أمريكا تستعد لطرح خطة سياسية لحل الأزمة في ليبيا
مركز أمريكي كشف عن جانب من الخطة لحل الأزمة في ليبيا وسط تنافس القوى الدولية الفاعلة في الأزمة لطرح مبادرات تدفع نحو حلها
كشف تقرير أصدره مركز "أتلانتيك كاونسل" الأمريكي عن جانب من بنود خطة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية لحل الأزمة الدائرة في ليبيا، وذلك وسط تنافس القوى الدولية الفاعلة في الأزمة لطرح مبادرات تدفع نحو حلها.
وذكر تقرير المركز أن الخطة الأمريكية تتمثل في عقد مؤتمر وطني يطالب بسحب الاعتراف من مختلف الكيانات السياسية القائمة في ليبيا (مجلس النواب والمجلس الرئاسي ومجلس الدولة)، وتأجيل إجراء انتخابات رئاسية في ظل الظروف الراهنة، في الوقت الذي يتم فيه الإعداد لانتخابات برلمانية خلال 6 أشهر، والتعاون مع المخابرات المغربية، لاستيعاب قادة المليشيات المسلحة الأربعة المسيطرين على طرابلس.
وردا على ما ورد في تقرير المركز، أكد مصدر ليبي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، تولي ستيفاني وليامز، نائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية في ليبيا لدى بعثة الأمم المتحدة للدعم، تنفيذ بنود الخطة الأمريكية من خلال إجراء اتصالات مع قادة المليشيات المسلحة، وعدد من السياسيين والحقوقيين والإعلاميين المؤثرين في المشهد الليبي.
وقال المصدر الليبي إن وليامز تتحرك في عدة مسارات لتنفيذ الخطة الأمريكية لحل الأزمة، مشيرا إلى أن التحركات الجارية في طرابلس من وقف إطلاق النار ووضع ترتيبات أمنية جديدة تأتي ضمن بنود الخطة أيضا.
وأضاف أن وليامز تقوم بالتواصل مع بعض الحقوقيين والنشطاء الليبيين للتصدي لأي تشريع يصدره مجلس النواب الليبي من شأنه عرقلة الخطة، كما تقوم كذلك بمحاولة "ترويض" مليشيات طرابلس بعقد لقاءات دورية بين جهاز الاستخبارات المغربية بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأمريكية وقادة المليشيات الأربع الكبار من أجل استيعابهم وتحويلهم لمتعاونين.
في السياق نفسه، أكد مراقبون فشل أي تحرك يشرعن دور المليشيات المسلحة التي تبتز المواطن الليبي، وتقوم بمحاولات تخريبية في العاصمة طرابلس بدعم من دول إقليمية في مقدمتها تركيا وقطر، محذرين من اعتماد الخطة الأمريكية الجديدة على دور تلك المليشيات التي تمثل تهديدا حقيقيا لليبيا.
وأشار المراقبون إلى أن محاولات الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا لطرح مبادرات لحل الأزمة الليبية تأتي في إطار الصراع على النفوذ بين البلدان الثلاثة، مؤكدين صعوبة التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية من دون توحيد مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية الليبية ومصرف ليبيا المركزي.
من ناحية أخري، كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بشكل غير مباشر عن موقفه من الخطة الأمريكية الجديدة، مؤكدا رفضه الكامل لأي دور للمليشيات المسلحة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن قائمة للعقوبات سترسل إلى مجلس الأمن الدولي حول طرابلس ستضم قادة مليشيات وتشكيلات مسلحة.
وأكد سلامة، في تصريحات تلفزيونية -تابعتها "العين الإخبارية"- أنه كُلّف من قبل مجلس الأمن لإعطاء صورة واضحة حول الوضع المالي والاقتصادي في ليبيا خاصة، موضحا أنه سيستعرض في إحاطته المقبلة للمجلس تطورات المشهد في ليبيا والعراقيل التي واجهت بعثة الأمم المتحدة والكيانات السياسية التي لم تقم بدورها.
وأوضح سلامة أن البعثة تحتاج بعض الوقت إلى التواصل مع جميع الفرقاء والوصول إلى صيغة مشتركة، مشيرا إلى أنها تحتاج وقتا للمساهمة في فرض الأمن، ومتابعة مراقبة وقف إطلاق النار عن كثب وعلى مدار الساعة.
وشدد سلامة على أنه اتخذ قرارا بالتوسط لوقف إطلاق النار كي لا تدمر طرابلس، مشيرا إلى عملية خرق الهدنة وعدم احترام بعض الأطراف الاتفاق، مشيرا إلى امتلاكه كل المعلومات حول من قام بخرق وقف إطلاق النار ويهدد حياة المدنيين في طرابلس.
وحول مؤتمر روما المقبل للسلام، أكد سلامة أن الأمم المتحدة ستذهب إلى العاصمة الإيطالية إذا تمت دعوتها، مشددا على أنها لن تغيب عن أي اجتماع يكون فيه أطراف الأزمة الليبية حاضرين.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز