الغارات الأمريكية.. هل قلصت هجمات «وكلاء إيران» على مصالح واشنطن؟
خشية اندلاع "حرب مفتوحة"، كشف مسؤولون أمريكيون عن أن إيران طلبت من الفصائل المسلحة التي تدعمها الحد من هجماتها على مصالح واشنطن.
ووفق صحيفة نيويورك تايمز فإن "طهران بذلت جهوداً حثيثة لكبح جماح الفصائل الموالية لها في العراق وسوريا، بعد شن الولايات المتحدة سلسلة من الغارات الجوية، رداً على سقوط ثلاثة جنود أمريكيين في يناير/كانون الثاني"، مشيرة إلى أن تلك الفصائل "قلصت هجماتها على القواعد الأمريكية بعد ضربات واشنطن".
ورغم المخاوف، في بداية الأمر، من أن يؤدي تبادل الهجمات إلى تصعيد الصراع بالشرق الأوسط، قال المسؤولون الأمريكيون إن الفصائل "لم تشن أي هجمات على القواعد الأمريكية في العراق منذ الضربات التي نفذتها واشنطن في 2 فبراير/شباط، بينما لم تشهد سوريا سوى هجومين محدودين".
وقال مسؤولون في البنتاغون إن الجيش الأمريكي سجل قبل ذلك ما لا يقل عن 170 هجومًا ضد القوات الأمريكية خلال أربعة أشهر.
ويعكس الهدوء النسبي القرارات التي اتخذها الجانبان ويشير إلى أن "إيران تتمتع بمستوى معين من السيطرة على المليشيات".
ويمثل هذا الهدوء أيضًا "تحولًا حادًا في موقف إيران التي وجهت وكلاءها الإقليميين في العراق وسوريا لمهاجمة القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط كجزء من معركة أوسع ضد إسرائيل، التي تشن حربا على حماس في غزة"، بحسب الصحيفة.
وأبلغ مسؤولون إيرانيون وأمريكيون الصحيفة أنه "في ظل اشتداد الهجمات التي يشنها المسلحون الموالون لطهران، شعر القادة الإيرانيون بالقلق من أن تكون مساحة الحرية الممنوحة للفصائل المسلحة قد بدأت تأتي بنتائج عكسية وقد يدفعها للحرب".
وقال سينا آزودي، المحاضر في جامعة جورج واشنطن والخبير في الأمن القومي الإيراني: "إنهم خائفون من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ويعلمون أنه إذا قُتل أمريكيون مرة أخرى فإن ذلك سيعني الحرب"، مؤكدا أن إيران "وجدت لزاما عليها كبح جماح المليشيات وإقناعهم بأن الحرب مع الولايات المتحدة يمكن أن تضر طهران أولاً ثم المحور بأكمله بالتالي".
وأشارت الصحيفة، استناداً إلى مسؤولين إيرانيين وعراقيين، إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لعب دوراً في تقليص هجمات الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
وأوضح المسؤولون أن "السوداني أبلغ قادة الفصائل في بلاده وقائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، أن الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية أدت إلى تعقيد المفاوضات بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف من العراق".
أما في سوريا، فذكر مسؤولون إيرانيون وتقديرات استخباراتية أمريكية أن "فيلق القدس طلب من الفصائل تقليص كثافة الهجمات على القواعد الأمريكية، تجنباً لسقوط قتلى".
وبدأت الجهود الإيرانية لكبح جماح القوات بعد فترة وجيزة من مقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة في هجوم بطائرة بدون طيار في الأردن يوم 28 يناير/كانون الثاني، حيث تعهدت واشنطن برد قوي.
وبمجرد أن انحسرت هجمات الفصائل المسلحة على الأمريكيين، أحجمت الولايات المتحدة عن استهداف واحد على الأقل من كبار قادة الفصائل عقب ضربات 2 فبراير/ شباط "تجنباً لتقويض الهدنة وتفادياً لإثارة المزيد من الأعمال العدائية"، وفقاً لما ذكره مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز