النظام الإيراني سوف يكون أقل تعقيداً في فهمه في المرحلة المقبلة،
يبدو أن عملية تصحيح في النظر السياسي حدثت بشكل جدي للحكومة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب، فهذه الحكومة أصبحت تبصر بشكل ثلاثي الأبعاد وليس بشكل مباشر مستقيم، فللمرة الأولى تمكنت أمريكا من مشاهدة الأبعاد الثلاثة للنظام الإيراني (السلاح النووي، دعم الإرهاب والطائفية، نشر المليشيات في المنطقة)، إيران التي ضللت العالم لأربعة عقود مضت، أصبحت اليوم أمام خيارات لا يمكن وصفها إلا بكونها خيارات قاتلة وفق كل المعايير المطروحة.
وزير الخارجية الأمريكي بومبيو حدد 12 شرطاً يجب أن تلتزم بها إيران كبديل مباشر عن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أمريكا، وطالب إيران لكي تعود إلى مسارها الصحيح، بتنفيذ هذه المطالب دون استثناء.
كما وعد بومبيو إيران بعقوبات تاريخية إذا لم تلتزم بتلك الشروط وتوافق عليها، فهل إيران قادرة على تنفيذ هذه الشروط أو تفكر في ذلك أم أنها سوف تذهب إلى مواجهة أمريكا؟
هناك شك في أن العيون الأمريكية التي عادت لترى الحقيقة كما هي بالنسبة للنظام الإيراني، سوف لن تقضي وقتاً طويلاً في تصحيح الأخطاء التي صنعها نظام إيران، فالخطر الذي تتعرض له المصالح الأمريكية في المنطقة أصبح يهدد وبشكل علني مكانة أمريكا الدولية.
النظام الإيراني سوف يكون أقل تعقيداً في فهمه في المرحلة المقبلة، والسبب في ذلك أن الحدود الفاصلة بين القوى السياسية والعسكرية لدى النظام الإيراني سوف تكون أكثر وضوحاً نتيجة الأزمات التي تواجهها إيران، وهذا ما سوف يخلق قوى متناقضة داخل النظام، ومع أن الحرس الثوري هو صاحب السطوة في النظام، إلا أن خياراته سوف تكون محدودة مع تصاعد الأزمة والتضييق على الداخل الإيراني، ففرضية الثورة الداخلية ممكنة بشكل كبير، والسبب خلف ذلك أن بدائل النظام غير موجودة على الساحة، فالمرشد الأعلى لم يبرز من حوله خليفة له أو بديل محتمل.
النظام الإيراني نظام أيديولوجي قائم على أسس ثورية وضعها الخميني، وهذه الأسس لا تسمح ببدائل سياسية في حال فشل النظام، لأنها تقوم على الديكتاتورية، لذلك لا تبدو فكرة إصلاح النظام ممكنة، وهذا ما يطرح سؤالاً مهماً حول البدائل التي يمكن أن يلجأ إليها الحرس الثوري.
هناك إمكانية كبيرة أن يقوم الحرس الثوري بجلب نظام عسكري عبر الثورة على المرشد، وهذا البديل محتمل ولكنه سوف ينتج نظاماً عسكرياً فاسداً سوف يتغنى بمبادئ الثورة وقد يسهم في مواجهة عسكرية مع أمريكا وحلفائها في المنطقة.
كيف ستواجه إيران هذا التحدي الأمريكي، وكيف سيكون السيناريو الأكثر قرباً إلى النفاذ في الشأن الإيراني، لن يحدث الأمر بهذه السرعة فهناك الكثير من الوقت الذي يجب قضاؤه لترتيب التحولات الإيرانية سواء داخلياً أو خارجياً، خاصة أن الاقتصاد الإيراني سوف يعاني بشدة من الخناق الذي سوف تفرضه أمريكا عليه.
لم يعد هناك شك في أن العيون الأمريكية التي عادت لترى الحقيقة كما هي بالنسبة للنظام الإيراني سوف لن تقضي وقتاً طويلاً في تصحيح الأخطاء التي صنعها نظام إيران، فالخطر الذي تتعرض له المصالح الأمريكية في المنطقة أصبح يهدد وبشكل علني مكانة أمريكا الدولية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة