«سايدويندر» المتجدد.. صاروخ الخمسينيات ضامن التفوق الجوي الأمريكي

تمتلك الولايات المتحدة أحد أكثر مخزونات صواريخ جو-جو تطورًا وتنوعًا في العالم التي تعد رغم قدمها ضرورية في ساحات المعارك.
لا يزال الحجم الدقيق للمخزون الحالي من صواريخ الجو-جو الأمريكية سريًا ومع ذلك، تشير بيانات المشتريات المتاحة وجهود التحديث المعروفة إلى أن المخزون الحالي قوي ومتطور وهو ثمرة عقود من الابتكار التكنولوجي حيث تهدف هذه الصواريخ لدعم المبادرة الاستراتيجية الأمريكية للحفاظ على التفوق الجوي.
وتنقسم صواريخ جو-جو، المصممة لاعتراض وتدمير طائرات العدو، عادةً إلى فئتين الأولى هي أسلحة قصيرة المدى موجهة بالأشعة تحت الحمراء والثانية هي الأسلحة بعيدة المدى الموجهة بالرادار وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست".
وفيما يتعلق بالأنظمة قصيرة المدى، تعتمد الولايات المتحدة بشكل أساسي على صاروخ "ايه اي ام-9 سايدويندر" وهو صاروخ حراري يعمل منذ خمسينيات القرن الماضي، وخضع لترقيات مستمرة ليحتفظ بأهميته.
ويتميز أحدث إصدار من صاروخ "سايدويندر" وهو "إيه أي إم-9 إكس بلوك-2" بأنظمة توجيه متقدمة وقدرات استهداف عالية خارج نطاق الرؤية.
وعلى الرغم من مرور 7 عقود على إطلاقه، لا يزال صاروخ "سايدويندر" عنصرًا أساسيًا في أداء القتال الجوي الأمريكي، وذلك بفضل موثوقيته وقدرته على المناورة وسهولة دمجه عبر منصات مثل إف-22 وإف-35 وإف/إيه-18 وإف-15.
وطوال فترة تشغيله تم إنتاج أكثر من 110,000 صاروخ "سايدويندر" طوال فترة تشغيله، مما يجعله أحد أكثر الصواريخ إنتاجًا على الإطلاق.
وفي المواجهات متوسطة وبعيدة المدى، تعتمد الولايات المتحدة على صاروخ "إيه أي إم-120 أمرام" وهو صاروخ جو-جو متقدم متوسط المدى.
ويعد "أمرام" العمود الفقري لمنظومة صواريخ جو-جو الأمريكية وبفضل التوجيه الراداري النشط، فإن الصاروخ قادر على الاشتباك القتالي خارج مدى الرؤية، مما يسمح للطيارين بالاستهداف والاشتباك دون الحاجة إلى تثبيت الرادار بشكل مباشر.
وتتجلى قيمة "أمرام" في استمرار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في شراء أعداد كبيرة من الصاروخ كما كان من المقرر إنتاج أكثر من 450 صاروخا في السنة المالية 2024، مع 660 صاروخا إضافيا بحلول عام 2026.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه "أمرام" فعالاً بشكل معتدل، تعمل الولايات المتحدة جاهدةً على تطوير بديل من الجيل التالي وهو "إيه أي إم-260 جيه إيه تي إم" وهو سلاح جو-جو بعيد المدى مصمم لمواجهة التهديدات المتقدمة مثل صاروخ "بي إل-15" الصيني.
ولا تزال تفاصيل الصاروخ الجديد غير معروفة، لكن من المتوقع أن يتجاوز مدى وقدرات صاروخ "أمرام" مع استمرار إطلاقه من نفس المنصات.
ويُظهر تزايد أوامر الكونغرس التي تتطلب تقييم كفاية المخزون الأهمية الاستراتيجية لصواريخ جو-جو في ظل تصاعد التوترات العالمية، وهو ما يُلقي بعبء على جاهزية الولايات المتحدة حيث تتطلب الحروب الحديثة مخزونًا كافيًا من صواريخ جو-جو.
ويتزايد استخدام الصواريخ جو-جو سواءً بسبب متطلبات التدريب أو العمليات الميدانية، الأمر الذي يُجبر المُشرّعين والمخططين العسكريين على التركيز على الحفاظ على القدرة الإنتاجية لهذه الصواريخ.
ولا يزال مخزون صواريخ جو-جو الأمريكي من أقوى المخزونات وأكثرها تنوعًا في العالم. وبينما لا تزال واشنطن تعتمد على أنظمة قديمة مثل "إيه أي إم-9" و"إيه أي إم-120" فإن عملية الانتقال جارية بالفعل، مما يُشير إلى ظهور أنظمة الجيل التالي، مثل "إيه أي إم-260" و"إيه أي إم-174بي".
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA=
جزيرة ام اند امز