من البصق إلى الضرب.. موجة اعتداءات على الطواقم الصحية بفرنسا
بعد موجة اعتداءات علي المستشفيات الجامعية في مارسيليا "إيه بي-إتش.إم" كشفت صحيفة "لا بروفانس" الفرنسية، انه ابتداءً من شهر يناير المقبل، سيتنقل عناصر من الشرطة الاحتياطية إلى مختلف مواقع المساعدة العمومية لتلقي شكاوى الضحايا في حال وقوع أف
وفي إطار مواصلة نهجها القائم على "عدم التسامح مطلقًا" إزاء أي عنف يمارس ضد موظفيها، وقعت إدارة المستشفيات اتفاقية مع الشرطة الوطنية في مقاطعة بوش-دو-رون، تقضي بإيفاد عناصر من الشرطة الاحتياطية إلى جميع مواقع المستشفيات، من أجل جمع شكاوى الضحايا مباشرة في أماكن العمل عند تسجيل وقائع جنحية.
ومن البصق وصولًا إلى الضرب، يتعرض سنويًا في مرسيليا نحو مئة موظف من موظفي المساعدة العمومية، مستشفيات مرسيليا لاعتداءات جسدية، يضاف إليهم ما يقارب 500 موظف آخرين يتعرضون لاعتداءات لفظية.
وقبل نحو عشر سنوات، وأثناء محاولتها التدخل لحماية سكرتيرتها من مريض غاضب بسبب التباس في مواعيده الطبية، تعرّضت البروفيسورة فلورانس بريتيل للبصق على وجهها. في ذلك الوقت، قللت الإدارة من خطورة الحادثة، معتبرة أن طبيبة النساء والتوليد لم تتعرض سوى لـ"رذاذ من اللعاب".
وتوضح الطبيبة أنها تماسكت حينها، لكنها تعترف قائلة: "لم أكن أرغب في أن تدرج معلوماتي الشخصية، مثل عنوان سكني، في ملف القضية، والأهم أنني لم أكن أريد أن أفرض على نفسي مواجهة مباشرة مع الشخص المعتدي.

الظروف الاستثنائية من الضغط والتوتر والقلق لا تبرر العنف
وفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن اليوم، وعلى الأقل فيما يتعلق بموقف الإدارة، تغير المنظور بشكل واضح، فلم يعد مقبولًا التستر على الاعتداءات التي يتعرض لها العاملون، حتى وإن كان نحو مليون مراجع سنويًا يصلون إلى المستشفيات "في ظروف استثنائية من الضغط النفسي والقلق والخوف".
وتؤكد الإدارة أن هذه الظروف، مهما بلغت قسوتها، لا يمكن أن تشكل مبررًا لممارسة العنف ضد الطواقم الطبية والإدارية.
ويهدف هذا الإجراء الجديد، المتمثل في حضور الشرطة الاحتياطية داخل المستشفيات، إلى تسهيل عملية تقديم الشكاوى، وتشجيع الضحايا على الإبلاغ عن الاعتداءات دون خوف أو تردد، إضافة إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن أي اعتداء على العاملين في القطاع الصحي سيُواجَه بإجراءات قانونية فورية وحازمة.
ويأمل القائمون على هذه الخطوة أن تسهم في الحد من ظاهرة العنف المتزايدة داخل المؤسسات الصحية، وتعزيز الشعور بالأمان لدى الطواقم، وضمان بيئة عمل تحترم كرامة العاملين وتُصان فيها مهنتهم، في وقت يواجه فيه القطاع الصحي ضغوطًا متزايدة وتحديات يومية كبيرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز