تعددية غير مسبوقة في مجمع الكرادلة.. وجود 5 فرنسيين يؤكد ثقل فرنسا

يتّجه مجمع الكرادلة إلى انتخاب البابا رقم 266 وسط مشهد ديموغرافي يعكس اتساع رقعة الكاثوليكية وتحوّل مركز ثقلها نحو الجنوب العالمي.
مع وجود ممثلين عن 70 جنسية مختلفة، من بينهم 5 فرنسيين، يبرز هذا الحدث الكنسي بوصفه صورة مصغّرة لعالمية الكنيسة وتنوعها الثقافي والديني، في وقت لا تزال فيه فرنسا — رغم علمانيتها — تحتفظ بثقل روحي لا يمكن تجاهله، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية
عالمية الكنيسة في عهد البابا فرنسيس
منذ بداية حبريته، حرص البابا فرنسيس على توسيع رقعة التمثيل الجغرافي داخل مجمع الكرادلة عبر تعيينات جديدة هدفت إلى كسر مركزية الكنيسة الأوروبية.
وهذه الاستراتيجية أثمرت اليوم مجمعاً يضم 133 كاردينالاً مؤهلاً للمشاركة في التصويت على البابا الجديد، وهو رقم قياسي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، علماً بأن اثنين منهم تغيّبا لأسباب صحية.
رسالة رمزية وتحوّل استراتيجي
وتزامن انعقاد المجمع مع تلاوة إنجيل "الصيد العجائبي" خلال قداس الأحد، وهي إشارة رمزية إلى الصيد الذي جمع 153 سمكة — وهو رقم يُفسَّر تقليديًا على أنه يمثل شعوب العالم المعروفة في زمن المسيح، في دلالة روحية على البُعد الكوني للرسالة المسيحية.
هذا البعد الكوني لم يعد مجرد مفهوم رمزي، بل أصبح واقعًا ملموسًا في تركيبة الهيئة الناخبة، إذ تفوّق عدد المشاركين هذه السنة على مجامع انتخابية سابقة، منها: انتخاب البابا فرنسيس (117 كاردينالًا حينها)، وانتخاب بنديكتوس السادس عشر (115 كاردينالًا)، وانتخاب يوحنا بولس الثاني (111 كاردينالًا).
حضور فرنسي لافت رغم تراجع النفوذ الأوروبي
وعلى الرغم من الانحسار النسبي لدور أوروبا في إدارة شؤون الكنيسة، لا تزال فرنسا تحتفظ بخمسة كرادلة ناخبين، مما يضعها في مصاف الدول ذات الحضور المؤثر في اختيار رأس الكنيسة الكاثوليكية المقبلة.
ورغم تحديات العلمنة، لا تزال تؤدي دورًا رمزيًا وروحيًا داخل الفاتيكان، في وقت يشهد فيه جنوب الكرة الأرضية صعودًا لافتًا في التأثير الروحي والعددي داخل الكنيسة.
فرنسا.. ثقل رمزي في كنيسة تتغير
ورغم تنامي الطابع العالمي للكنيسة الكاثوليكية، تحتفظ فرنسا بمكانة رمزية خاصة في قلب الفاتيكان، بوصفها "الابنة البكر للكنيسة"، وهو اللقب التاريخي الذي ما زال يعبّر عن عمق العلاقة بين باريس وروما. فمع وجود خمسة كرادلة فرنسيين ناخبين، تستمر فرنسا في تقديم رؤية تجمع بين التقاليد الدينية العريقة والحساسية تجاه قضايا الحداثة، مثل العلمانية، والهجرة، والتعددية الثقافية. ويؤكد مراقبون أن الصوت الفرنسي داخل المجمع لا يقتصر فقط على عدد الكرادلة، بل يمتد إلى طبيعة المواقف التي تعكس توازناً بين الإيمان والعقلانية، وبين الروحانية والسياسة، في لحظة مفصلية من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
aXA6IDE4LjE5MS4yOC4xNjEg جزيرة ام اند امز