باحث أمريكي: تهديدات إيران العدائية ضد واشنطن فارغة
الباحث السياسي مجيد رفيع زاده رأى أن رد ترامب على تهديدات روحاني فاجأ القادة الإيرانيين وكان بمثابة رسالة قوية لطهران.
وصلت التوترات بين الولايات المتحدة وطهران إلى مستوى غير مسبوق، خاصة بعد التهديدات التي تبادلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني.
وقال الباحث السياسي الأمريكي، مجيد رفيع زاده، إن التهديدات الإيرانية فارغة، لكن لا يجب تجاهلها؛ لأنها ستزيد من تمكين وتمادي النظام الإيراني، لكنه أوضح أيضًا ضرورة تتبع أصول التوتر المتزايد، الذي ينبثق عن الخطاب الإيراني العدواني والسلوك المزعزع للاستقرار.
- صحيفة فرنسية: تهديدات ترامب لإيران محسوبة جيدا
- الخارجية الأمريكية: ندين إصدار إيران أحكاما بالسجن على الطلاب المتظاهرين
وأضاف زاده خلال مقال له بصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، أنه تجدر الإشارة إلى أن القادة الإيرانيين لم يتوقعوا ردًا أمريكيًا على تهديدات روحاني، حيث استند النظام الإيراني في تحليلاته إلى تاريخ وسياسات الإدارات الأمريكية السابقة تجاه إيران.
وأوضح الباحث الأمريكي أنه في السابق تعامل الرؤساء الأمريكيون السابقون مع إيران إما بتجاهل تهديداتها، أو محاولة تغيير سلوك النظام عبر المفاوضات والدبلوماسية، أو محاولة استرضائها وتقديم تنازلات غير مسبوقة لها، مثلما فعل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وإدارته.
ورأى الباحث في مقاله، أن رد ترامب الذي فاجأ القادة الإيرانيين كان بمثابة رسالة قوية لهم، وبدلًا من قيام طهران بتهدئة التوترات أو الاعتذار، لجأت إلى طريقة عملها المعهودة، بالعدوانية ولغة التهديد.
وكعهدهم دائمًا، استخدم القادة العسكريون الإيرانيون مناصبهم لتحذير الولايات المتحدة وغيرها من الدول في المنطقة، لكن مجيد رفيع زاده، اعتبر أن تلك التهديدات ليست سوى مجرد مجموعة من الكلمات، التي تحدث بها النظام نحو أربعة عقود.
وأوضح زاده في مقاله أن النظام الإيراني يمثل دولة متطرفة، اعتاد القادة فيها استخدام أسلوب الترهيب والتخويف والابتزاز والإرهاب تجاه الدول الأخرى بدلًا من اللجوء إلى المعايير الدولية المتحضرة والحديثة مثل الدبلوماسية واحترام سيادة القانون.
وأشار إلى أن القادة الإيرانيين يحاولون استرضاء قاعدة داعميهم من المتطرفين عبر مهاجمة الولايات المتحدة والغرب، وتتضمن قاعدتهم إرهابيين ومجموعات المليشيات بجميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى مجموعات المتشددين المحلية مثل مليشيا الباسيج، التي تتبع الحرس الثوري الإيراني.
وقال رفيع زاده إن تلك التهديدات التي توجهها إيران تعتبر مواقف سياسية خالصة، هدفها التباهي بنفوذ طهران في المنطقة وقدراتها العسكرية، بالإضافة لدعمها لتكون أكثر قوة، مشيرًا إلى أن مثل تلك التهديدات تحقق للنظام كثيرا من المنافع، فعبر التفاخر بقدرتها على "تدمير كل شيء تملكه"، تأمل طهران في تجنيد مزيد من المقاتلين المتطرفين في المنطقة.
لكن الباحث السياسي أوضح أن قادة إيران دائمًا ما يبتعدون عن دخول حرب مع الولايات المتحدة؛ لأنهم مدركون لحقيقة أن أي صراع عسكري مباشر معها سيكون انتحارًا سياسيًا بالنسبة لنظام الملالي الحاكم.
ورغم أن طهران تعتقد أن الولايات المتحدة على مدى التاريخ غضت الطرف عن تحذيراتها واستفزازاتها، فهي تفترض أن تهديد أمريكا رهان آمن، أو بمعنى آخر، يمكن لقادة إيران التباهي أمام وكلائهم وداعميهم المتطرفين بأن الولايات المتحدة خشيت الرد على تهديداتهم لأنهم أقوياء للغاية، وفقًا للباحث الأمريكي.
وأشار مجيد رفيع زاده إلى أن النظام بتهديده للولايات المتحدة يشتت الانتباه عن الفساد واسع النطاق الموجود بالنظام السياسي والمالي، والتظاهرات المستمرة، وسوء الإدارة الكارثي للسلطات، والسخط الشعبي تجاه النظام.
كما أوضح الباحث السياسي الأمريكي أن قادة إيران طالما استخدموا الولايات المتحدة ككبش فداء ليس فقط لصرف الانتباه عن تلك القضايا، ولكن أيضًا لإلقاء اللوم عليها في جميع أوجه القصور والأخطاء والمخالفات لديهم.