"القيادة السامة".. جنود أمريكيون يتهمون قادتهم بدفعهم للانتحار
تبدو الأوضاع الإنسانية على متن حاملات الطائرات الأمريكية المنتشرة على خارطة العالم أسوأ مما يعتقد الجميع.
وكشفت بحارة أمريكية عن مدى سوء الأوضاع على متن الحاملة "يو إس إس جورج واشنطن" التي دفعتها لمحاولة الانتحار، فيما انتحر خمسة بحارة آخرين على مدار عام.
ونقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن هانا كريسوستومو، من كارليفورنيا، التي كانت بعمر 17 عاما عندما تم تجنيدها في البحرية وصعدت على متن "يو إس إس جورج واشنطن"، أن سوء المعاملة الذي عانته على متن السفينة دفعها لبلع 196 حبة مسكن للآلام في مايو/أيار الماضي.
ونقلت كريسوستومو إلى المستشفى بعد إصابتها بخلطة دماغية جراء الجرعة المفرطة، لكنها نجت وتعافت بعد تسريحها من البحرية وإعادتها لديارها.
وترسو السفينة حاليا في فيرجينيا بيتش للخضوع لعمليات إصلاح كاملة. وقالت كريسوستومو إن أعمال التشييد تتواصل على مدار الأربع وعشرين ساعة مما يجعل من المستحيل النوم.
ولا توجد كهرباء في أجزاء كبيرة من السفينة، مما يعني أن عددا من البحارة يختارون بدلًا من ذلك النوم داخل السيارات بساحة انتظار قريبة.
وحاول بحارة آخرون قتل أنفسهم بعد دخول كريسوستومو المستشفى، مع تأكيد مسؤولين عسكريين وقوع خمس حالات انتحار منذ ذاك الحين، ثلاثة منها وقعت في غضون أسبوع من بعضها في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان.
وقالت كريسوستومو، (20 عاما الآن)، لشبكة "إن بي سي": "القيادة مسؤولة عن الوصول لتلك المرحلة"، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من الاستقالة لأنها وقعت عقدا لمدة خمسة أعوام، مشيرة إلى أن البحارة كانوا يعملون بما يفوق طاقتهم ويتعرضون للتوبيخ متى طلبوا المساعدة.
وأضافت: "الانضمام إلى البحرية كان كل ما أرداته، أردت أن أكون جزءا من شيء كبير لمساعدة بلادي. سرق ذلك مني، لم أستحق هذا".
نوتيكا روبينسون (23 عاما)، بحارة حاولت أيضا قتل نفسها في مايو/أيار الماضي، وتحدثت عن ما أسمته "القيادة السامة" هي الملامة في سلسلة من حالات الانتحار.
وقالت روبينسون، التي تخدم منذ عام 2019 قبل تسريحها في فبراير/شباط، لشبكة "إن بي سي"، إنها طلبت مرارًا دعما أفضل للصحة العقلية على متن السفينة، لكنها زعمت أنها لم تتلق مساعدة تذكر حتى بعدما قالت إن بحارا آخر اعتدى عليها جنسيا خارج القاعدة عام 2020.
وأضافت: "إنه لأمر يستنزف الحياة. من المحزن حقا أن ترى أن المكان الذي تعمل لصالحه يمكن أن يأخذ منك الكثير".
وتابعت: "يلقوا بنا مرة أخرى في خضم التجربة، كما لو أن محاولاتنا للانتحار لم تحدث، وكأن الأشياء التي دفعت هؤلاء البحار على متن (السفينة) لم تكن موجودة".
وقالت كريسوستومو، التي تعاني من اضطراب ثنائي القطب لم يتم تشخيصه بعد، إنها طلبت المساعدة أولًا من القيادة على متن الحاملة "جورج واشنطن" بعد أول ستة أشهر لها في الخدمة.
وعندما ابتلعب مسكن الألم وضعت على أجهزة الإنعاش لثمانية أيام، وقال الأطباء لعائلتها إنها قد لا تستعيد الوظائف الدماغية الطبيعية مرة أخرى.
لكن عندما أفاقت، استمر تدهور حالتها النفسية، خوفا من أنه ستتم إعادتها إلى السفينة "يو إس إس واشنطن."
وتتذكر أنها قالت: "إذا بقيت في البحرية، وأعادوني إلى نفس الأوضاع، سأقتل نفسي. وسأنجح هذه المرة."
وفي حين يمكن للبحارة القاطنين في الولاية نفسها مغادرة السفينة للنوم بالمنزل، لا يملك نظراؤهم المغتربون خيارات عدة.
وقالت البحارة لـ"إن بي سي" إن الكثيرين يختارون النوم في سياراتهم بعد العمل في دوريات تمتد لحوالي 12 ساعة.
ولم تعلق البحرية على حالات الانتحار أو محاولات الانتحار على متن السفينة، لكنها قالت إنهم ملتزمون بمنع وقوع مآس في المستقبل.
وفي 2020 انتحر 19 من بين كل 10000 بحار، طبقا للبيانات التي وفرها البنتاجون. والجيش لديه أكبر معدل بحوالي 36 لكل 100 ألف جندي.
والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي إن المسؤولين يعملون بنشاط لتقليص الأرقام.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز