حادث فلوريدا يكشف مأساة.. 310 ملايين قطعة سلاح بيد المدنيين
هذا العام شهد سقوط 1800 قتيل بين المدنيين في الولايات المتحدة، طبقا لأرشيف العنف المسلح.
لا تعد الولايات المتحدة موطن الحرية والبحث عن السعادة فقط، بل هي أيضا موطن لأكثر حوادث إطلاق النار في العالم.
جاءت العلاقة الأمريكية الفريدة بحيازة الأسلحة ضمن نقاش خلافي حول معنى التعديل الثاني للدستور الأمريكي، فهناك 27 كلمة تعطي الأمريكيين الحق في امتلاك الأسلحة، وأيضًا، من وجهة نظر كثير من النقاد، ساعدت الثقافة الأمريكية في أن تشهد مقتل كثير من أفراد شعبها على أيدي مسلحين أمريكيين أكثر من أي دولة أخرى من دول الدخل المرتفع.
وتشهد الولايات المتحدة حوادث قتل مأساوية مرتبطة بالسلاح يوميا، وهذا العام فقط، شهد وقوع 1800 قتيل بسبب السلاح، طبقا لأرشيف العنف المسلح، وهو مجموعة غير ربحية، وكثير ما أشعلت حوادث إطلاق النار الخلاف حول امتلاك الأسلحة في الولايات المتحدة.
ويقدر عدد الأسلحة المتوفرة بين المدنيين الأمريكيين بنحو 310 ملايين قطعة سلاح، طبقا لتقرير صادر عن المعهد الوطني الأمريكي للعدالة.. وتعد الهند ثاني أكبر مخزونات أسلحة المدنيين، التي تقدر بـ46 مليونًا، طبقًا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقدرت أحدث الإحصائيات، التي عمرها الآن عقد زمني، مخزون أسلحة المدنيين حول العالم بنحو 650 مليونا، وطبقا لمشروع مسح الأسلحة الصغيرة ومقره سويسرا، فإن أعداد أسلحة المدنيين على الأرجح ارتفع منذ عام 2007، ويواصل إنتاج السلاح، الانتشار حول العالم.
وذكر مشروع مسح الأسلحة الصغيرة، أن الرقم الدقيق للأسلحة التي يملكها المدنيون يستحيل تحديده، بسبب كثير من العوامل، من بينها الأسلحة غير المسجلة والتجارة غير المشروعة والصراع العالمي.
ويمتلك الأمريكيون أكثر الأسلحة في العالم، حيث إنه يوجد نحو 4 من بين كل 10 يقولون إنهم إما يمتلكون أسلحة أو يعيشون بمنزل به أسلحة، وقال 48% من الأمريكيين، إنهم نشأوا في منزل به أسلحة.
وطبقا للمسح، معظم مالكي الأسلحة الأمريكيين (66%) لديهم أسلحة متعددة، ونحو ثلاثة أرباع مَن يملكون أسلحة يقولون إنهم لا يمكنهم تخيل عدم امتلاك واحد.
وعندما يتعلق الأمر بحوادث إطلاق النار، تعد الولايات المتحدة حالة غريبة، فالولايات المتحدة تشهد حوادث إطلاق نار بين العامة أكثر من أي دولة أخرى في العالم.
ويعد حادث الأربعاء، الذي وقع بمدرسة ثانوية في فلوريدا، أحدث حلقة في مسلسل حوادث إطلاق النار على المدنيين في الولايات المتحدة، حيث وصل نيكولاس كروز (19 عاما) إلى مدرسته السابقة مسلحا ببندقية، وفتح النار على الموجودين، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، أطلق ستيفن بادوك (64 عامًا) النار على حشود من الناس خلال مهرجان موسيقي في لاس فيجاس، ما أسفر عن مقتل 58 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين، في حادث كان الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، وعام 2016، شهدت مدينة أورلاندو هجوما على ملهى ليلي، أسفر عن مقتل 49 شخصا، وفي 2012 شهدت ولاية كونيتيكت قيام آدم لانزا بإطلاق النار على والدته قبل قتل 26 طالبا.
وأشعلت مثل هذه الحوادث الجدل حول امتلاك السلاح، لكنها أيضا رفعت الطلب على الأسلحة، وتعتبر التشريعات على مبيعات الأسلحة فضفاضة الآن أكثر مما كانت منذ عام.
وعلى الصعيد العالمي، تشهد الولايات المتحدة حوادث قتل متعلقة بالسلاح أقل من معظم جيرانها في الجنوب، فطبقا لمسح الأسلحة الصغيرة، تعد السلفادور موطنا لكثير من حوادث القتل المرتبطة بالسلاح في العالم (باستثناء مناطق الحرب النشطة)، حيث يلقى 90 شخصا مصرعهم بين كل 100 ألف نسمة.
وبين عامي 2010 و2015، شهدت هندوراس أعلى متوسط في جرائم القتل المرتبطة بالسلاح، حيث أسفرت حوادث السلاح عن مقتل 67 شخصا من بين كل 100 ألف موجودين هناك.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA== جزيرة ام اند امز