لماذا نرى ألوانا غير حقيقية؟ دراسة تشرح خداع الدماغ البصري
بعد عقود من الجدل العلمي، نجح فريق بحثي من جامعة ساوثهامبتون البريطانية في كشف السر وراء ظاهرة رؤية ألوان غير موجودة.
وتعرف هذه الظاهرة بـ"الصور اللاحقة للألوان"، وهي خدعة بصرية تجعل الدماغ يرى ألوانا وهمية بعد التحديق في لون معين لفترة، بل وقد تظهر ألوان في صور بالأبيض والأسود رغم خلوها منها تماما.

الدراسة، بقيادة الدكتور كريستوف فيتسل، أستاذ مساعد في علم النفس، أوضحت أن هذه الظاهرة لا تنتج عن معالجة الدماغ للألوان كما كان يُعتقد، بل تعود مباشرة إلى الخلايا المخروطية الحساسة للضوء في شبكية العين المسؤولة عن إدراك الألوان. ونشرت النتائج في مجلة " كوميونيكشنز سيكولوجي".
وقال الدكتور فيتسل: "على الرغم من أن هذه الظاهرة معروفة منذ زمن طويل، إلا أنها أحدثت ارتباكا بين الخبراء، فالبعض اعتقد أنها نتيجة إشارات متعاكسة في الدماغ، وآخرون رجحوا وجود آلية غير معروفة. الآن أصبح لدينا جواب قاطع: الألوان الوهمية لا تأتي من إشارات معاكسة، بل من الطريقة التي تتكيف بها الخلايا المخروطية مع الضوء".
الدراسة شملت تجارب دقيقة على عشرات المشاركين لقياس الألوان التي يرونها بعد التحديق، ومقارنتها بنماذج حسابية لمسارات معالجة الإشارات البصرية في العين والدماغ، ليثبت الباحثون أن مصدر الظاهرة هو تكيف المستقبلات الضوئية نفسها وليست مراكز المعالجة الدماغية.

وأضاف فيتسل أن النتائج تمثل "الرابط المفقود" الذي يفسّر بشكل كامل كيف يرى الإنسان العالم بألوان ثابتة رغم تغير الإضاءة، مؤكدا أن هذا الفهم الجديد يزيل الغموض الذي طالما أحاط بهذه الخدعة البصرية الكلاسيكية.