بيتكوين في السلفادور وثالثهما أمريكا.. نصيحة من واشنطن
بعد أن أصبحت السلفادرو، الدولة الواقعة بأمريكا الوسطى، أول دولة بالعالم تمنح بيتكوين صفة قانونية، فثمة توصيات أمريكية بتنظيم استخدامها.
والتقت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فكتوريا نولاند، رئيس السلفادور، نجيب أبوكيلة وأوصته بـ"تنظيم" استخدام عملة بيتكوين الرقمية التي ستصبح قانونية في بلاده في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقالت "اقترحتُ على الرئيس أن يتأكد، مهما كان خيار السلفادور (بشأن بيتكوين)، أن يكون (استخدامه) منظّماً بشكل جيّد وشفّافاً ومسؤولاً، وأن يحمي نفسه من المتدخّلين ذوي النوايا السيئة".
- السلفادور أول دولة تتبنى "بيتكوين" كعملة قانونية.. ضد التيار
- السلفادور أول دولة تتبنى بيتكوين كعملة قانونية.. هل تلغي النقد؟
خلال اللقاء، ذكرت نولاند الرئيس السلفادوري بالهجوم الإلكتروني الذي تعرّضت له في الولايات المتحدة الشركة المشغلة الرئيسية لشبكة أنابيب نفط "كولونيال بايبلاين" التي أُرغمت على وقف أنشطتها بشكل مؤقت، قبل الموافقة على دفع فدية بالبيتكوين تعادل قيمتها 4,4 ملايين دولار.
يستخدم السلفادور الدولار الأمريكي كعملة رسمية، لكنه صادق في التاسع من يونيو/حزيران على اعتبار بيتكوين عملة قانونية. وينوي استخدام هذه العملة الإلكترونية في كافة التعاملات اعتباراً من سبتمبر/أيلول، ما سيجعله أول دولة تقدم على هذه الخطوة.
وناقشت الحكومة السلفادورية مؤخراً هذا القرار مع صندوق النقد الدولي أثناء اجتماع "مثمر"، بحسب قول وزير المال السلفادوري أليخاندرو زيلايا.
من جهته، رفض البنك الدولي طلب مساعدة تقدم به السلفادور في محاولة لإقرار بيتكوين عملة رسمية.
والأربعاء 9 يونيو/حزيران الماضي، وافق برلمان السلفادور على قانون يعتبر العملة الإلكترونية بيتكوين قانونية، وهي الخطوة، التي يؤيدها بالفعل رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة، متوقعا أن تؤدي إلى تعزيز نمو الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.
فرص عمل ودفعة للاقتصاد
وتقضي المادة الأولى بأن "الهدف من القانون هو جعل بيتكوين عملة قانونية بلا قيود تتمتع بصلاحية إبراء الدفعات وغير محدودة في أي صفقة".
وكان رئيس السلفادور أعلن نيته إعطاء طابع قانوني للبيتكوين بهدف خلق فرص عمل و"إتاحة دخول آلاف الأشخاص الذين هم خارج الاقتصاد القانوني إلى النظام المالي".
وأوضح أن "70% من السكان ليست لديهم حسابات مصرفية ويعملون في الاقتصاد غير الرسمي".
وفي اقتصاد السلفادور الذي يعتمد على الدولار، تشكل التحويلات المالية للسلفادور من الخارج دعماً كبيراً، وتعادل 22% من إجمالي الناتج المحلي.
وبيتكوين من الأصول التي لا تنظمها سلطة مركزية.
الشمول المالي
وكان أبوكيلة أعلن عن هذه الخطوة في رسالة مسجلة مسبقا تم نشرها خلال مؤتمر بيتكوين 2021 في ميامي، بولاية فلوريدا الأمريكية.
وأوضح الرئيس أن تلك الخطوة "ستوفر الوظائف على المدى القصير وستساعد على إتاحة الشمول المالي للآلاف خارج الاقتصاد الرسمي".
وتابع "لقد طلبوا مني المساعدة في كتابة مشروع القانون وأنهم ينظرون إلى بيتكوين كعملة عالمية وأننا بحاجة إلى أن نضع معا خطة بيتكوين لمساعدة هؤلاء الأشخاص".
وتقدر منظمة العمل الدولية أن 6 من كل 10 أشخاص في السلفادور يعيشون من الاقتصاد غير الرسمي في البلاد.
ضد التيار
ويأتي قرار السلفادور ضد التيار العالمي، إذ لا تعترف دول العالم ببيتكوين كعملة.
وفي فبراير/شباط الماضي، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، إن بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة ليست عملة، وليست مستقرة بالشكل الذي يجعلها عملة. وأضافت "هي فقط أصل تداول رقمي أو أصل مشفّر".
واستبعدت أن تضيف البنوك المركزية في العالم بيتكوين أو أي من العملات المشفرة الأخرى ضمن سلة العملات التي يتكون منها احتياطيها النقدي. وقالت "هذا أمر غير مطروح أصلاً".
وكررت التأكيد على أن البنك المركزي الأوروبي ينظر إلى تلك العملات المشفرة على أساس ما هي عليه، أصول رقمية تخضع للمضاربة وليست منظمة من أي جهة.
كما أصدرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، تحذيرا، حول المخاطر التي تشكلها عملة بيتكوين على المستثمرين والجمهور.
وقالت يلين التي قادت المجلس الاحتياطي الفيدرالي سابقا (البنك المركزي الأمريكي) "إنها أصول تعتمد على المضاربة بدرجة عالية، وأنت تعلم أن الناس يجب أن يدركوا أنها يمكن أن تكون متقلبة للغاية، وأنا قلقة بشأن الخسائر المحتملة التي يمكن أن يتكبدها المستثمرون".