القمة الخليجية -الأمريكية.. نجاح كبير ورسائل للعالم
أكد خبراء ومختصين في الشأن السعودي نجاح القمة الخليجية الأمريكية في توجيه عدة رسائل والتأكيد على أمن الخليج خطر أحمر
وشدد الخبراء السعوديين في أحاديث لـ"العين الإخبارية" على أن القمة شهدت مصارحة من القادة العرب عن مخاوفهم من امتلاك القنبلة النووية، مضيفين أن القمة وجهت تحذير واضح إلى الولايات المتحدة من العودة للسياسة الخاطئة تجاه دول الخليج العربية.
وقال الباحث السعودي في العلاقات الدولية، بندر الدوشي، إن القمة الخليجية الأمريكية كانت هامة جدا لاستقرار المنطقة وقد حققت نجاحا كبيرا وهو متوقع نظرا للتوافق الخليجي الأمريكي في وجهات النظر في كثير من القضايا.
وأضاف الدوشي لـ" العين الإخبارية" أنها جاءت لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الخليج وأمريكا، حيث تعهدت الولايات المتحدة الامريكية بالبقاء في المنطقة وتعزيز وجودها هنا، وهي كما نعرف عامل استقرار كبير لمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
سر التوقت
وأوضح أن القمة ونتائجها جاءت في وقت حساس جدا وسط صراع دولي مرير في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا بخلاف وباء كورونا الذي ضرب الكثير من دول العالم وبالتالي هذه القمة ستعزز التكامل الاقتصادي العالمي وتطوير اليات لدعم الدول المتضررة من الحروب والأوبئة.
كما تعهد القادة بتكثيف مكافحة الارهاب وتعزيز المشاورات الأمنية في كل ما يخص أمن العالم والمنطقة ومنع تمويل الجماعات الارهابية وهي خطوة مهمة نظرا للنجاحات الكبيرة التي حققها التحالف الأمريكي مع الدول العربية والخليجية في هزيمة القاعدة وداعش.
أسلحة الدمار الشامل
كما شدد القادة على ضرورة خلو منطقة الخليج العربي من أسلحة الدمار الشامل وهذا ينعكس على الملف النووي الايراني الذي تعهدت الادارة الأمريكية بأن إيران لن تحصل على السلاح النووي والذي ان حدث سيفتح سباق تسلح نووي في المنطقة، ودعت إيران الى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحول الملف اليمني أكد الباحث السعودي، أنه كان حاضرا بقوة والتشديد على ضرورة الحل السلمي وفق لمرجعيات المبادرة الخليجية وهو إنجاز سياسي حاول الحوثيون الغاء هذه المرجعيات وهذه الحلول المعترف بها دوليا.
كما تم الاتفاق على التكامل الدفاعي ودعت القمة الى تطوير التكامل في مجال الدفاع الصاروخي والبحري مع الولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر حيوي لاستقرار المنطقة ولا تستهدف هذه الخطوة أي طرف بالمنطقة بقدر الحرص على حماية المنشأة النفطية وخطوط الشحن الحيوية وحرية الملاحة والتي توفر امدادات أمنة للنفط حول العالم بعد تعرضها للعديد من الهجمات الارهابية التي أثرت على هذه الإمدادات.
مكاشفة ومصارحة
ومن جانبه قال المحلل السياسي السعودي، فيصل الصانع، إن القمة الخليجية الأمريكية أكدت على عدم وجود تنمية بدون أمن والذي تزعزعه إيران في ظل سباقها لامتلاك قبلة نووية.
وأكد الصانع لــ" العين الإخبارية" أنه "لم تغب فلسطين في كل القمم الخليجية وضرورة أهمية حل الازمة على أساس الدولتين".
وبيّن أن هذه القمة تميزت بالمكاشفة والمصارحة العلنية أمام الجميع وخصوصاً الإعلام، مشيرا إلى أن كافة القادة تحدثوا بكل وضوح وشفافية وبدون كلمات دبلوماسية وعبر عن مخاوفه وآلامه وأحلامه.
تحذير لواشنطن
وأكمل الصانع أن الجميع ضرب الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشرة بسبب سياساتها الخاطئة وخصوصا الحزب الديموقراطي الذي يحكم الولايات المتحدة، حيث تم إيصال رسائل له من بداية القمة حين افتتاح القمة بالآية الكريمة" يا أيها النَّاسُ إِنَّا خَلقناكم من ذَكَرٍ وأنثى وجعلناكم شُعوبًا وقبائل لِتَعارفوا ۚ إِنَّ أَكْرمكُمْ عندَ اللَّهِ أتقاكم ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير"، رسالة قوية جدا ومنتقاة بذكاء.
وأشار الصانع أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أرسل رسالة مبطنه في القمة لليسار الأمريكي وما يدعو إليه لنشر المثلية في العالم.
وتابع:" كانت رسالة أيضا لدول العالم بأن لكل دولة قيم مختلفة ويجب احترامها، ولو افترضنا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتعامل إلا مع الدول التي تشاركها القيم والمبادئ 100% فلن يبقى للولايات المتحدة من دول تتعامل معها سوى الناتو، ولذا يجب علينا التعايش فيما بيننا بالرغم من الاختلافات التي نعيشها"، وفقا للباحث السعودي.