«الطائرة الخنزيرة».. حارس أمريكي في سماء الشرق الأوسط
خلال هجوم فصائل المعارضة السورية المسلحة الذي أدى لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ظهرت طائرة حربية أمريكية أيقونية لفترة وجيزة فوق الخطوط الأمامية.
ووفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية، شوهدت طائرة واحدة على الأقل من طراز "فيرتشايلد إيه-10 ثاندربولت" المعروفة باسم "الخنزير" (Hog) – تحلق على ارتفاع منخفض فوق المقاتلين في شرق سوريا.
لم تُطلق تلك الطائرة أيا من أسلحتها، لكن ظهورها هذا في الصحراء لا يعكس المهمة الأساسية لهذا النوع من الطائرات في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الأخيرة من خدمته التي امتدت لخمسين عامًا.
على مدى سنوات، كانت طائرات "إيه-10" تقوم بدوريات فوق الخليج العربي كجزء من مبادرة متعددة الجنسيات للأمن البحري. واعتبرت الطائرات البطيئة والقوية والمسلحة تسليحا كثيفا، مثالية للقيام بدوريات طويلة فوق المياه المزدحمة والخطيرة.
في السنوات الأخيرة، بدأت القوات الجوية بتكليف "الطائرات إيه-10" بمزيد من المهام البحرية، بما في ذلك مرافقة غواصات البحرية الأمريكية أثناء مغادرتها للموانئ ودورياتها في البحار الصينية المتوترة.
ومؤخرًا، انضمت 24 طائرة من هذا الطراز إلى مهمة أوروبية بقيادة فرنسية لحماية الملاحة التجارية من مضايقات الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز.
تصميم الطائرة إيه-10
تم تصميم الطائرة إيه-10 خصيصا لتوفير الدعم الجوي القريب، وتسمح قدراتها على الإقلاع والهبوط من وفي مدرجات قصيرة المدى بتنفيذ عمليات بالقرب من الخطوط الأمامية.
تصل سرعة الطائرة إلى 682 كيلومترا في الساعة، فيما تبلغ حمولتها من الأسلحة 7257 كيلوغراما.
وتمتلك القوات الأمريكية أكثر من 367 طائرة من "الخنزيرة" تستخدم في المعارك، ولحماية السواحل الأمريكية، وستبقى في الخدمة إلى حدود عام 2028 حيث ستحال للتقاعد.
ما يميز أيضا طائرة "إيه-10" عن الطائرات الأخرى هو قدرتها على التحليق في الأجواء لفترات طويلة، ما يوفر دعما متواصلا للقوات على الأرض.
أثناء قيامها بمهمة الدعم الجوي القريب، يمكن لطائرة الخنزير البري أن تبقى محلقة فوق ساحة المعركة مدة ساعتين تقريبا تحت سقف يبلغ ارتفاعه 1500 متر .
وتساهم متانة الطائرة في قدرتها على العمل ضمن مفهوم التوظيف القتالي الرشيق.
تُلقب الطائرة إيه-10 ثاندربولت 2 بـ "الدبابة الطائرة"، وهي مزودة بدرع من التيتانيوم يزن 540 كيلوغراما، ما يمكنها من امتصاص الضرر أثناء إطلاق النار.
وبحسب سلاح الجو تستطيع الطائرة إيه-10 تحمل "الضربات المباشرة من القذائف الخارقة للدروع والقذائف شديدة الانفجار التي يصل قطرها إلى 23 ملم".
ويشمل تسليحها قنابل متعددة الأغراض وذخائر الهجوم المباشر المشترك وصواريخ إيه جيه إم-65 مافريكس وصواريخ إيه آي إم-9 سايدويندر والصواريخ المضيئة، بالإضافة إلى المدفع الأوتوماتيكي الدوار جيه إيه يو-8 أفانجر من عيار 30 ملم.
ويطلق المدفع ذو السبع فتحات من طراز غاتلينج زخات من اليورانيوم المستنفذ الخارق للدروع وقذائف حارقة شديدة الانفجار. وهو يهاجم بمعدل إطلاق نار قوي يبلغ 3900 طلقة في الدقيقة وسرعة اندفاع تبلغ 1013.2 مترًا في الثانية.
وعلى الرغم من تميزها بقدراتها الهجومية، يمكن لتلك الطائرة أن تلعب دورا محوريا ثانيا كطائرة مراقبة جوية متقدمة محمولة جوا بسبب قوتها وقابليتها الكبيرة على الصمود.
تتحمل طائرات المراقبة الجوية المتقدمة المحمولة جوا مسؤولية توجيه الهجمات التي تشنها طائرات الدعم الجوي القريبة الأخرى على الأهداف الأرضية، وهي قدرة حيوية إذ يتطلب مفهوم التوظيف القتالي الرشيق مستويات عالية من الاتصالات والتنسيق من قبل طائرات الدعم الجوي القريب.
التحديات المستقبلية
مع اقتراب نهاية خدمتها، أثبتت إيه-10 أنها ملائمة لهذه المهام. ولكن هل يمكن للمقاتلات الشبحية من طراز إف-35 لايتننغ التي ستحل محلها أن تضاهي قدرات إيه-10 في المهام البحرية؟.
هناك أسباب تدعو للشك. فالطائرة "إيه-10" تتعامل بشكل أفضل عند الطيران المنخفض والبطيء، بينما صُممت "إف-35 للتحليق على ارتفاعات عالية وبسرعة.
علاوة على ذلك، فإن إيه-10 قادرة على حمل مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك مدفعها الأمامي "أفينغر"، الذي يوفر قوة نارية هائلة. بالمقابل، فإن إف-35 ليست مجهزة لحمل كل هذه الأسلحة.
ماذا بعد تقاعد A-10؟
لم يتضح بعد كيف ستتعامل القوات الجوية بعد إحالة إيه-10 إلى التقاعد. فقد يتم إحالة هذه المهمة إلى أسراب العمليات الخاصة باستخدام طائرات أو إيه-1 سكاي و إيه سي غوست رايدر. بيد أنه، لا يتوقع أن تكون هذه الطائرات متاحة للمهام الروتينية التي كانت تناسب تمامًا أسراب إيه-10.
aXA6IDMuMTM3LjIxMS40OSA= جزيرة ام اند امز