الولايات المتحدة تقترب من تحديد «توقيت قمري» لدعم المهمات الفضائية

في خطوة غير مسبوقة، صادق هذا الأسبوع مجلس النواب الأمريكي، عبر لجنة العلوم، على مشروع قانون يمهد الطريق لإنشاء "نظام توقيت قمري".
نظام التوقيت سيكون بمثابة مرجع زمني موحد لجميع الأنشطة المستقبلية على سطح القمر وحوله، ويحمل مشروع القانون اسم "قانون توحيد التوقيت السماوي" (HR 2313)، وتمت الموافقة عليه بالإجماع من خلال التصويت الصوتي في اللجنة يوم الثلاثاء 29 أبريل. ومن المنتظر أن يُعرض على التصويت في مجلس النواب الكامل، وإذا أُقر، فسينتقل بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ، تمهيدا لإحالته إلى الرئيس للمصادقة النهائية.
ويُلزم القانون وكالة ناسا بتطوير نظام توقيت خاص بالقمر، يُعرف باسم "التوقيت القمري المنسق" (LTC)، ليكون دقيقا بما يكفي لمهام الملاحة الفضائية والاتصالات، ويستمر في العمل حتى في حال انقطاع الاتصال بالأرض، وقابل للتوسيع لاحقا ليشمل أجساما سماوية أخرى كالمريخ.
لماذا نحتاج إلى توقيت قمري؟
رغم أن وكالات الفضاء كانت تعتمد سابقا على أنظمة مثل "الوقت المنقضي منذ انطلاق المهمة"، إلا أن التحول نحو إنشاء قواعد دائمة على القمر يفرض الحاجة إلى نظام توقيت موحد، خاصة في ظل تطور مهمات برنامج "أرتميس" الذي يهدف لإرسال رواد فضاء أمريكيين إلى القمر مجددًا خلال السنوات المقبلة.
السبب العلمي الأبرز يكمن في نظرية النسبية العامة لأينشتاين، والتي تؤكد أن الجاذبية تؤثر على مرور الزمن، فبسبب انخفاض جاذبية القمر مقارنة بالأرض، يمر الزمن على سطحه أسرع بمقدار 58.7 ميكروثانية يوميا، وهي فروقات دقيقة قد تُحدث مشكلات حقيقية في أنظمة الملاحة والاتصال عند مستوى العمليات الفضائية الدقيقة.
دعم سياسي واسع لمشروع "أرتميس"
يأتي هذا التطور التشريعي في وقت تواجه فيه ناسا اقتراحات بتخفيض ميزانيتها، مما يجعل الدعم الحزبي المشترك لمشروع "أرتميس" وتوقيت القمر إشارة إيجابية نحو مستقبل الاستكشاف القمري.
وخلال جلسة استماع لتثبيت تعيين جاريد آيزاكمان، مرشح الرئيس الأمريكي لترؤس وكالة ناسا، أظهر أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي اهتماما بمواصلة التركيز على برنامج "أرتميس"، وسط مخاوف من أن يتم التركيز على المريخ على حساب القمر.
وأكد آيزاكمان التزامه بالبرنامج قائلًا: "سنُرسل رواد فضاء أمريكيين إلى المريخ، لكننا في الطريق إلى ذلك سنمتلك القدرة على العودة إلى القمر.. ولسنا مضطرين للاختيار بين القمر والمريخ".
وإذا تم تمرير القانون رسميا، فسيكون ذلك إنجازا مهما في بناء البنية التحتية الزمانية للعمليات الفضائية القادمة، وخصوصا مع اقتراب العالم من حقبة جديدة من الوجود البشري على الأجسام السماوية الأخرى.