«بركان» الشرق الأوسط يلفظ حممه على أمريكا.. استنزاف مخزونات الأسلحة
مع رفع الولايات المتحدة من مستوى تأهبها في الشرق الأوسط بالدفع بقطع بحرية لـ«حماية» إسرائيل من تصعيد الأذرع الإيرانية تجاهها، كانت الفاتورة التي تكبدتها واشنطن باهظة، باستنزاف مخزوناتها من الأسلحة.
ويقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إن ما يثير القلق الآن هو المعدل الذي يتم به إطلاق صواريخ SM-3 وغيرها من الذخائر، بما في ذلك SM-2 وSM-6، محذرًا من أن الولايات المتحدة تستنفد مخزوناتها من هذه الصواريخ بسرعة أكبر من سرعة استبدالها، مما يثير مخاوف كثيرة.
وكانت قناة USNI News ، قالت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن المدمرتين من فئة Arleigh Burke ، USS Bulkely (DDG-84) وUSS Cole (DDG-67)، «أطلقتا 12 صاروخًا اعتراضيًا كجزء من الرد الأمريكي على الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل»، فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن السفينتين الحربيتين نجحتا في التصدي للهجوم الإيراني.
وتستخدم كلتا المدمرتين نظام الدفاع الجوي Aegis الذي تم تصميمه خصيصًا لمواجهة الصواريخ الباليستية.
وأطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ على إيران ردًا على الغزو البري الإسرائيلي للبنان، لكن على مدار العام الماضي، تصدت السفن الحربية الأمريكية أيضًا لمئات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن على إسرائيل والشحن التجاري في البحر الأحمر.
وأكدت USNI News أن أكثر من نصف دزينة من مدمرات الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية الأمريكية منتشرة الآن بشكل مستقل في المنطقة كجزء من «الرد المتعدد الجنسيات على هجمات الحوثيين على الشحن التجاري»، مما حمل الولايات المتحدة كلفة باهظة.
وأفاد موقع «بيزنس إنسايدر»، يوم الجمعة أن المدمرات الصاروخية الموجهة الأمريكية أطلقت في أحدث الضربات الإيرانية على إسرائيل صاروخ ستاندرد ميسايل 3، «وهو صاروخ اعتراضي رئيسي للدفاع الجوي من إنتاج شركة آر تي إكس، وبالنسبة لبعض المتغيرات، من إنتاج شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة».
وأضاف التقرير أن هذه الصواريخ «استخدمت لأول مرة في القتال في أبريل/نيسان لحماية إسرائيل من هجوم غير مسبوق، ثم استخدمت مرة أخرى في القتال في أكتوبر/تشرين الأول عندما هاجمت إيران إسرائيل للمرة الثانية».
تكلفة باهظة
وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن كل صاروخ يكلف ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، في حين أن بعض المتغيرات قد تكلف أكثر من 30 مليون دولار.
ورغم أن الصاروخ SM-3، خضع لاختبارات شاملة، إلا أنه لم يتم اختبار قدراته على أرض الواقع إلا في شهر أبريل/نيسان الماضي، يقول الموقع الأمريكي، مشيرًا إلى أن المهمات الاعتراضية التي نفذت في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول تعد بمثابة اختبارات نهائية باهظة التكاليف.
لكن إلى جانب السعر، فإن ما يثير القلق الآن هو معدل إطلاق صواريخ إس إم-3 وغيرها من الأسلحة؛ بما في ذلك إس إم-2 وإس إم-6، بحسب «ذا ناشيونال إنترست»، الذي حذر من أن الولايات المتحدة باتت تستنفد مخزوناتها من هذه الصواريخ بسرعة أكبر من سرعة استبدالها، وهو ما أثار مخاوف كثيرة.
مخاوف أمريكية
ويقول الموقع الأمريكي، إن أعظم المخاوف الآن تتلخص في أن الجيش الأمريكي، الذي سعى إلى إعادة التركيز على المنافسة بين القوى العظمى والابتعاد عن الحرب العالمية التي لا تنتهي ضد الإرهاب، يُجر الآن إلى الشرق الأوسط، مما سيجعله غير مستعد لصراع مع خصم قريب منه، وخاصة الصين.
وفي أبريل/نيسان، وبعد تجربة إطلاق صاروخ SM-3، حث وزير البحرية كارلوس ديل تورو المشرعين على أن هناك حاجة إلى المزيد من صواريخ SM-3.
وقال ديل تورو: «أعتقد حقًا أن هناك حاجة إلى أعداد أكبر من صواريخ SM-3 في المستقبل، نظرًا للعمليات التي جرت دفاعًا عن إسرائيل، مؤخرًا، تم إطلاق بعضها. وبفعالية كبيرة. لذلك أعتقد أنه نظرًا للتهديد المستقبلي ومهمتنا الرادعة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، سنحتاج إلى المزيد من صواريخ SM-3 في المستقبل».
والآن لا تنتج الولايات المتحدة سوى بضع عشرات من هذه الأسلحة سنويا. وكما تبين في العمليات الأخيرة، فإن إنتاج عام كامل من الأسلحة قد ينفد في غضون بضعة أيام فقط.
وتستمر البحرية الأمريكيةــ والفروع الأخرى من المؤسسة العسكرية ــ في استكشاف خيارات أقل تكلفة، بما في ذلك الليزر لمواجهة التهديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار والصواريخ.
إلا أنه مع ذلك، فإن صاروخ إس إم-3 فعال للغاية، ومن الواضح أن الجيش الأمريكي سيحتاج إلى أكبر عدد ممكن من هذا النوع في حرب مع الصين أو أي عدو آخر قريب منه.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA=
جزيرة ام اند امز