حذرت الأمم المتحدة من أن الجفاف بدأ يتكشف كحالة طوارئ غير مسبوقة على مستوى الكوكب.
الجفاف الصامت
حذر تقرير جديد عن الجفاف العالمي أصدرته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي من أن الجفاف أصبح قاتلاً صامتاً مع تفاقم تغير المناخ.
ويحذر التقرير من تداعيات تغير المناخ على فقدان المزيد من الأرواح، ومزيد من الخسائر الاقتصادية، ويؤثر بشكل خطير على بعض مناطق المجتمع، أكثر من أي وقت مضى. وأكد من جانبه "إبراهيم ثياو"، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، على خطورة الوضع. وذكر: 'على عكس الكوارث الأخرى التي تجذب اهتمام وسائل الإعلام، فإن حالات الجفاف تحدث بصمت، وغالباً ما تمر دون أن يلاحظها أحد، وتفشل في إثارة استجابة عامة وسياسية فورية'.
'هذا، ومع تزايد تواتر وشدة أحداث الجفاف، ومع تضاؤل مستويات الخزانات وانخفاض غلة المحاصيل، ومع استمرار فقدان العالم في التنوع البيولوجي وانتشار المجاعات، هناك حاجة إلى تغيير تحويلي.' ويشدد التقرير على أن استعادة الأراضي والإدارة المستدامة أمران حاسمان لتعزيز القدرة على التكيف مع الجفاف.
كما يحث التقرير على تقنيات الزراعة الإيجابية للطبيعة، مثل زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف، وطرق الري الفعالة وممارسات الحفاظ على التربة، حتى تتمكن المجتمعات من الحد من تأثير الجفاف على محاصيلها ودخلها.
طرق المواجهة
تشكل الإدارة الفعّالة للمياه عنصراً رئيساً آخر في القدرة العالمية على الصمود في مواجهة الجفاف. ويشمل ذلك الاستثمار في أنظمة إمدادات المياه المستدامة، وتدابير الحفاظ على المياه، وتعزيز التقنيات الموفرة للمياه.
وفي هذا الصدّد، دعت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أيضاً إلى التأهب للكوارث وأنظمة الإنذار المبكر من أجل القدرة على التكيف مع الجفاف على مستوى العالم. وأضافت أن زيادة الاستثمارات في مراقبة الأرصاد الجوية وجمع البيانات وتقييم المخاطر يمكن أن تساعد في الاستجابة بسرعة لحالات الطوارئ المتعلقة بالجفاف وتقليل آثارها، داعية أيضًا إلى التعاون الدولي وتبادل المعرفة وتحقيق العدالة البيئية والاجتماعية.
- الجفاف يحرم المحاصيل الزراعية من المياه.. تونس الخضراء إلى أين؟
- قيود على استخدام المياه.. الجفاف يضرب 60% من مزارعي العراق
الفئات الأكثر تضرراً
يظهر التقرير على سبيل المثال، أن 85% من المتضررين من الجفاف يعيشون في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل، وأن الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المصنفة على أنها شديدة الضعف هم أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيضانات والجفاف والعواصف بنحو 15 مرة مقارنة بأولئك الذين يعيشون في بلدان منخفضة الدخل.
ويشير التقرير أيضاً إلى أن هناك نحو 1.2 مليون شخص يعيشون فيما يسمى بالممر الجاف لأمريكا الوسطى -وهو شريط من الأراضي يمتد عبر السلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا- يحتاجون إلى مساعدات غذائية، بعد أن مروا بخمس سنوات من الجفاف وموجات الحر والأمطار التي لا يمكن التنبؤ بها.