«بورصة» أسماء حاملات الطائرات الأمريكية.. رؤساء ومعارك وغياب المرأة
بورصة أسماء صبغت حاملات الطائرات الأمريكية منذ ظهورها الأول، وتطورت من قادة عسكريين إلى معارك ورؤساء، لكنها تسجل لافتة غريبة.
تنوعت تسميات حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية منذ ظهورها قبل أكثر من قرن، إذ يحمل بعضها أسماء أشخاص فيما يحمل البعض الآخر، أسماء معارك كبرى.
وكانت "يو إس إس لانغلي" (سي في-1) التي بدأت خدمتها كناقلة شحن تحت اسم "يو إس إس جوبيتر" أول منصة للطيران البحري وأول سفينة تعمل بمحرك توربيني كهربائي.
ووفقا لموقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، أعيد تشغيل هذه السفينة تكريمًا لـ"صموئيل بيربونت لانغلي" وهو أحد رواد الطيران الأوائل وأستاذ في الأكاديمية البحرية الأمريكية.
هذه السفينة الحربية كانت في الخدمة عندما خاضت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، قبل أن تغرق نتيجة لتضررها من قاذفات القنابل اليابانية في فبراير/شباط 1942.
أول حاملة فعلية
أما أول فئة فعلية من حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية، فهي "ليكسينغتون" في إشارة إلى معركة مبكرة في التاريخ الأمريكي.
ولاحقا تم استخدام أسماء معارك رئيسية في التاريخ الأمريكي أو أسماء سفن حربية شاركت في الصراعات الأمريكية المبكرة لتعريف السفن الأمريكية، مما أدى إلى ظهور أسماء مثل "رينجر"، و"إنتربرايز"، و"اسب"، و"هورنت".
أما حاملة الطائرات "يو إس إس فرانكلين" (سي في-13) من فئة "إسيكس" فلم يتم تسميتها تيمنا بأحد الآباء المؤسسين للبحرية الأمريكية، إلا بعد تشغيلها في يناير/كانون الثاني 1944.
وفي البداية، كان هناك بعض الالتباس حول الاسم، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن حاملة الطائرات تمت تسميتها تيمنًا بمعركة فرانكلين بولاية تينيسي، وهو أمر غير صحيح.
بعدها تمت تسمية اثنتين من حاملات الطائرات تيمنًا باثنين من الآباء المؤسسين، وهما "يو إس إس راندولف" (سي في-15) تيمنًا ببيتون راندولف، رئيس المؤتمر القاري الأول؛ و"يو إس إس هانكوك" (سي في-19) تيمنًا بجون هانكوك، رئيس المؤتمر القاري الثاني.
كما سميت سفينة "يو إس إس كابوت" من فئة "إندبندنس" على اسم المستكشف جون كابوت، قبل أن يتم بيعها لاحقًا إلى إسبانيا، حيث خدمت كأول حاملة طائرات للبحرية الإسبانية، تحت اسم "ديدالو" تيمنا بالشخصية اليونانية الأسطورية "ديدالوس".
أما حاملة الطائرات الخفيفة "يو إس إس رايت" من فئة "سايبان"، والتي أصبحت لاحقًا سفينة قيادة، فتمت تسميتها على اسم الأخوين رايت، صاحبي أول تجربة طيران ناجحة.
ووصلت هذه السفينة للخدمة في وقت متأخر جدًا من الحرب العالمية الثانية، لكن تم تشغيلها خلال المراحل الأولى من الحرب الباردة.
وفي أواخر أربعينيات القرن الماضي، تمت تسمية حاملة الطائرات من فئة "ميدواي"، "يو إس إس فرانكلين دي روزفلت" بعد أسابيع قليلة من وفاة الرئيس السابق.
ولم تدشن هذه التسمية توجها جديدا في البحرية الأمريكية، إذ استغرق الأمر، 20 عاما قبل أن يتم تسمية حاملة طائرات تيمنا برئيس سابق، وهي "يو إس إس جون إف. كينيدي".
وكانت السفينة آخر حاملة طائرات تعمل بالطاقة التقليدية تم بناؤها للبحرية الأمريكية، وظلت في الخدمة من سبتمبر/أيلول 1968 حتى مارس/آذار 2007.
أما حاملة الطائرات الرئيسية من فئة "نيميتز" فتمت تسميتها تيمنًا بقائد أسطول المحيط الهادئ، تشيستر دبليو نيميتز، في حين جاء قرار تسمية حاملة الطائرات التالية التي تعمل بالطاقة النووية، "يو إس إس دوايت د. أيزنهاور" تكريما لشغل أيزنهاور منصب جنرال الجيش، وهي رتبة مساوية لنيميتز.
من جهة أخرى، تمت تسمية حاملة طائرات تيمنًا بعضو الكونغرس كارل فينسون، تكريما لسجله الحافل كداعم رئيسي للبحرية الأمريكية.
وبعدما أثارت هذه الخطوة بعض التساؤلات، تقرر أخيرًا أن تكرم حاملات الطائرات من فئة "نيميتز" الرؤساء، فأصبح هناك حاملات الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" و"يو إس إس أبراهام لينكولن" و"يو إس إس جورج واشنطن ".
تسمية مثيرة للجدل
ولأسباب لا تزال مثيرة للجدل، سمح الرئيس رونالد ريغان بتسمية حاملة طائرات تيمنًا بالسيناتور جون سي ستينيس من ولاية ميسيسيبي، وذلك نتيجةً لمصالح سياسية، إذ كان ريغان بحاجة إلى دعم عضو الكونغرس الذي كان من أشد المدافعين عن قوة الجيش، وشغل منصب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
كما كان لستينيس دور فعال في إنشاء وتمويل أصول بحرية جديدة، بما في ذلك حاملات الطائرات، ويُعرف أحيانًا باسم "أبو البحرية الحديثة" حتى وإن اعتبر بعض منتقديه هذا الوصف مبالغ فيه.
في غضون ذلك، تمت تسمية الثلاث حاملات طائرات الأخيرة من فئة "نيميتز" تيمنًا بالرؤساء هاري إس. ترومان، ورونالد ريغان، وجورج بوش الأب.
ولم يعش الرئيس جيرالد ر. فورد ليشهد دخول حاملة الطائرات التي تحمل اسمه وتعمل بالطاقة النووية، الخدمة، ولكن تم إبلاغه بالتسمية قبل أشهر قليلة من وفاته عام 2006.
ولن تتم تسمية حاملة طائرات تيمنًا بالرئيسين ليندون جونسون وجيمي كارتر، لأن سفنًا حربية أخرى حملت اسميهما.
ومن المقرر أن تكون حاملة الطائرات "يو إس إس دوريس ميلر" أول حاملة طائرات تُسمى تيمنًا ببحار مجند، بالتحديد تيمنًا بالبحار دوريس ميلر الذي نال وسام الصليب البحري تقديرًا لأفعاله خلال هجوم بيرل هاربور في 7 ديسمبر/كانون الأول 1941.
أخيرًا، حتى الآن، لم تتم تسمية أي حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية على اسم امرأة على عكس حاملة الطائرات الرئيسية في المملكة المتحدة، التي تحمل اسم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.