نجح نخبة رواد الفكر وقادة السياسة عالمياً في التوصل إلى نظام أطر ومنهج طريقة التعامل والتعاون بين الدول.
نجح نخبة رواد الفكر وقادة السياسة عالمياً في التوصل إلى نظام أطر ومنهج طريقة التعامل والتعاون بين الدول.
الدبلوماسية خُلقت منذ الأزل بأشكال وصور مختلفة، لكنها لم تحمل التسمية العصرية ولم يكن العالم على درجة من التقارب تسمح بتطبيق قانون دولي موحد كما هو الشأن الآن.
لكن ومع ما نراه اليوم من أحداث، ومع اختراقات بعض الدول التي خرجت عن القوانين الدولية ولم تلتزم بها في تحديات صارخة، وتحالفات معلنة، وخير مثل على ذلك ما نراه اليوم من تحالف بين إيران وتركيا وقطر.
الخطر أكبر من مجرد تخلي ترامب عن الاتفاقية النووية، أو المواجهات الإيرانية الإسرائيلية على الأراضي السورية، خطر "ثلاثي الشر" هو فعلاً إنذار بضرورة دق نواقيس الخطر ومراجعة المنظومة العالمية كليّاً>
تحالف يهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع..هل حان الوقت لنتساءل عن الأسباب الحقيقية وراء هذا؟
هل هو إخفاق الأمم المتحدة كمنظمة دولية في أداء دورها، واستعمال وسائلها عبر مجلس الأمن وحلف الناتو لردع المتمردين على قوانينها؟.
ما يحدث في العالم حالياً من تجاوزات للقوانين والحروب التي لا تنتهي يعكس إخفاق مجلس الأمن في تحقيق الأمن، وهذا ما يدعو إلى ضرورة بداية العمل على مراجعة آليات عمله والبحث في أسباب هذه الإخفاقات.
أو أن الوقت قد حان لإعادة التفكير في الأنظمة والقوانين الدولية، والشروع في تشريع قوانين جديدة، وتطوير عمل الأمم المتحدة كمنظمة دولية، يدفع الوضع الدولي الجديد للتساؤل حول نجاعة أدائها، وفعالية تعاملها مع الأوضاع الجديدة والمخاطر التي تهدد العالم اليوم، والتي لم تكن موجودة من قبل حينما أسست جمعية الأمم ومن بعدها شرعت قوانين الأمم المتحدة؟.
كانت المخاطر واضحة وطرق تعامل الدول الملتزمة منها أو "المتمردة" واضحة، وهذا الوضوح سهّل في الماضي عمل الأمم المتحدة وتطبيق القوانين الدولية.
كان هناك خياران واضحان بين الأمم، الدبلوماسية أو الحرب، واليوم اختلفت السلوكيات السياسية لأنها وكما رأينا في المثال الإيراني وهو الأبشع حالياً لم تعد تعتمد أو تلتزم بهذه الأساليب.
خلق النظام الإيراني منهجاً جديداً في التمرد على القوانين الدولية، واختراق احترام أسس التعامل بين الدول، وهو ابتكر أيديولوجية شيطانية بدأت منذ بداية الثورة، التي بدأها وأنهاها باسم الدين ليستحوذ على بلد وشعب بأكمه، ويقيّده فكراً وعملاً لعشرات السنين.
ثم أطلق لهيبها تحت أراضي المنطقة طامحاً أن تنصهر وتذوب تحت سيطرته، فأشعلها ونفث فيها سمومه وما زال يعمل على تمديد نفوذ الشر في العراق وسوريا واليمن؛ مستغلاً النزعات الطائفية التي لم تكن موجودة من قبل.
والأخطر الآن هو تحالف النظام القطري معه ومع تركيا، هذا التحالف الذي لا ينذر إلا بالدمار والشتات لشعوب وأمم.
تحالف يعمل تحت عباءة الإرهاب التي نسجها منذ سنين بأموال شعوب ترزح تحت الجهل والخوف، وحان الوقت فعلاً إلى سن قوانين دولية جديدة، وإعادة النظر في أدوار المنظمات التي تدير العالم، فالخطر أكبر من ردود أفعال على أفعال أو تجاوزات.
الخطر أكبر من مجرد تخلي ترامب عن الاتفاقية النووية، أو المواجهات الإيرانية الإسرائيلية على الأراضي السورية.
خطر ثلاثي الشر هو فعلاً إنذار بضرورة دق نواقيس الخطر ومراجعة المنظومة العالمية كليّاً.
الأحداث المتتالية التي يشهدها العالم وخاصة في العشرية الأخيرة، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا، وفي القرن الأفريقي، وأوروبا، بين ما سمي بـ"الربيع العربي" وما خلفه من دول مدمرة وشعوب مشتتة.
وأفريقيا وما تشهده من حروب داخلية وانقسامات واقتتال يشتد في كل يوم حدة، وأوروبا وما شهدته من تحولات في تركيبتها البشرية، واقتصادها وصعود اليمين فيها، وقرار بريطانيا بالانفصال، إلى جانب الكبوات الاقتصادية التي بدأت في اليونان ومرت إلى إسبانيا، ومن ثمة هبت رياحها على إيطاليا.
كل هذه العوامل ترسخ إحساساً واحداً هو ما يوحد البشر الآن هو الإحساس بالخوف، وفكر متردد في تحديد المصير بسبب عدم الاستقرار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة