الأمم المتحدة تستأنف "جنيف 6" بنفس التحديات
ستافان دي ميستورا قال إن الولايات المتحدة أكثر انخراطا واهتماما بالعملية وهناك نشاط دبلوماسي رفيع المستوى يجري خلف الستار.
قال ستافان دي ميستورا، وسيط الأمم المتحدة، الإثنين، إن من المتوقع أن تستفيد محادثات السلام السورية التي ستعقد في جنيف هذا الأسبوع من تنظيم أكثر إحكاماً واتفاق جرى التوصل إليه في الفترة الأخيرة للحد من العنف، مهوناً من شأن تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد التي تقلل من أهمية المحادثات.
وأسفرت جولات سابقة من المحادثات عن اتفاق على أن تناقش الأطراف المتحاربة جدول أعمال من أربعة أجزاء لكن لم يتحقق بعد أي تقدم بشأن أي منها.
وتحت ضغط من الداعمين الدوليين اتفق الجانبان على مناقشة دستور جديد وإصلاح نظام الحكم وإجراء انتخابات ومحاربة الإرهاب، لكنهما يختلفان بشدة بشأن ما يعنيه كل من هذه البنود.
ويحرص الأسد المدعوم من روسيا وإيران على مناقشه "الإرهاب" وهو تعبير يستخدمه عموماً لوصف كل خصومه.
وطالب مفاوضو المعارضة بإزاحة الأسد عن السلطة، وهو ما يعتقد أنصاره أنه غير متصور في ضوء انتصاراته العسكرية في الفترة الأخيرة في الحرب الأهلية التي دخلت عامها السابع.
وفي الأسبوع الماضي، قال الأسد لقناة "أو.إن.تي"، التابعة لتلفزيون روسيا البيضاء، إن محادثات جنيف "مجرد لقاء إعلامي ولا يوجد أي شيء حقيقي في كل لقاءات جنيف السابقة".
ورد دي ميستورا بأن بشار الجعفري، رئيس وفد مفاوضي الحكومة وصل إلى جنيف على رأس وفد من 18 شخصاً "مفوضاً لإجراء مناقشات جادة".
ونفى دي ميستورا أن تكون الأمم المتحدة تتعرض للاستغلال كغطاء دبلوماسي لمزيد من الحرب.
وقال للصحفيين "إذا كان معنى أن تكون وسيطاً وأن تسعى لإيجاد نقاط مشتركة أنه يجري استغلالك .. فسأقبل ذلك، البديل هو لا مناقشات ولا أمل ولا أفق سياسياً.. مجرد انتظار الحقائق على الأرض".
وتابع أن "الحقائق على الأرض" في الإشارة إلى الحرب- لن تسفر عن حل سياسي للصراع الصعب والذي تعهدت جميع الأطراف بتحقيقه.
وقال إن الولايات المتحدة أكثر انخراطاً واهتماماً بالعملية، وأشار إلى النشاط الدبلوماسي رفيع المستوى الذي يجري خلف الستار.
وقال "كل الأمور متصلة ببعضها، هناك اجتماعات كبيرة مهمة جارية وستجرى.. هناك مناقشات تجري في العواصم. كلها لها تأثير على ما نبحثه. لكنني لن أوضح ذلك الآن".
وتأتي جولة محادثات جنيف في أعقاب اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران على ترتيب ومراقبة "مناطق تخفيف التوتر" في سوريا للحد من القتال.
لكن دي ميستورا حذر من أن تخفيف العنف لا يمكن أن يستمر بدون أفق سياسي يمكن التطلع إليه. وتابع "هذا بالتحديد ما نسعى إليه".
ومضت جولات سابقة من المحادثات في جنيف بإيقاع كئيب تخلله ما وصفه منتقدون بأنه ظهور إعلامي ضخم للمفاوضين المتنافسين.
وقال دي ميستورا، إن هذه الجولة ستكون أقصر وأكثر عملية وتبدأ يوم الثلاثاء وتنتهي السبت ولن تتاح فيها فرص كبيرة للأحاديث الخطابية.
وتابع "حتى القاعات ستكون أصغر حجماً.. نوع الاجتماعات سيكون أكثر تفاعلية واستباقية وأكثر تواتراً.. سنختار كذلك بعض الموضوعات للتركيز عليها من أجل إحداث حركة أكبر".