"الدولا".. أحدث صيحات تخفيف آلام الولادة وما بعدها
الدولا أو مدربة الولادة، مصطلح ظهر لأول مرة في دراسة أجرتها الباحثة الأمريكية دانة رافاييل، وأشارت فيه لأهمية وجود أنثى خلال الولادة.
تبحث كل سيدة مقبلة على الولادة، عما يخفف عنها آلام المخاض قدر الإمكان ويشعرها بالراحة النسبية خلال عملية الولادة، لا سيما في حال اختارت الطريق الأصعب وهو الولادة الطبيعية.
تلجأ بعض السيدات للرياضة وتمارين التنفس، وتفكر أخريات في قرار الولادة تحت الماء، وهناك خيار آخر انتشر مؤخرا في مصر، وهو الاستعانة بالـ"دولا".
الدولا أو مدربة الولادة، مصطلح ظهر لأول مرة في ستينيات القرن العشرين في دراسة أجرتها الباحثة دانة رافاييل عام 1969، تحدثت خلالها عن أهمية وجود أنثى خلال عملية الولادة للوقوف إلى جانب المرأة، وتقديم الدعم النفسي والمادي لها، وقالت إن من شأن هذا أن يسهل عليها عملية الولادة.
لاقى هذا المقترح قبولا وانتشارا، وظهر لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تأسست مراكز لتدريب النساء على مهنة الدولا بحيث يمتلكن المعلومات اللازمة للقيام بهذا الدور ولا يشترط أن يكن درسن الطب أو التمريض.
وتطور دور الدولا مع الوقت ليشمل مساعدة المرأة بداية من مرحلة الحمل وأثناء الولادة وبعدها ومدها بكافة المعلومات التي تحتاجها للحفاظ على سلامة طفلها ووصوله بأمان، كما تساعد المرأة بعد الولادة على القيام بالرضاعة الطبيعية بشكل سليم بحيث تتخذ الوضعية الصحيحة التي تحقق لطفلها أقصى استفادة ولا تسبب له الضرر.
وفي السنوات الماضية انتشرت مهنة الدولا في مصر كما تقول الدولا هبة حامد لـ"العين الإخبارية"، وتضيف أنها من أوائل الدولات في مصر، حيث حصلت قبل 6 سنوات على تدريب من أحد مراكز التدريب المعتمدة لممارسة المهنة.
وتشير إلى أنه يوجد في مصر حاليا نحو 30 سيدة تعمل في مهنة الدولا، وهن موزعات على القاهرة والإسكندرية، وأن وعي السيدات بأهمية الدولا ووظيفتها يزداد بمرور الوقت.
وتضيف "هبة" أن السيدات الحوامل يتواصلن معها عن طريق صفحتها على فيس بوك أو من خلال ترشيح أحد الأطباء الذين عملت معهم سابقا، ويبدأ دورها منذ مراحل الحمل الأولى.
وتتابع "أقدم للمرأة كل ما تحتاج إلى معرفته من معلومات عن الحمل والتغذية السليمة لطفلها ووضعية النوم والتعامل مع الألم، وأقف إلى جوارها في الولادة لمساعدتها على التنفس والتعامل مع الألم، وبعد الولادة أستمر معها لبعض الوقت حتى تتقن طريقة الرضاعة، فهناك وضعيات تؤدي لنزول اللبن إلى أذن الطفل أو عدم استفادته من العناصر المغذية في اللبن".
وتوضح "من الأخطاء التي تقوم بها الأمهات التبديل بين الثديين خلال إرضاع طفلها وهو ما يحرمه من البروتين والعناصر المغذية التي تتدفق من ثدي الأم بعد نحو 5 دقائق من نزول اللبن الخفيف في أول الرضعة".
وتشير إلى أنه في بداية عملها كان أغلب من تعمل معهن من السيدات الأجانب المقيمات في مصر، ولكن مع مرور الوقت ازداد وعي النساء في مصر بمهنة الدولا.
وتقول وفاء مصطفى، أم حديثة الولادة، إنها استعانت بدولا في ولادتها وهو ما ساعدها كثيرا على التخلص من المخاوف التي ترتبط بالولادة، وتضيف "أعتقد أن هناك تخوفا يكون عند كل سيدة مقبلة على الولادة، وهو أنها ستموت خلال الولادة ووجود الدولا إلى جانبي في غرفة العمليات ساعدني كثيرا على التخلص من خوفي والاسترخاء قدر الإمكان، كما كانت تساعدني على التنفس بشكل صحيح، مما قلل من شعوري بالألم خلال الولادة".
وتضيف "ساعدتني أيضا بعد الولادة، فكنت أتصل عليها في أي وقت لأسألها بعض الأسئلة المتعلقة بطفلي، وكيف أخفف ألمه حين يبكي وغيرها من الأسئلة التي تحتاج الأم لمعرفة إجابات طبية عليها بعيدا عن نصائح الأمهات والأقارب التي لا تكون دائما صحيحة ومفيدة للطفل."
وتتابع: "على سبيل المثال كانت أمي تنصحني بإرضاع الأعشاب لطفلي، وهو لا يزال عمره أياما لتخفيف الألم الناتج عن معاناته من الغازات، في حين أن الدراسات الطبية لا تنصح بذلك، ومن خلال بعض النصائح التي قدمتها لي الدولا فيما يتعلق بوضعية الرضاعة والطعام الذي أتناوله نجحت في تخفيف ألمه إلى حد كبير".