تحالف «أشباه الموصلات».. تحرك أمريكي لمواجهة هيمنة الصين
تخطط الولايات المتحدة للاستثمار في توسيع صناعة أشباه الموصلات في الهند، ويأتي هذا ضمن مبادرة تقودها وزارة الخارجية لإعادة هيكلة سلسلة توريد التكنولوجيا العالمية لصالح واشنطن.
ونقل تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي عن روبرت جارفيريك، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للسياسة التجارية والمفاوضات، أن الشراكة الجديدة، التي أُعلن عنها في نيودلهي، "تؤكد إمكانية توسيع صناعة أشباه الموصلات في الهند لصالح العالم أجمع".
الدولة الثامنة
والهند هي الدولة الثامنة التي وقعت معها الولايات المتحدة شراكة مماثلة -إذ انضمت إلى كوستاريكا وإندونيسيا وكينيا والمكسيك وبنما والفلبين وفيتنام- من خلال صندوق الأمن والابتكار التكنولوجي الدولي الذي تم إنشاؤه العام الماضي.
وفي جميع البلدان الثمانية ستركز الولايات المتحدة على بناء القدرات اللازمة لتجميع واختبار وتعبئة أشباه الموصلات، الخطوة الأخيرة في عملية التصنيع التي تجعل الرقائق جاهزة للاستخدام في الأجهزة الإلكترونية المختلفة.
والطبيعة الدقيقة وحجم الاستثمارات في الهند سيركز في المقام الأول على تنمية القوى العاملة وتدريب المهارات، وفقا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية لفورين بوليسي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
وقال المسؤول إن عدد الفنيين والمهندسين الذين سيتم الاستعانة بهم في جميع أنحاء العالم فلكي، ولذلك فالهند شريك طبيعي في هذا المجال، ونحن متحمسون جدًا لاستكشاف هذه الفرصة معهم.
وأضاف المسؤول أن جزءا من موارد صندوق الأمن والابتكار التكنولوجي الدولي يمكن أن يذهب أيضا نحو "الإصلاح التنظيمي" في الهند للمساعدة في تبسيط الأعمال لصناعة أشباه الموصلات.
الأمن والابتكار التكنولوجي
يذكر أن صندوق الأمن والابتكار التكنولوجي الدولي هو جزء من قانون أشباه الموصلات والعلوم لعام 2022، أحد أبرز التشريعات في عهد الرئيس جو بايدن، الذي يخصص ما يقرب من 53 مليار دولار من الإعانات الحكومية والاستثمارات لجذب مصنعي أشباه الموصلات إلى شواطئ الولايات المتحدة.
ولكن صندوق الأمن والابتكار التكنولوجي الدولي يتطلع إلى ما هو أبعد من حدود الولايات المتحدة، حيث تلقت وزارة الخارجية 500 مليون دولار على مدى خمس سنوات لتوجيهها إلى أنظمة أشباه الموصلات في الدول الصديقة في جميع أنحاء العالم، والتي تأمل إدارة بايدن أن تكمل جهود التصنيع الأمريكية.
أهمية جيوسياسية
واكتسبت شرائح أشباه الموصلات أهمية جيوسياسية غير مسبوقة، مع استخدامها في الهواتف الذكية والسيارات والصواريخ الباليستية وغير ذلك الكثير، مما يجعلها شريان الحياة للاقتصاد العالمي ولا غنى عنها للتكنولوجيات الجديدة سريعة النمو مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية.
وتشكل الرقائق الإلكترونية قلب المنافسة التكنولوجية المتنامية مع الصين، التي جعلتها إدارة بايدن أولوية، حيث مزجت جهودها التشريعية بسلسلة من ضوابط التصدير التي تحظر بيع أشباه الموصلات المتقدمة ومعدات تصنيع الرقائق الإلكترونية للشركات الصينية.
وهناك أيضا جهد طويل الأمد لتنويع سلسلة التوريد بعيدا عن تايوان، حيث ترى بكين الجزيرة المستقلة قبالة ساحل الصين أرضا خاصة بها، وتعهدت بضمها في نهاية المطاف، مما يجعل تايوان نقطة ساخنة جيوسياسية خطيرة بشكل متزايد، والجزيرة تصنع أكثر من 90% من أشباه الموصلات الأكثر تقدما في العالم.
وقالت جينا رايموندو، وزيرة التجارة الأمريكية لمجلة فورين بوليسي في مقابلة هذا العام، "نحن كعالم نعتمد بشكل خطير على تايوان".
وقد شهدت الحكومات في جميع أنحاء العالم صحوة مماثلة، إذ دعمت صناعات الرقائق الإلكترونية الخاصة بها في محاولة لبناء قاعدة تصنيع أكثر اكتفاء ذاتيا ومرونة، والهند ليست استثناءً، حيث أنشأت بعثة أشباه الموصلات الهندية، التي توفر نحو 9 مليارات دولار من أموال الحكومة لتصنيع أشباه الموصلات.
وكانت الولايات المتحدة شريكا رئيسيا في هذه الجهود أيضا، حيث أعلنت شركة ميكرون تكنولوجي، التي تتخذ من ولاية أيداهو مقرا لها، عن التزامها بمبلغ 3 مليارات دولار تقريبا لبناء مصنع جديد في الهند خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى واشنطن العام الماضي.
aXA6IDQ0LjIyMC4xODQuNjMg جزيرة ام اند امز