سياسة
حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب تنتقل إلى موجات الأثير
الحكومة الأمريكية تختبر استراتيجيات جديدة لمواجهة دعاية تنظيم داعش الإرهابي فى آسيا الوسطى التي تمثل تربة تجنيد خصبة للجماعات المسلحة
تختبر الحكومة الأمريكية استراتيجيات جديدة لمواجهة دعاية تنظيم "داعش" الإرهابي فى آسيا الوسطى، التي تمثل تربة تجنيد خصبة للجماعات المسلحة، ومسقط رأس المشتبه به الذي نفذ حادث دهس نيويورك الشهر الماضي.
ومن المقرر أن تبدأ "إذاعة أوروبا الحرة" وهي أحد المنافذ الإعلامية الممولة من الولايات المتحدة، حملة جديدة في يناير/ كانون الثاني المقبل، تهدف الحد من تجنيد "داعش" في آسيا الوسطى، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
- خبراء عن هجوم مانهاتن: عدوى "هجمات الدهس" انتقلت إلى أمريكا
- أسلحة إرهابي مانهاتن.. شاحنة ومسدس خرز وبندقية طلاء
وأوضحت الصحيفة أن الحملة ستشمل برامج إذاعية باللغة المحلية يقدمها مقاتلون أجانب تائبون وأرامل وآباء فقدوا أبنائهم في سوريا والعراق، وسيأتي هذا إلى جانب برنامج تجريبي موسع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يهدف إلى إعطاء العمال المهاجرين بدائل للانضمام إلى الجماعات المسلحة.
وأشارت إلى أن هذه الجهود اتخذت طابعاً عاجلاً بعد الهجوم الذي وقع في نيويورك يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 8 وإصابة 12 آخرين ونفذه المشتبه به، سيف الله سايبوف، وهو مهاجر من طشقند عاصمة أوزبكستان، التي كانت مصدراً رئيسياً لمجندي "داعش".
ولفتت إلى أنه بعيداً عن مركز العالم العربي، لم تكن الدول السابقة في الاتحاد السوفييتي السابق تشكل مساهماً كبيراً في الحركات الإرهابية في الشرق الأوسط.
ولكن في السنوات الأخيرة، كان المهاجرون من الجمهوريات السوفيتية السابقة محور عمليات تجنيد داعش في سوريا والعراق، حيث انضم أكثر من 8 آلاف و700 شخص إلى التنظيم، وفقاً لتقرير أصدرته مجموعة "صوفان" في أكتوبر/ تشرين الأول السابق، وهي شركة استشارات أمنية يرأسها مسؤول سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).
وفقا للصحيفة، تشير البحوث الجديدة إلى أن العمال المهاجرين من الجمهوريات السوفيتية السابقة أكثر عرضة للدعاية المتطرفة أثناء العمل في روسيا، حيث يواجهون في كثير من الأحيان التمييز، ومضايقات الشرطة والعزلة الاجتماعية أثناء السفر إلى هناك للبحث عن عمل.
وفيما يتعلق بالاستعانة بمصادر خارجية للإرهاب من الأجانب الذين قاتلوا في سوريا أو العراق لصالح تنظيم داعش، فقد أعد "مركز صوفان" إحصائية بأعدادهم حسب المنطقة:
- الجمهوريات السوفيتية السابقة 8717
- الشرق الأوسط 7054
- أوروبا الغربية 5718
- المغرب (تشمل المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا) 5319
- جنوب وجنوب شرق آسيا 1568
- البلقان 845
- أمريكا الشمالية 439
وتهدف حملة "إذاعة أوروبا الحرة" إلى منع العمال المهاجرين من تطوير أفكار متطرفة أثناء وجودهم في الخارج، وسيضم مشروع البث الجديد للمجموعة، الذي يطلق عليه "ليس باسمنا"، تسجيلات فيديو لبرامج مناقشة مع الشباب حول عواقب الانضمام إلى داعش وآثارها على مستقبل بلادهم.
ويختار البرنامج التجريبي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، العمال المهاجرين من الجمهوريات السوفيتية السابقة وفقا لـ"عوامل الضعف"، ويحاول منعهم من أن يصبحوا معزولين أو يائسين من خلال توفير فرص عمل لهم، والحصول على قروض وتعليم للمساعدة على إبقائهم يعملون.
وهو جزء من برنامج "الكرامة والحقوق"، الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة، والذي يهدف إلى دعم أضعف الفئات من ملايين المهاجرين من آسيا الوسطى الذين يسافرون إلى تركيا وروسيا وكازاخستان بحثا عن عمل، وقد بدأ المشروع الأصلي بالتركيز على حوالي 20 شخصا في عام 2015، وتوسع إلى عدة مئات من هذا العام.