القيادة المركزية الأمريكية لـ"العين الإخبارية": التزاماتنا تجاه الخليج تقاس بالشراكة وإيران أكبر تهديد للأمن
كشف المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية في مقابلة مع "العين الإخبارية" عن تفاصيل استراتيجية واشنطن بالشرق الأوسط عبر الشراكات الدفاعية ومواجهة التهديدات، حيث تطرق لعدة ملفات ذات أولوية قصوى لبلاده بالمنطقة في مقدمتها التعاون مع دول الخليج.
وأكد الميجور جون مور، عمق ومتانة الشراكة الدفاعية طويلة الأمد بين القيادة المركزية الأمريكية والقوات المسلحة الإماراتية، مشددا على وقوف الولايات المتحدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة ضد أي تهديدات.
تفاصيل الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط كشفها الميجور مور لـ"العين الإخبارية" من المقر الرئيسي للقيادة المركزية الأمريكية في ولاية فلوريدا.
وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو في دول مجلس التعاون الخليجي، ترتبط بالقيادة المركزية الأمريكية بشراكة دفاعية طويلة الأمد، مضيفا أن واشنطن تقف مع دول المجلس ضد أي تهديدات تتعرض لها شعوبها أو أراضيها.
وتابع المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، أن التكامل والابتكار مع القوات الشريكة لدولة الإمارات العربية المتحدة يظهر التزام القيادة تجاه المنطقة، مشيرا إلى أن القيادات العسكرية في القيادة المركزية والقوات المسلحة الإماراتية تشترك في نفس الاهتمامات والعديد من نفس الأهداف.
وأوضح أن الطرفين يسعيان إلى تحسين القدرات المشتركة على الدفاع ضد هجمات الطائرات بدون طيار؛ حيث "يجب أن نستمر في تحسين قدراتنا الدفاعية لأن التكنولوجيا وراء مثل هذه الهجمات مستمرة في التحسن".
ويغطي نطاق القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) المنطقة المركزية من الكرة الأرضية الواقعة بين قيادات أوروبا وأفريقيا والهند والمحيط الهادئ، ويشمل 21 دولة في الشرق الأوسط، على أكثر من 4 ملايين ميل مربع وتمتد من شمال شرق أفريقيا عبر الشرق الأوسط إلى وسط وجنوب آسيا.
التزامات طويلة الأمد
الميجور جون مور أشار إلى أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة تجاه شركائها في المنطقة، حيث إن مثل هذه الشراكة تظل ذات أهمية قصوى للأمن والاستقرار الإقليميين.
وأضاف: "في السنوات الماضية، كان الالتزام الأمريكي بالمنطقة يقاس بعدد الجنود على الأرض، ولكن الزمن تغير واستمرت القيادة المركزية الأمريكية في الوقوف جنبًا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا لهزيمة وردع السلوكيات الخبيثة وجميع التهديدات الحاسمة، وتظل القيادة ملتزمة بشراكاتنا الإقليمية وهدف تعزيز السلام والأمن في المنطقة"
وأشار إلى قيام الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية بـ15 رحلة إلى الشرق الأوسط، موضحا أن مثل تلك الزيارات سمحت بتعميق الارتباطات والشراكات الدفاعية مع دول المنطقة.
ولفت الميجور مور، إلى أن الجنرال كوريلا يلخص نهج القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة بثلاث كلمات: (الشعوب، والشركاء، والابتكار)؛ إذ إن الناس والشعوب هم أعظم ثروة ومورد، قائلا: "تبدأ جميع الحلول لمشاكل المنطقة وتنتهي بالناس، فضلا عن اعتمادنا بشكل كبير على شركائنا".
ومضى في حديثه: "القيادة المركزية الأمريكية، تقدر تلك الشراكات، ويجب أن ننمي شراكات عميقة ودائمة للتحوط لمواجهة أي تهديدات في المنطقة، كما أن الابتكار سواء الفكري أو العملياتي أو حتى في المفاهيم والتكنولوجيا، يزيد من قيمة شراكاتنا ويسمح لنا بالتحرك بشكل أسرع والعمل بكفاءة أكبر وزيادة التقدم في جميع الجهود التشغيلية.. نحن نبني ثقافة الابتكار مع شركائنا".
داعش والقاعدة
وحول استمرار تهديدات داعش والقاعدة في المنطقة، أوضح الميجور مور، أن التنظيمي الإرهابيين لا يزالان يشكلان تهديدًا خطيرًا للمصالح الأمريكية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية.
ونوه إلى أن تنظيم القاعدة يتكون من مجموعات متباينة ذات سيطرة غير مركزية، لكنه لا يزال يحافظ على أهدافه لمهاجمة الولايات المتحدة والحلفاء ومصالح الشركاء في جميع أنحاء المنطقة.
وكشف عن تنفيذ القيادة المركزية الأمريكية والقوات الشريكة مئات العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا (داعش)، خلال عام 2022، حيث أدت هذه العمليات إلى إضعافه وأزالت عددا من كبار القادة من ساحة المعركة، ليشمل أمير داعش وعشرات القادة الإقليميين بالإضافة إلى مئات المسلحين، وكانت كل هذه العمليات جزءًا من مهمة إضعاف قدرة التنظيم الإرهابي على توجيه الهجمات المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم.
وحول عدد مثل تلك العمليات، كشف الميجور مور، أنه خلال العام الماضي نفذت القيادة المركزية 313 عملية ضد داعش في العراق وسوريا، منها 14 عملية أمريكية أحادية و108 عمليات مشتركة في سوريا، ثم 191 عملية مشتركة في العراق، تم خلالها اعتقال 215 عنصراً.
وبلغة الأرقام أيضا، أكد نجاح العمليات نفسها في قتل 466 داعشيا في سوريا،واعتقال 159 آخرين، ومقتل ما لا يقل عن 220 عنصرا من التنظيم الإرهابي في العراق.
ونبه الميجور مور، إلى أنه في حين تم إضعاف قدرة داعش بشكل كبير، إلا أن الأيديولوجية الإرهابية لا تزال غير مقيدة، حيث يجب الاستمرار في الضغط على التنظيم الإرهابي من خلال عمليات القيادة المركزية المشتركة، مشيرا إلى وجود "جيش داعشي" حرفيا رهن الاعتقال في العراق وسوريا.
وكشف المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية عن وجود أكثر من 10 آلاف من قادة ومسلحي داعش في مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء سوريا وأكثر من 20 ألفا آخرين بمرافق الاحتجاز في العراق، فضلا عن 25 ألف طفل في مخيم الهول، وهم من أبناء وذوي إرهابيي داعش.
وحذر من أن هؤلاء الأطفال في مخيم الهول، هم أهداف رئيسية لتطرف داعش، داعيا المجتمع الدولي في الوقت ذاته إلى العمل معًا لإخراج هؤلاء الأطفال من هذه البيئة من خلال إعادتهم إلى بلدانهم أو مجتمعاتهم الأصلية مع تحسين ظروفهم الحياتية في المخيم.
وشدد القائد العسكري الأمريكي، على أن مهمة هزيمة داعش ستستمر في 2023؛ حيث تظل القيادة المركزية الأمريكية وشركاؤها في التحالف ملتزمين بالهزيمة الدائمة للجماعة الإرهابية للحفاظ على الأمن والاستقرار وحقوق الإنسان في العالم وتعزيزها.
أخطر التهديدات
وحول أخطر التهديدات التي تواجه الشرق الأوسط، أكد الميجور مور، أن القيادة المركزية الأمريكية تعتبر إيران أكبر تهديد للأمن والاستقرار الإقليميين، موضحا أن طهران تقوم بتزويد وكلائها في المنطقة بالأسلحة والتوجيه للانخراط في أعمال إرهابية لتقويض الحكومات المحلية، وكل ذلك يعزز مصالح طهران.
وقال: "نراقب باستمرار تيارات التهديد في المنطقة، ونبقى على اتصال دائم مع شركائنا بما في ذلك القوات المسلحة السعودية، وعند اقتضاء الحاجة فلن نتردد في اتخاذ إجراءات للدفاع عن قواتنا أو شركائنا في المنطقة"، مشددا على أن التزام القيادة المركزية تجاه المنطقة صارم.
وبسؤال الميجور مور، حول المناورات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة (Juniper Oak) ومدى تضمنها تدريبات على قصف المنشآت النووية الإيرانية، اختتم حديثه بالتأكيد أن التدريبات الثنائية مثل جونيبر أوك تتم بشكل روتيني، وكان الهدف منها تحسين التشغيل البيني بين البلدين وردع أي تهديدات محتملة للاستقرار الإقليمي، ولم يكن موجهاً نحو أي خصم بعينه.