بعد حادث تكساس.. كيف تعامل بايدن وترامب مع أزمة المهاجرين؟
قضية معقدة نكأ جراحها حادث مقتل عشرات المهاجرين غير الشرعيين، قبل ساعات، اختناقًا داخل إحدى الشاحنات في ولاية تكساس الأمريكية.
ذلك الحادث والذي اعتبر أحد "أفظع" الحوادث بحق المهاجرين غير الشرعيين، أعاد إلى الواجهة مرة أخرى أزمة المهاجرين غير الشرعيين، بالنسبة للإدارات الأمريكية المتعاقبة والجوانب المعقدة للقضية، والتي تمثل تحديًا جوهريًا يواجه إدارة الرئيس جو بايدن.
فالرجل الذي تولى منصبه رئيسًا لأمريكا في يناير/كانون الثاني 2021، شهدت الولايات المتحدة في عهده تدفقاً قياسياً للمهاجرين على حدودها الجنوبية، ما أثار انتقادات "حادة" لسياساته.
كيف تعاملت إدارة بايدن؟
فرغم أن عدد المهاجرين على الحدود يتزايد باطراد منذ أبريل/نيسان 2020، إلا أن الأعداد ارتفعت بشكل كبير، بعد أن تولى بايدن منصبه.
وفي اليوم الأول لتولي بايدن رئيسًا، علقت إدارته سياسة مثيرة للجدل تعود إلى عهد ترامب، أجبرت بموجبها طالبي اللجوء على الانتظار في المكسيك إلى حين البت فى طلبهم بشأن الهجرة إلى الولايات المتحدة.
ومنذ بدء تطبيق تلك السياسة فى يناير/كانون الثاني 2019، جرى تسجيل حوالي 70 ألف مهاجر في البرنامج المعروف بشكل غير رسمي باسم "البقاء في المكسيك".
فبعد أن وصفها بايدن بـ"غير الإنسانية" أوقفت الإدارة الأمريكية سياسة البقاء في المكسيك في يونيو/حزيران 2021، ووقع الرئيس الأمريكي في أول يوم له في منصبه، على أمر بإيقاف جميع أعمال بناء الجدار الحدودي بين بلاده والمكسيك وإنهاء إعلان الطوارئ الوطني على الحدود الجنوبية.
معارضة قضائية
قرار بايدن وجد معارضة قضائية، بعد أن أصدر قاضي المحكمة الفيدرالية ماثيو كاكسماريك والذي عينه الرئيس السابق دونالد ترامب، حكمًا صدر في أغسطس/آب 2021، أكد فيه أن الإدارة الأمريكية قد ألغت هذه السياسة بشكل غير صحيح.
بعدها بأشهر، أمر بتحويل الأموال العسكرية التي خصصها ترامب للمشروع الذي جرى إيقافه، إلا أن أصحاب العقارات بالقرب من الحدود شكوا من استمرار مساعي الحكومة في السيطرة على الأراضي الحدودية من أجل البناء في المستقبل.
ولا تزال العشرات من هذه القضايا مفتوحة وقد تستغرق سنوات للبت فيها المحاكم، فيما لا تزال بعض مواقع بناء الجدران مهجورة، مع تناثر مواد البناء حولها.
وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الحكومة تخطط لزيادة عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة إلى 125 ألفًا للسنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، فإن قرار بايدن كان بمثابة تحقيق أحد وعود حملته الانتخابية، والتي سلط فيها سهام انتقاداته إلى إدارة سلفه، والتي وضع فيها الحد الأقصى للاجئين عند 15000 - وهو أدنى مستوى تاريخي.
إلا أن وزير الأمن الداخلي في حكومة بايدن، أليخاندرو مايوركاس، أبلغ أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن نظام الهجرة في الولايات المتحدة "معطل".
وفي 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت الحكومتان الأمريكية والمكسيكية إنهما ستعيدان العمل بسياسة "البقاء في المكسيك"، وسترسلان طالبي اللجوء المحتملين إلى المكسيك في انتظار البت فى طلباتهم.
سقف اللجوء
ورغم قرار بايدن برفع عدد اللاجئين، إلا أن الرئيس الأمريكي صدم مؤيديه في أبريل/نيسان الماضي، بإعلانه عن خطط للسماح بدخول 15 ألف لاجئ فقط إلى الولايات المتحدة بشكل سنوي، إلا أنه بعد رد الفعل الشعبي الذي وصف بـ"العنيف"، رفع العدد إلى 62 ألفًا و500 لاجئ.
لم يكن ذلك فحسب، بل إن بايدن دعا إلى قدوم المزيد من اللاجئين من أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الوسطى، ووضع حد للقيود المفروضة على الهجرة من الصومال وسوريا واليمن.
وفيما ينتقد المحافظون، بايدن بسبب تعهده بتقنين أوضاع نحو 11 مليون شخص لا يحملون وثائق في الولايات المتحدة لتشجيع المهاجرين، إلا أن الرئيس الأمريكي والذي تجنب خطاب ترامب "القاسي"، دعا بشكل متكرر أيضا المهاجرين، بمن فيهم طالبو اللجوء، إلى عدم محاولة السفر إلى أمريكا.
وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في أعداد المهاجرين في سبتمبر/أيلول 2021، فإن العدد لا يزال يمثل زيادة بنسبة 33% تقريبًا من عدد 144000 المسجل في مايو 2019 - وهو أعلى معدل في ظل إدارة ترامب، بالإضافة إلى أن هناك زيادة حادة كانت في عدد الأطفال الذين يعبرون الحدود.
سياسة الطوارئ
وفي محاولة من بايدن لتحجيم أعداد اللاجئين، احتفظ بسياسة الطوارئ التي كانت متبعة في عهد سلفه ترامب لطرد جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون إلى الدخول، متجاوزًا قوانين الهجرة العادية.
وأثارت السياسة - المعروفة باسم "العنوان 42" - جدلًا في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما استخدمتها إدارة بايدن لترحيل ما يقرب من 4 آلاف مهاجر كانوا محتجزين في مدينة ديل ريو الحدودية بتكساس، في قرار انتقدته جماعات الحقوق المدنية، مؤكدة أنه ينتهك قوانين اللجوء الأمريكية الحالية.
تفريق العائلات
أحد التغييرات الجوهرية في سياسة الحدود في عهد بايدن عن سلفه، كان تغير تعامل الحكومة مع عائلات المهاجرين؛ فترامب اتبع سياسة "عدم التسامح" وهي التي تعني تقسيم العائلات من قبل السلطات الأمريكية، ما أدى إلى ترحيل الآباء إلى بلدانهم الأصلية دون أطفالهم في بعض الحالات.
إلا أن بايدن عكس هذه الممارسة المحددة، وأمر بلم شمل بعض العائلات وليس كلها، بحسب "بي بي سي"، التي قالت إن فرقة عمل شكلها الرئيس الأمريكي قالت إن 3913 طفلاً قد انفصلوا عن والديهم.
وحتى سبتمبر/أيلول الماضي، كانت السلطات لا تزال تحاول الوصول إلى آباء 303 أطفال منفصلين عن عائلاتهم، بحسب مذكرة قضائية.
نقل القصر
ووفقًا لتكليفات قوانين مكافحة الاتجار الأمريكية، تقوم إدارة بايدن بنقل القاصرين غير المكسيكيين إلى ملاجئ تشرف عليها الحكومة، لكن منتقدي الإدارة الأمريكية أشاروا إلى أن احتجاز الأطفال في تلك المرافق يعود إلى سياسة عهد ترامب، على الرغم من أن احتجاز الأطفال هو لوقت أقل في عهد بايدن.
وفي مايو/أيار الماضي، انخفض عدد الأطفال المحتجزين في مرافق الاحتجاز بنحو 90% بعد نقلهم إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) لإعادة توطينهم بشكل مؤقت.
طريقة العبور لأمريكا
ويعبر المهاجرون الحدود إلى أمريكا عن طريق طلب اللجوء لمن "عانوا من الاضطهاد أو الخوف من تعرضهم للاضطهاد" في وطنهم، أو عن طريق الاختباء في السيارات أو التسلل خلسة عبر المناطق غير المراقبة من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
ومن بين الطرق الأخرى تجاوز مدة الإقامة الممنوحة لهم في تأشيرات زيارات قصيرة، بحسب مركز بيو للأبحاث، الذي قال إنه دخل ما لا يقل عن 40% من المهاجرين غير الشرعيين بهذه الطريقة الأخيرة.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA=
جزيرة ام اند امز