النفط يغلق مرتفعا 6% بعد تحذير من "أوبك"
أغلقت أسعار النفط الثلاثاء، على ارتفاع، مع تراجع المخاوف بشأن الطلب في الصين بعد أن خففت شنغهاي بعض قيود كوفيد-19.
النفط الأمريكي
كما دعم الصعود انخفاض إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز لأدنى مستوى منذ 2020.
في الوقت نفسه، حذرت أوبك من أنه سيكون من المستحيل زيادة الإنتاج بما يكفي لتعويض خسارة إمدادات روسيا.
وارتفع سعر خام برنت في العقود الآجلة 6.16 دولار أو 6.3 بالمئة إلى 104.64 دولار للبرميل عند التسوية، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 6.31 دولار أو 6.7 بالمئة إلى 100.60 دولار.
وقالت شنغهاي إن أكثر من سبعة آلاف منطقة سكنية اعتبرت منخفضة الخطورة إذ لم تسجل بها أي إصابات جديدة لمدة 14 يوما وتقرر الأحياء أي منها سترفع عنه القيود.
كما حذرت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من أنه قد يتم فقد نحو سبعة ملايين برميل من النفط الروسي وغيره من المشتقات للتصدير اليومي بسبب العقوبات أو الإجراءات التطوعية وإنه سيكون من المستحيل تعويض هذه الكميات.
ويأتي الارتفاع بعد تحذير أوبك من صعوبة زيادة الإنتاج بما يكفي لتعويض خسارة إمدادات روسيا، بالإضافة لانخفاض إنتاج روسيا من النفط ومكثفات النفط.
بدورها، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لنمو إنتاج النفط الخام هذا العام، مع تأثر منتجي النفط الصخري بارتفاع تكاليف العمالة والإنتاج.
وقالت إدارة معلومات الطاقة عبر تقرير، إنه من المتوقع وصول متوسط إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى 12.01 مليون برميل يومياً في العام الحالي، ما يعتبر أقل من التوقعات السابقة البالغة 12.03 مليون برميل يومياً.
ورفع العديد من شركات النفط الأمريكية مؤخرًا إنتاج الخام بوتيرة أقل من المتوقع سابقًا، مع ضغوط المستثمرين لزيادة العوائد على حساب الاهتمام بالإنفاق الرأسمالي.
وفيما يتعلق بالعام المقبل، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع الإمدادات بنحو 940 ألف برميل لتصل إلى 12.95 مليون برميل يومياً، مقارنة بتقديرات سابقة كانت تشير لصعود 960 ألف برميل.
وكانت أسعار النفط قد تجاوزت 100 دولار للبرميل بعد الحرب الروسية بأوكرانيا والذي قلص المعروض من جانب موسكو، ومع التزام تحالف "أوبك بلس" بسياسة الإمدادات.
تصعيد أمريكي
وفي تصعيد أمريكي جديد، قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن قال لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن شراء المزيد من النفط الروسي ليس في مصلحة الهند، ويمكن أن يعرقل رد الولايات المتحدة على الحرب في أوكرانيا.
وفي إطار التحرك الأمريكي لفرض عقوبات على روسيا، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الجمعة الماضية على قانون إنهاء استيراد النفط الروسي وقانون تعليق العلاقات التجارية مع روسيا وبيلاروس.
كما أعلن مسؤولون بالبيت الأبيض عن قرار مرتقب للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن أكبر تحرير لاحتياطيات النفط في التاريخ، من خلال سحب مليون برميل إضافي وضخه في السوق يوميًا في المتوسط - كل يوم - للأشهر الستة المقبلة.
وحجم هذا الإصدار غير مسبوق: "لم يكن للعالم إطلاقًا لاحتياطيات النفط بمعدل مليون واحد يوميًا لهذه المدة الزمنية. سيوفر هذا الإصدار القياسي كمية تاريخية من الإمداد لتكون بمثابة جسر حتى نهاية العام الذي يرتفع فيه الإنتاج المحلي". وسوف يصل حجم التفريغ إلى 180 مليون برميل من النفط.
من جانبها، قلصت "أوبك" اليوم الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2022، بعد تحذير من تأثير نقص إمدادات النفط الروسي على السوق.
وأشارت منظمة "أوبك" إلى تبعات الحرب الأوكرانية وارتفاع التضخم مع ارتفاع أسعار النفط الخام وعودة ظهور سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا في الصين على توازن سوق النفط العالمية.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري إن الطلب العالمي سيرتفع 3.67 مليون برميل يوميا في 2022 بانخفاض 480 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.
وقالت منظمة "أوبك" أمس الإثنين، إنه سيكون من المتعذر استبدال الكميات المفقودة المحتملة من إمدادات النفط الروسي، مع استمرار مناقشة الاتحاد الأوروبي لإمكانية فرض عقوبات ضد الخام الروسي.
وذكرت وكالة "رويترز" أن "أوبك" أبلغت الاتحاد الأوروبي أن العقوبات الحالية والمستقبلية ضد روسيا قد تتسبب في واحدة من أسوأ صدمات المعروض في سوق النفط على الإطلاق.
وأشار التقرير إلى أن الأمين العام لمنظمة أوبك "محمد باركيندو" صرح بتلك التعليقات خلال اجتماع اليوم مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي.
ويشهد الاتحاد الأوروبي خلافًا بين أعضائه حول ما إذا كان يمكن فرض عقوبات ضد روسيا تشمل قطاع النفط والغاز، مع حقيقة أن الكتلة تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية لسد احتياجاتها.