التضخم الأمريكي يهز الأسواق.. الجميع يخسر والدولار الرابح الوحيد
صدمة جديدة للأسواق العالمية تسبب بها التضخم الأمريكي، فرغم تباطؤه بأقل من المتوقع خلال أغسطس؛ إلا أنه يدعم تشديد أكبر بالسياسة النقدية.
وكشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة الثلاثاء، ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 8.3% على أساس سنوي خلال أغسطس، بأعلى من التوقعات البالغة 8.1%، مسجلًا تباطؤا طفيفًا عن قراءة يوليو البالغة 8.5%.
وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% خلال أغسطس، مقارنة بالتوقعات التي أشارت إلى انخفاضه 0.1%.
كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي -الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة- 6.3% على أساس سنوي في أغسطس، وبنسبة 0.6% مقارنة مع يوليو، في حين كان متوقعا ارتفاعه 0.3%.
ويترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل، وسط توقعات باتجاهه لرفع الفائدة 75 نقطة أساس إضافية، بعد تطبيق زيادة مماثلة خلال الاجتماعين الماضيين.
تراجع حاد للأسهم الأمريكية
وفي تفاعل سريع مع بيانات التضحم في الولايات المتحدة، استهلت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملات جلسة الثلاثاء، على انخفاض حاد؛ بعد أن أظهرت بيانات ارتفاع أسعار المستهلكين الشهرية في الولايات المتحدة على نحو غير متوقع في أغسطس/آب، مما يعزز التوقعات برفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس الأسبوع المقبل.
وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 374.84 نقطة، أو 1.16 بالمئة، عند الفتح إلى 32006.50 نقطة. وتراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 73.29 نقطة، أو 1.78 بالمئة، إلى 4037.12 نقطة، بينما نزل المؤشر ناسداك المجمع 357.60 نقطة، أو 2.92 بالمئة، إلى 11908.81 نقطة عند الفتح.
النفط يتخلى عن مكاسبه
كما تراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، متخلية عن مكاسبها في وقت سابق، مع ارتفاع أسعار المستهلكين الأمريكي بشكل غير متوقع في أغسطس/آب، مما أعطى مبررا لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لإقرار زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وانخفض خام برنت 62 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 93.38 دولار للبرميل بحلول الساعة 1407 بتوقيت جرينتش، كما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 30 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 87.48 دولار.
وارتفع كلا الخامين بأكثر من 1.5 دولار في وقت سابق من الجلسة.
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو المركزي الأمريكي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين مع تجاوز التضخم هدف البنك البالغ اثنين بالمئة.
الدولار يواصل قفزاته
فيما قفز الدولار مقابل الين واليورو والعملات الأخرى اليوم الثلاثاء، بعد نشر بيانات أظهرت ارتفاعا أكبر من المتوقع في التضخم بالولايات المتحدة، مما يعني أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) قد يعلن زيادة كبيرة في أسعار الفائدة.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات من بينها اليورو، بنسبة 1.1 بالمئة إلى 109.39، مقتربا من أعلى مستوى في 20 عاما عند 110.79، كان سجله الأسبوع الماضي. وتحول المؤشر إلى الصعود بعد نشر بيانات التضخم.
ووفقا لتقرير لوزارة العمل الأمريكية، فقد سجلت أسعار المستهلكين على أساس شهري ارتفاعا مفاجئا في أغسطس/آب، كما ارتفع التضخم الأساسي وسط ارتفاع تكاليف الإيجار والرعاية الصحية.
وتراجع كل من اليورو والجنيه الإسترليني والين. وانخفض اليورو بنسبة واحد بالمئة مقابل الدولار إلى 1.0016 دولار، بعدما اقترب من أعلى مستوى في شهر في الجلسة السابقة عند 1.0198 دولار.
وفي مقابل الين، ارتفع الدولار 0.9 بالمئة إلى 144.095 ين. وكانت العملة اليابانية تلقت في وقت سابق دعما من تصريحات مسؤولين أشاروا إلى أن الحكومة قد تتخذ خطوات لمواجهة ضعف الين المفرط.
وسجل اليورو ارتفاعات في الجلسات الأخيرة. وقالت خمسة مصادر مطلعة الأسبوع الماضي إن سعر الفائدة الرئيسي في أوروبا قد يرتفع إلى اثنين بالمئة وربما أكثر من ذلك لكبح جماح التضخم.
وتراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار 1.2 بالمئة إلى 1.1544 دولار. كان الإسترليني قد ارتفع في وقت سابق اليوم لأعلى مستوى في أسبوعين مقابل العملة الأمريكية بعد تراجع معدل البطالة في بريطانيا إلى أدنى مستوى له منذ عام 1974، بينما ارتفعت الأجور باستثناء العلاوات بنسبة 5.2 بالمئة، وهو أعلى معدل منذ الأشهر الثلاثة حتى أغسطس آب 2021.
الأسهم الأوروبية دون أعلى مستوياتها في أسبوعين
وقد خسرت الأسهم الأوروبية 1.6 بالمئة اليوم الثلاثاء، متراجعة من أعلى مستوياتها في أسبوعين والتي سجلتها في وقت سابق من الجلسة، إذ عززت بيانات التضخم الأمريكية الأعلى من المتوقع الرهانات على زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).
وقاد الخسائر أسهم شركات التكنولوجيا الحساسة لسعر الفائدة إذ انخفضت 3.2 بالمئة، في حين خسرت أسهم العقارات 3.9 بالمئة. وكان قطاع المرافق هو الرابح الوحيد بين القطاعات الفرعية الرئيسية في أوروبا.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 مكاسب ثلاث جلسات متتالية. كما انخفض المؤشر داكس الألماني 1.6 بالمئة، متخليا عن المكاسب التي أوصلته إلى أعلى مستوياته في أربعة أسابيع في وقت سابق اليوم الثلاثاء.
وفقدت أسهم شركات التكنولوجيا ما يقرب من 30 بالمئة حتى الآن هذا العام، لتكون من بين أكثر القطاعات انخفاضا في أوروبا بعد العقارات وتجارة التجزئة، حيث يستعد المستثمرون لرفع أسعار الفائدة وسط تصاعد التضخم بعد الجائحة.