مليشيات الحوثي تعمق جراح المزارعين.. خسائر متواصلة لمحصول الطماطم
ضربت مليشيات الحوثي قطاعات الإنتاج الزراعي اليمنية في ظل السياسات الفاسدة التي يتم فرضها وهو ما يعرض الشعب اليمني لنقص حاد في الأغذية.
خسائر فادحة تعرض لها المزارع اليمني منصور المليكي (45 عاماً)، خلال موسم حصاد الطماطم الحالي، بعد أن ظل معتكفاً في أرضه طيلة الثلاثة الأشهر الماضية.
قدِم المليكي على زراعة مساحات واسعة من أرضه بالطماطم في منطقة الضباب غربي مدينة تعز اليمنية، آملاً تحسين دخله المادي لمواجهة الوضع المعيشي المتدني الذي تشهده البلاد، بسبب حرب مليشيات الحوثي الإرهابية.
وتبلغ مساحة زراعة الطماطم في اليمن نحو 13.688 هكتاراً، بحسب تقرير سابق لوزارة الزراعة اليمنية.
ولجأ الكثيرون من اليمنيين إلى ممارسة مهنة الزراعة، منها زراعة الطماطم، بعد اندلاع الحرب في البلاد، وزيادة الأمن الغذائي، جراء الانقلاب الحوثي، وفقدان العديد منهم لمصادر دخلهم، وانقطاع المرتبات.
خسائر فادحة
ويقول منصور خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إنه تكبد خسائر وصفها بالـ"الكبيرة"، نتيجة انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق، وعدم قدرته على تعويض ما خسره أثناء الزراعة والتي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر.
ويضيف أن سعر سلّة الطماطم(20 كيلوغراماً) وصل إلى 5000 ريال يمني، ( قرابة 3 دولارات أمريكية)، وهو مبلغ "بخس" بحسب المليكي، وأنه لا يعوضه قيمة التكلفة التي تم إنفاقها على الزراعة خلال الفترة الماضية.
ويتابع منصور: "نضطر لبيع المحصول بأقل الأسعار، لأنه يصبح عرضة للتلف، بعد أن هبطت أسعار الطماطم جراء تدفق الإنتاج من غالبية المناطق، وعدم مقدرتي على توفير ثلاجات مركزية لحفظها، ولا بيعها بالسعر المناسب".
وأكد المزارع اليمني، أنه قام بزراعة 20 مشتلاً للطماطم بلغت تكلفة شراء هذه المشاتل 800 ألف ريال يمني (500 دولار أمريكي)، ويحتوي كل مشتل على نحو 200 غرسة طماطم.
وأشار إلى أن هناك خسائر أخرى، يعاني منها مزارع الطماطم في ظل الحرب والحصار الحوثي على مدينة تعز، منها ارتفاع تكاليف المشتقات النفطية -الديزل- والذي يتم استخدامه في عملية حرث الأرض، وتشغيل مضخات المياه للري، وارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة.
ويعد نبات الطماطم من عائلة النباتات الحولية، حيث يكوّن هذا النوع من النبات "جذرا وتديا" عميقا في التربة بعد أن يقوم المزارع برمي البذور مباشرة بالتربة، وتصنّف أشكال ثمار الطماطم بحسب البذور إلى عدّة أنوع، أبرزها "الكروية" و "الكرزية" و "المنضغطة"، كما يوجد شكل البيضاوية والموزي "المستطيلة" والتي تعتبر من أكثر الأشكال انتشارا في الأسواق اليمنية.
الحوثي يضاعف آلام المزارعين
ومن أسباب خسائر المزارعين لمنتجهم من محصول الطماطم، إغلاق الطرقات من قِبل مليشيات الحوثي، وعدم توفر ثلاجات مركزية لحفظ المحصول أثناء الموسم، وارتفاع تكاليف النقل.
يُشار إلى أن أسعار الطماطم طوال العام، تشهد ارتفاعاً متواصلاً، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد للطماطم خلال الأشهر الماضية إلى 2500 ريال يمني، وفي موسم الحصاد والذي يأمل المزارع فيه تحقيق أرباح مادية، تقل الأسعار ويصبح محصول المزارع مهدداً بالتلف، بعد أن يتعرض للخسائر.
وبحسب بيانات الإحصاء الزراعي، يبلغ إنتاج اليمن من الخضراوات نحو 888 ألف طن منها 133 ألفاً و673 طناً من محصول الطماطم، كحد متوسط، فيما بلغ إنتاج اليمن من محصول الطماطم خلال العام 2022 نحو 172 ألفاً و830 طناً، مقارنةً بـ126 ألف طن في 2020.
وبحسب خبراء الاقتصاد، فإن الانخفاض في الإنتاج الزراعي يُعد سبباً رئيسياً لانعدام الأمن الغذائي في اليمن في ظل الحرب الحوثية.
وأشار الخبراء إلى أن تعطيل شبكات النقل أدى إلى زيادة تكاليف المدخلات الزراعية مع خفض أسعار بيع المزارعين لمنتجاتهم، كما هو الحاصل مع مزارعي الطماطم وتأثير ذلك على سبل العيش في البلاد.