف ما دار من أحاديث بين السيسي وكوشنر، ومن ثم لا يمكنه التعليق على هذا الأمر، مشيراً إلى أنه لم يتم الإعلان عن هذه الصفقة، وأن ما يقال حولها مجرد اجتهادات.
ورفض النائب البرلماني التعليق على ما وصفه "بالإرهاصات"، مرجعاً رفضه إلى أن أي تعليق منه بصفته رئيس لجنة العلاقات الخارجية هو تصريح رسمي وقد لا يكون هناك في الأصل مناقشات حول هذه الصفقة.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز