«الأشباح» وسيلة الجيش الأمريكي لاختيار جنود وحدة سرية
أطلق الجيش الأمريكي فيديو مثيرا للبحث عن "مهوسيين" راغبين ومؤهلين للانضمام إلى وحدات الحرب النفسية.
في أحدث خطوة لجذب الجنود إلى الوحدة الأكثر سرية، أطلق الجيش الأمريكي فيديو مثيرا للبحث عن "مهوسيين" راغبين ومؤهلين للانضمام إلى وحدات الحرب النفسية، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وتهدف وحدات الحرب النفسية إلى التأثير على الرأي العام وشن الحرب الكلامية، وتتراوح مهامها من إسقاط المنشورات إلى خداع العدو وتشكيل الرأي على أرض أجنبية
ويتطلب العمل في هذه الوحدات خبراء في الإقناع والتأثير، وهي مهارات لا تتناسب مع القالب النمطي لمجندي الجيش، حيث يميل المؤهلون للعمل في هذه الوحدات إلى العيش والتفكير خارج نطاق المألوف، وبالتالي فإن عملية توظيفهم يجب أن تتم عبر وسائل غير تقليدية.
وفي أواخر عام 2021، واجه القادة في العمليات الخاصة مشكلة الحاجة إلى المزيد من المجندين للعمل في وحدات الحرب النفسية، وفي مايو/أيار 2022 لجأ المسؤولون إلى وسيلة غير تقليدية، إذ أطلقوا فيديو مثيرا بعنوان "الحرب النفسية: أشباح في الآلة".
والأسبوع الماضي، أطلق الجيش الأمريكي الفيديو الثاني من سلسلة "أشباح في الآلة" والذي يأخذ المشاهد في رحلة من التأمل وسط عدد من الاقتباسات سواء المنطوقة أو المعروضة على الشاشة مع استخدام الموسيقى والصور لخلق التوتر وجذب المشاهد.
وفي حين ركز الفيديو الأول على الحرب النفسية والظلال، يؤكد الفيديو الثاني أهمية الكلمات والأفكار كأسلحة قوية، وفي نهايته يظهر على الشاشة عبارة "أراك عند الاختيار" قبل أن يظهر عنوان الموقع الإلكتروني لتجنيد العمليات الخاصة بالجيش الأمريكي.
الفيديو الذي صممه رائد بالجيش عضو في مجموعة العمليات النفسية الثامنة، ومقرها فورت ليبرتي بولاية نورث كارولينا، يقوم على إثارة فضول النوع المطلوب من المجندين.
وفي تصريحات لوكالة "أسوشيتدبرس"، قال الرائد "نحن جميعا مهووسون بالتأكيد.. لكن بطرق مختلفة"، وأضاف "الذين ينجذبون إلى الوظيفة عادة ما يكونون مخططين وكتاب أصحاب أفكار أو مبدعين من الفنانين والرسامين، لكن هناك أيضا خبراء في التكنولوجيا يمكنهم جلب الأفكار إلى الحياة من خلال الرسائل عبر الإنترنت".
وفي مارس/آذار الماضي، وجد تقرير أن انتشار "الإرهاق" بين الجنود النفسيين كان سببا في عدم قدرة وحدات الحرب النفسية على مواجهة الصين وروسيا في حرب المعلومات.
لكن جزءا من مشكلة التوظيف هو أن بعض المرشحين الجيدين لا يفهمون ما هي الحرب النفسية أو ما تنطوي عليه.
وقال اللفتنانت كولونيل ستيف كرو، قائد كتيبة تجنيد القوات الخاصة، لـ"أسوشييتد برس" إن الفيديو "يخبرك ما هي الحرب النفسية ويوضحها دون أن يقول ذلك بالكلمات"، وأضاف "تشاهد الفيديو وتقول، حسنا، هذه هي الطريقة التي سأؤثر بها على السلوك".
وقال مسؤولو التوظيف لـ"أسوشيتدبرس" إنه بعد نحو ستة أشهر من نشر الفيديو الأول، قال 51% من الجنود الذين تقدموا للمهمة ودخلوا دورة التقييم والاختيار إن الفيديو كان له تأثير متوسط إلى مرتفع على قرارهم بالتقدم للوظيفة.
ومنذ سنوات طويلة، تستخدم الولايات المتحدة الحرب النفسية، وكانت أشهر عملياتها خلال الحرب العالمية الثانية عندما خدع الجنود الجيش الألماني باستخدام الدبابات القابلة للنفخ والخداع اللاسلكي والتنكر وانتحال الشخصيات.
وخلال عملية "فيرسين" نشروا الدبابات المطاطية وشاحنات الصوت والمقرات الوهمية لتحويل القوات الألمانية عن نقطة العبور الفعلية لنهر الراين.
ومؤخرا، قدمت وحدات الحرب النفسية المشورة للقوات الأوكرانية لمواجهة الحملات الروسية منذ ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.
ومع اندلاع الحرب في 2022، استخدمت القوات الأوكرانية مجموعة متنوعة من التكتيكات لإقناع الجنود الروس بالاستسلام.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA== جزيرة ام اند امز