قوات "يونميس".. مغادرة تدريجية لـ17 قاعدة بجنوب السودان
أكثر من 180 ألف شخص لا يزالون يعيشون في مخيمات بجنوب السودان لكن بعثة الأمم المتحدة قالت إنهم لم يعودوا تحت التهديد
أعلنت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس)، الجمعة، أنها بدأت بسحب جنودها من مخيمات متعددة لجأ إليها عشرات آلاف المدنيين خلال الحرب الأهلية طلبا للحماية.
وأُنشئت هذه المخيمات في العاصمة جوبا ومدن رئيسية أخرى بعد اندلاع الحرب عام 2013، حيث أوت آلاف الهاربين من المعارك وخصوصا من المجازر العرقية الوحشية التي طبعت هذا النزاع.
وحاليا لا يزال أكثر من 180 ألف شخص يعيشون في هذه المخيمات، لكن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قالت إنهم لم يعودوا تحت التهديد، بعد مرور ستة أشهر على تشكيل الزعيمين الرئيسيين المتنافسين الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار حكومة وحدة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لجنوب السودان ديفيد شيرر خلال مؤتمر صحفي إن البعثة بدأت "بسحب تدريجي" لجنودها وشرطتها من مخيمات في وسط بور وشمال غرب واو.
وأضاف: "قمنا بذلك لأننا قدّرنا أن التهديدات التي كانت ماثلة قبل بضع سنوات لم تعد موجودة اليوم".
وسيتم إعادة تحديد مهمة هذه المخيمات كمواقع لاستيعاب النازحين، وتكون تحت سيطرة جوبا بدلا من الأمم المتحدة.
اندلعت الحرب عام 2013 بعد خلاف بين كير ومشار، ولم تنجح جهود وقفها إلى أن تم توقيع اتفاق سلام في أيلول/سبتمبر 2018 انبثقت منه حكومة الوحدة الحالية.
وتابع شيرر: "لن يُطرد أحد أو يُطلب منه المغادرة عندما تنسحب يونميس. الخدمات الإنسانية مستمرة"، موضحا أن المخيمات لن تكون بعد الآن تحت سيطرة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ويتعين على الحكومة تحمّل "المسؤولية".
ومضى في حديثه "ستكون الشرطة في جنوب السودان مسؤولة عن القانون والنظام".
وللأمم المتحدة 17 قاعدة دائمة لبعثة حفظ السلام في جنوب السودان، مع قواعد إضافية مؤقتة خلال موسم الجفاف، إضافة إلى نحو 14 ألف جندي.
وأوضح المبعوث الأممي أن ما لا يقل عن 150 جنديا وسرية أو اثنتين من الشرطة، تضم كل واحدة نحو 150 عنصرا، سوف تشارك في حماية المخيمات.
وأضاف أن الجنود الذين كانوا يخدمون في المخيمات يمكن الآن إعادة نشرهم في نقاط ساخنة تصاعدت فيها أعمال العنف في الأشهر الأخيرة، مثل شرق جونغلي.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن نحو 600 شخص قتلوا في اشتباكات عرقية بين مجتمعات محلية في المنطقة في الأشهر الستة الماضية، الأمر الذي اعتبره شيرر تهديدا لعملية السلام.
وذكر: "نشرت يونميس على وجه السرعة قوات حفظ سلام في المناطق الأكثر تأثرا لمنع تفاقم أعمال العنف ودعم المصالحة والوساطة بين الجماعات المتنازعة".
في هذه الاثناء، أعلنت الأمم المتحدة هذا الأسبوع أنها ستنشئ قاعدة مؤقتة في لوبونوك في ولاية الاستوائية الوسطى، بعدما صعّدت جبهة الإنقاذ الوطني التي رفضت توقيع اتفاق السلام هجماتها على المدنيين وعمال الإغاثة.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg
جزيرة ام اند امز