"الفيدرالي" وإنفاق الأمريكيين.. إشارة مرعبة تنتظر أنباء سارة
التقط مجلس الاحتياطي الاتحادي (الفيدرالي الأمريكي)، إشارة مرعبة من أسواق التجزئة المحلية، تتمثل في ظهور مؤشرات على تباطؤ نمو الاستهلاك.
ويعول الفيدرالي الأمريكي في ظهور مؤشرات رسمية بتباطؤ نمو الاستهلاك في مختلف الويلات خلال مايو/أيار الماضي، ما قد يعني أن نسبة التضخم خلال يونيو الفائت (لم تصدر بعد)، ربما تحمل أنباء سارة.
ويعني ذلك، أن قرارات رفع الفائدة والغلاء المستشري في البلاد، بدأ يؤثر على سلوك المستهلكين داخل الولايات المتحدة، لكنهم في الواقع ما زالوا يستهلكون، ويدفعون هنا وهناك، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
في مايو/أيار الماضي، ارتفع الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي بنسبة 0.2%، انخفاضًا من 0.9% في الشهر السابق.
الإنفاق الاستهلاكي في أمريكا
كان الإنفاق الاستهلاكي حتى الآن نقطة مضيئة في الاقتصاد الأمريكي، حتى مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في 40 عاما ما يعني أن السيولة قوية والإنتاج مستمر والاستهلاك كذلك.
لكن هذا الاستهلاك المتواصل - رغم تباطؤه- يأتي على الرغم من أن الأمريكيين يقولون إنهم فقدوا الثقة في الاقتصاد، إذ تراجعت إجراءات ثقة المستهلك إلى مستويات قياسية.
لكن الاقتصاديين في وول ستريت ومكتب إحصاءات العمل الأمريكي، يقولون إن هناك علامات على بدء التغيير، حيث تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة وتباطؤ معدلات الادخار على ميزانيات العائلات.
وقالت ديان سونك، كبيرة الاقتصاديين في جرانت ثورنتون لواشنطن بوست: "النبأ السار هو أنه ما يزال لدينا مدخرات، لكن الأخبار السيئة هي أن التضخم يتسبب في فجوة في جيوب المستهلكين".
ويراقب صناع السياسة والاقتصاديون عن كثب المؤشرات التي تشير إلى أن الإنفاق الاستهلاكي - الذي يشكل أكثر من ثلثي الاقتصاد الأمريكي - قد يفقد قوته.
بعض هذا التباطؤ يأتي وفق مقياس وضعه راسمو السياسة النقدية، حيث يتخذ الاحتياطي الفيدرالي خطوات لتهدئة الاقتصاد من خلال رفع أسعار الفائدة بقوة؛ ولكن هناك أيضًا مخاوف من أن يؤدي التراجع الكبير في أسعار المستهلكين إلى دفع الاقتصاد إلى الركود.
كيف ينفق الأمريكيون؟
ويكشف تقرير لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي عن وجود تحول ملحوظ في المكان الذي ينفق فيه الأمريكيون أموالهم في الأشهر الأخيرة.
إذ توقف المستهلكون عن شراء أكبر عدد ممكن من السيارات والأجهزة المستعملة، وبدلاً من ذلك بدأوا في التوجه إلى استهلاك الخدمات، مثل تناول الطعام في الخارج والترفيه والسفر.
إذ أنفق الأمريكيون ما يقرب من 44 مليار دولار أقل على البضائع في مايو، ولكن 76 مليار دولار أخرى على الخدمات مثل الإسكان والمرافق والسفر الدولي والرعاية في المستشفيات.
ولكن هناك أيضا دلائل على أن المزيد من العائلات بدأت في إعادة التفكير في بعض هذا الإنفاق؛ حيث انخفضت حجوزات الرحلات الجوية الأمريكية بنسبة 2.3% في مايو مقارنة بالشهر السابق، وفقًا لبيانات من Adobe Analytics.
واليوم، أصبحت الأسعار سريعة الارتفاع تحديا حاسما لإدارة بايدن؛ وذلك قبيل شهور قليلة على انتخابات التجديد النصفية، إذ يعد الوضع الاقتصاد للعائلات الأمريكية أحد أهم الأدوات التي يقاس عليها نجاح الرئيس من عدمه.