مؤسسة أمريكية: إيران أجرت 23 تجربة صاروخية منذ ٢٠١٥
التقرير البحثي يرصد حصرا دقيقا لعمليات الاختبار للصواريخ الباليستية الإيرانية منذ الاتفاق النووي، في ظل غياب حصر دقيق من الأمم المتحدة.
ذكرت مؤسسة بحثية أمريكية أن التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، التي كشفت عنها الإدارة الأمريكية، لصاروخ متوسط المدى قادر على حمل رؤوس متعددة، ليست الأولى التي يجريها النظام الإيراني.
وسبق لإيران أن أجرت ٢٣ اختبارا لصواريخ باليستية منذ الصفقة النووية، ١١ منها لصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما يعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2231.
وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، FDD، إنه تم رصد إطلاق إيران لنحو 23 صاروخا باليستيا، منها 11 صاروخا قادرا على حمل رؤوس نووية، منذ الصفقة النووية مع طهران في يوليو 2015 والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، مؤكدة أن استمرار التجارب الصاروخية الإيرانية يمثل انتهاكا صريحا لروح الاتفاق النووي، كما أنه يمثل خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يعتمد خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي يشمل حظرا على التجارب الصاروخية الإيرانية القادرة على حمل رؤوس نووية.
وتأتي أهمية التقرير البحثي في أنه يرصد حصرا دقيقا لعمليات الاختبار للصواريخ الباليستية الإيرانية منذ الاتفاق النووي، في ظل غياب حصر دقيق من الأمم المتحدة أو الحكومة الأمريكية، كما أوضح المسؤولون في المؤسسة الأمريكية، وأكدوا أن التقرير التفصيلي سيكون بيدي صانع القرار الأمريكي في البيت الأبيض والكونجرس بحلول الأسبوع المقبل.
وأوضحت المؤسسة، يوم الثلاثاء، في تقرير لبرنامجها العسكري المختص بالشؤون العسكرية والأمنية، بواسطة الباحث بهنام بن تاليبلو، أن إيران أطلقت بالفعل نحو 10 صواريخ من طراز (MRBM) الباليستية متوسطة المدى منذ الاتفاق النووي، أكثر من أي نوع آخر من الصواريخ، محذرة أن تلك الصواريخ من ذلك الطراز قادرة على حمل رؤوس نووية، ويمكنها أن تهدد القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي، كما يمكنها أن تهدد شركاء وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
ونبه التقرير إلى أن صانع القرار الأمريكي يحتاج إلى فهم واضح لعدد ونوع الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها لعدة أسباب وهي:
أولا: إن إطلاق الصواريخ يعبر عن التزام إيران بخطط تطوير قدراتها الصاروخية القادرة على حمل رؤوس نووية، وسبق ووعدت إيران بأن تعمل على تطوير قدرتها الصاروخية.
ثانيا: معدل النجاح أو الفشل مؤشرا مهما على النوايا والقدرات الاستراتيجية الطويلة الأجل للنظام الإيراني.
ثالثا: تقييم التزام إيران لروح خطة العمل الشاملة، التي نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2231.
رابعا: يقدم التقرير معلومات موثقة أعدها فريق من المتخصصين العسكريين لأولئك المعنيين بالقوة النووية الإيرانية والقوة الصاروخية التقليدية، ومن شأن هذه المعلومات أن تساعد في وضع السياسات التي يمكن أن تعرقل نمو القوة الصاروخية الإيرانية.
وأشار التقرير إلى أنه في 2017 فقط اختبر النظام الإيراني عدة صواريخ، منها 4 أو 5 قادرة على حمل نووية.
بيان تفصيلي
وفصّل التقرير عمليات الخرق الصاروخية الإيرانية منذ يوليو 2015، موضحا أن عملية الخرق الأولى كانت في أغسطس 2015 لصاروخ واحد يسمى Fateh-313، وهو من طراز SRBM ذاتي الدفع وغير قادر على حمل رؤوس نووية.
أما عملية الاختبار الثانية فكانت في أكتوبر 2015، لصاروخ عماد 2، ذي الوقود السائل من طراز MRBM وهو الصاروخ القادر على حمل رؤوس نووية، وفي نوفمبر من العام ذاته قامت إيران أيضاً باختبار صاروخ قادر 101 من طراز MRBM، يمكنه حمل رؤوس نووية، ثم توقفت طهران لفترة عن إجراء الاختبارات الصاروخية، لتعود في مارس 2016 بـ4 عمليات إطلاق صواريخ في تحد للمجتمع الدولي، بالتزامن مع تنامي الضغوط الدولية لوقف التجارب الصاروخية الإيرانية، حيث أجرت اختبارات لصواريخ قادر F4 وH5 وكيام1 وشهاب3 وجميعها قادرة على حمل رؤوس نووية.
ونبه التقرير إلى أن إيران استخدمت كيام1 ضد مواقع لداعش في شرق سوريا بالفعل خلال يونيو 2017، مضيفا في أبريل 2016 أجرى النظام الإيراني اختبارين أحدهما لصاروخ Simorgh من طراف SLV، والآخر من نوع لم يحدد طبيعته لكنه على الأرجح قادر على حمل رؤوس نووية.
وأضاف التقرير، في يوليو 2016 فاجأت طهران العالم بإجراء أول تجاربها على الصاروخ Musudan، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل (إيربم) يقال إنه مشتق من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الغواصة السوفيتية (سلبم) خلال الحقبة السوفيتية، وتابع التقرير أنه في سبتمبر 2016 كشفت إيران عن صاروخ ذو الفقار، الذي تزعم إيران أنه قادر على حمل رؤوس نووية، بينما لم يتم التأكد من ذلك بصورة فعلية حتى الآن.
وأشار التقرير إلى أن إيران استمرت في تجاربها الصاروخية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث أجرت في نوفمبر وديسمبر تجربتين لكيام 1 وشهاب3.
ولكن مع اضطلاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمهام منصبه في البيت الأبيض، أجرت إيران عملية إطلاق لصاروخ جديد يسمى Khorramshahr، والذي يعتبر النسخة الإيرانية من صاروخ كوريا الشمالية بم-25، ثم توقفت إيران عن أي تجارب صاروخية لبرهة لتعود في يونيو ويوليو 2017 بـ4 تجارب صاروخية لصواريخ، حيث اختبرت الصاروخ ذو الفقار 5 مرات، إضافة إلى كيام1، وسيمرغ، وصاروخ آخر لم تحدد طبيعته، واثنين قادرين على حمل رؤوس نووية.
غموض البرنامج الصاروخي الإيراني
وشدد التقرير في النهاية على أن حكومة الولايات المتحدة مطالبة برصد ومتابعة الأنشطة الصاروخية الإيرانية بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، لتقييم التهديد الإيراني، مشيرة إلى أن حجم المعلومات عن الأنشطة الصاروخية لكوريا الشمالية أكبر بكثير من تلك المعلومات المتاحة عن إيران، ومن ثم: يتعين على الكونجرس أن يطلب من البيت الأبيض الإفراج عن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية بعد خطة العمل المشتركة لتقييم النوايا الإيرانية.
ونبهت الدراسة إلى ضرورة اعتماد مشروع قانون لكشف الحكومة الأمريكية عن عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية حتى 31 ديسمبر 2022، حيث من شأن هذا التشريع أن يوفر مزيدا من المعلومات للرأي العام الأمريكي حول نوايا إيران تجاه الصواريخ الباليستية وقدراتها، ويوفر المزيد من الشفافية بشأن تهديدات الصواريخ الباليستية الإيرانية، سواء ضد القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي، أو ضد الحلفاء والشركاء المحليين.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز