رغم تعهدات بايدن المناخية.. إنتاج النفط الأمريكي يحطم الأرقام القياسية
قال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إن الولايات المتحدة سعت لاستخراج المزيد من النفط والغاز أكثر من أي وقت مضى خلال عام 2023.
يأتي ذلك في كشف يسبق محادثات المناخ الحاسمة التي تجريها الأمم المتحدة والتي تحمل الأمل في التوصل إلى اتفاق لإنهاء هذه الحقبة من الوقود الأحفوري.
ووفقا للتقرير، فقد تعززت مكانة الولايات المتحدة باعتبارها عملاق النفط والغاز الرائد في العالم هذا العام، حتى وسط تحذيرات من رئيسها جو بايدن نفسه بشأن أزمة المناخ التي تتكشف، حيث أظهر أحدث توقعات الحكومة الفيدرالية رقمًا قياسيًا يبلغ 12.9 مليون برميل من النفط الخام، أي أكثر من ضعف ما تم إنتاجه قبل عقد من الزمن، ويتم استخراجه خلال هذا العام 2023.
ومن المتوقع أيضاً أن يتم تحطيم الأرقام القياسية هذا العام في إنتاج الغاز، مع وفرة محطات التصدير الجديدة على ساحل خليج المكسيك، الأمر الذي سيسهل الازدهار الذي سيؤدي إلى مضاعفة صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال في السنوات الأربع المقبلة.
- أسعار النفط بعد تأجيل اجتماع أوبك+.. البرميل يفقد 4 دولارات
- قبيل COP28 .. فيتنام تسابق الزمن لإعلان خطتها للإصلاحات المناخية
ومن الجدير بالذكر أن حكومة الولايات المتحدة تتوقع أن تستمر هذه الفورة من أنشطة النفط والغاز عند مستويات شبه قياسية حتى عام 2050، وهي النقطة التي يقول العلماء إنه عندها يجب القضاء على الانبعاثات المسببة لتسخين الكوكب لتجنب الانهيار المناخي الكارثي. ووجد تقرير حديث أن ثلث التوسع المخطط له في مجال النفط والغاز في العالم خلال هذه الفترة سيحدث في الولايات المتحدة.
وفي قمة المناخ COP28، التي تبدأ في دبي هذا الأسبوع، سوف يدفع الاتحاد الأوروبي ومجموعة من البلدان إلى "التخلص التدريجي" المتفق عليه من الوقود الأحفوري. ووصف أنتونيو غوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، إنتاج الوقود الأحفوري بأنه "الجذر السام" لأزمة المناخ التي ينبغي تفكيكها. وقال: "يجب على مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين أن يرسل إشارة واضحة مفادها أن عصر الوقود الأحفوري قد انتهى من الغاز، وأن نهايته أمر لا مفر منه".
قلق متصاعد
لكن ارتفاع إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة يُلقي بظلاله على مثل هذه الطموحات. وقال مايكل لازاروس، أحد كبار العلماء في معهد ستوكهولم للبيئة، الذي ساعد في إعداد تقرير حديث للأمم المتحدة بعنوان "العالم يخطط لمضاعفة كمية النفط والغاز": "من المثير للقلق بشكل خاص رؤية توقعات إنتاج الولايات المتحدة القياسي من النفط والغاز عاماً بعد عام حتى عام 2050."
وقال: "الولايات المتحدة تحافظ على الإنتاج لسنوات، مما يجعل من الصعب تحقيق الأهداف المناخية".
وفي عهد بايدن، أقرت الولايات المتحدة أول تشريع رئيسي بشأن المناخ، يسمى قانون الحد من التضخم، والذي حفز الاستثمار القياسي في الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلا عن دفع مبيعات السيارات الكهربائية.
وقد صاغت إدارة الرئيس الأمريكي قواعد جديدة للتلوث لخفض الانبعاثات الصادرة عن السيارات والشاحنات ومحطات الطاقة، وأبرمت مؤخراً اتفاقاً متجدداً مع الصين، الدولة الوحيدة التي تُطلق كميات من الكربون أكثر من الولايات المتحدة، لبذل المزيد من الجهد لوقف أزمة المناخ. وفي الوقت نفسه، تتجه انبعاثات الطاقة في الولايات المتحدة نحو الانخفاض، ومن المتوقع أن تنخفض بنسبة 3% هذا العام، وإن كان بمعدل أبطأ مما هو مطلوب لتحقيق أهدافها المناخية.
لكن انتشار التنقيب عن النفط والغاز محلياً أثار قلق العلماء وبعض حلفاء بايدن، الذين يشعرون بالقلق من أن ذلك يقوض الجهود الرامية إلى تجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية الوشيك بمقدار 3 درجات مئوية والذي وصفه غوتيريش بأنه "جهنمي".
وقال جيف ميركلي، السيناتور الديمقراطي عن ولاية أوريغون: "إن المفاوضين الأمريكيين سيكونون غير قادرين على قيادة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".
وقال ميركلي: “لا يقتصر الأمر على أننا ننتج المزيد من النفط والغاز أكثر من أي دولة أخرى، ولكن فريق بايدن يعطي الضوء الأخضر لمشروع أحفوري تلو الآخر”. وأضاف: "إن الولايات المتحدة خالية من أي سلطة أخلاقية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".
aXA6IDMuMTQ4LjExNy4yMzcg جزيرة ام اند امز