شركات النفط الأمريكية والبريطانية تئن تحت قبضة كورونا
أوكسيدنتال الأمريكية تجري محادثات لبيع أصول بقيمة 4.5 مليار دولار، وتولو أويل البريطانية تتوقع انخفاض قيمة أعمالها بنحو 1.7 مليار دولار
تئن شركات النفط الأمريكية والبريطانية نتيجة تداعيات جائحة كورونا رغم تحسن الطلب الشهر الماضي والالتزام بتخفيضات أوبك+.
وبدأت الشركات بعد تخفيض أرباحها في وقف العمل ببعض حقولها، وبيع بعض أصولها لتسديد ديونها المتراكمة، بعدما أصاب كورونا اقتصادياتها بزلزال، وهدم كل توقعاتها لأسعار النفط.
وذكرت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية، الأربعاء، أن شركة "أوكسيدنتال بتروليوم كورب" الأمريكية المنتجة للنفط والغاز تجري محادثات لبيع أصول طاقة قيمتها 4.5 مليار دولار في أفريقيا والشرق الأوسط لشركة برتامينا الإندونيسية في مسعى لتخفيف عبء ديونها.
وقال التقرير نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر إن برتامينا تتفاوض على الاستحواذ على حصص نفط وغاز في دول من بينها غانا.
وأفاد التقرير بأن الشركة الإندونيسية أعربت أيضا عن اهتمامها بشراء بعض أصول أوكسيدنتال في الجزائر وعمان، مضيفا أنها تبحث سعر شراء بنحو 4.5 مليار دولار.
وتحاول أوكسيدنتال بيع الأصول لخفض ديونها البالغة 40 مليار دولار والتي تحملت عبئها بعد أن اشترت منافستها أناداركو بتروليوم بقيمة 38 مليار دولار العام الماضي، في رهان خاسر على ارتفاع أسعار النفط.
ولم ترد أوكسيدنتال وبرتامينا بعد على طلب رويترز للتعليق.
- تولو أويل تجنب مخصصات للمخاوف
ومن جهتها، قالت شركة "تولو أويل" البريطانية، الأربعاء، إنها ستجنب ما بين 1.4 و1.7 مليار دولار لانخفاض قيمة أعمالها قبل الضرائب في نتائج أعمالها لنصف السنة، إذ تقتفي أثر منافسين أكبر حجما في تقليص توقعات سعر النفط.
وبلغ صافي دين "تولو"، 3 مليارات دولار والسيولة غير المستغلة والنقد الحر 500 مليون دولار تقريبا، فيما يقدر رأسمالها السوقي بعد الإغلاق أمس الثلاثاء، بنحو 508 ملايين دولار.
وتعتزم إنفاق حوالي 365 مليون دولار على استثمارات وعمليات إيقاف تشغيل العام الجاري.
كما حددت في توقعاتها لميزانيتها، نحو 60% من مبيعاتها لهذا العام بسعر أدنى عند 57 دولارا للبرميل و44% من مبيعات العام المقبل بسعر أدنى 51 دولارا للبرميل.
وتحسن الطلب على النفط إلى حد ما من التراجع الحاد في الربع الثاني مما دعم الأسعار، ولكن ثمة تفاوت على الطريق صوب التعافي مع العودة إلى وقف أنشطة اقتصادية في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى في العالم مما يكبح الاستهلاك.
مع تنامي التوقعات بارتفاع الطلب العالمي على النفط الفترة المقبلة، وقيام "أوبك" بأداء رائع خلال يونيو الأخير بنسبة 107% فيما يتعلق بتخفيضات الإنتاج، تستعد أسواق النفط للانتقال إلى مرحلة جديدة.
والخميس الماضي، توقعت وحدة تحليل السلع في بنك باركليز، أن تتراجع أرباح النفط قليلا قبل أن تعاون الارتفاع مجددا إلى نحو 50 دولارا للبرميل بحلول العام القادم.
وقالت باركليز كوموديتيز ريسيرش، إن أسعار النفط قد تشهد تصحيحا في الأجل القريب إذا تفاقم تباطؤ تعافي الطلب، على الأخص في الولايات المتحدة.
وأوضح محللون لدى البنك في مذكرة أنه على الرغم من أن الصعود الذي شهدته الأسعار في الآونة الأخيرة جاء مدعوما بعودة التوازن أسرع من المتوقع بين العرض والطلب مع إعادة فتح الدول لاقتصاداتها
وخفض المنتجين للإنتاج وضعف الدولار الأمريكي إلا أننا "لم نصل بعد للمطلوب فيما يتعلق بالعوامل الأساسية التي تدفع لمستوى صعود جديد".
وخفض البنك توقعاته لفائض سوق النفط إلى 2.5 مليون برميل يوميا في المتوسط في 2020، انخفاضا من 3.5 مليون برميل يوميا في تقديره السابق.