استشرافات 2023.. عراقيل على طريق بايدن في نصف الولاية
توقع تقرير استشرافي لمجلة "الإيكونوميست" أن يجد الرئيس الأمريكي جو بايدن العامين المتبقيين من ولايته، أشد صعوبة، وسط عراقيل قد يضعها خصومه الجمهوريون، والانقسام داخل حزبه.
وذكر تقرير المجلة البريطانية أن بايدن استنفد الكثير من العامين الأوليين من رئاسته في محاولة صنع إجماع بين المشرعين المتنازعين من حزبه، وهي مهمة ستتحول في العامين المقبلين، إلى شيء أصعب.
ففي انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استعاد الجمهوريون بالكاد السيطرة على مجلس النواب، فيما سيستمر بقاء الانقسامات السياسية على أشدها ابتداء من يناير/ كانون الثاني القادم، وحتى بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وقال تقرير "الإيكونوميست" إنه من الصعب تخيل أي شيء مثمر للغاية، قد يخرج عن هذه الحالة المحتقنة.
ووفقا للتقرير، فلم يكن بالضرورة وجود رئيس مجلس النواب من حزب معارض للرئيس علامة على موت التشريعات الجديدة للإدارة الحاكمة؛ لكن في الآونة الأخيرة، تحول دور رئيس هذه الغرفة التشريعية من كونه مشرعًا تصالحيًا بين الحين والآخر، إلى العكس تماما.
وليس هناك ما يدعو إلى الأمل في أن يفوق كيفن مكارثي، الخليفة الجمهوري المفترض لنانسي بيلوسي، التوقعات؛ فلا يوجد الكثير مما يتفق عليه الديمقراطيون والجمهوريون بخلاف الشكوك المشتركة تجاه شركات التكنولوجيا الكبيرة وتحديد الصين.
ويبدو أن الجمهوريين متماسكون؛ ليس بسبب تفضيلات السياسة بقدر ما هو ازدراء للديمقراطيين وحلفائهم في النخب التجارية والثقافية.
وفي حين قد يستمر العمل المهم الذي يقوم به الكونغرس والذي لم يلاحظه أحد، مثل تجميع حزم الاعتمادات للإنفاق الدفاعي، لكن كل شيء آخر سيتباطأ إلى الزحف في ظل الحكومة المنقسمة. ومن ثم، فكل ما لم يفعله بايدن بحلول نهاية عام 2022 من غير المرجح أن يتحقق لاحقا.
وسيزيد ذلك من إحباط الديمقراطيين، حيث كان يأمل التقدميون منهم في أن يستفيد بايدن من سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس لإدخال عصر جديد من الإنفاق الكبير على الرعاية الاجتماعية والتخفيف من آثار تغير المناخ. وفي حين تحقق بعض النجاح، لم يكن بالقدر الذي كانوا يريدون.
ووفقا للتقرير الاستشرافي، فمن المحتمل أن يركز بايدن على إصدار لوائح جديدة شاملة بشأن التلوث والأعمال التجارية الكبرى كبديل للتشريعات، لكن من غير المرجح أن يهدئ ذلك أعضاء في الحزب الذين توقعوا -كما هو حال السيناتور إليزابيث وارين- "تغييرا هيكليا كبيرا".
وهذه التوترات الداخلية، والتحقيقات المستمرة من الجمهوريين في الكونغرس، والشيخوخة الواضحة قد تدفع الكثيرين في الحزب إلى اعتبار الرئيس غير قادر على الاستمرار في انتخابات عام 2024.
وإذا كان الأمر كذلك، فسيكون العامان القادمان مسرح مسابقة لخلافة بايدن، وهو ما ستظهر معه صدوع عميقة في جسم الديمقراطيين، على غرار بروز الفصائل المعتدلة والتقدمية للديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية لعام 2020 مرة أخرى. ومن بين المتنافسين الأساسيين كامالا هاريس، نائبة الرئيس، وهي وريثة غير جذابة.