"جون أفريك": فرنسا تلقت صفعة مدوية بمبادرتها حول ليبيا
إعلام فرنسي يرى أن باريس أصحبت معزولة في مبادرتها حول التسوية الليبية، وأنها تتشبث بسراب.
صفعة مدوية تلقتها فرنسا بشأن مبادرتها حول التسوية الليبية، عقب إخفاق خارطة طريقها في الحصول على أي تفعيل على الأرض.
مجلة "جون أفريك" الصادرة بالعاصمة باريس، رأت أن الهوة الشاسعة الفاصلة بين الواقع الليبي ومخرجات إعلان باريس لحل الأزمة، جعلت فرنسا معزولة في مبادرتها، وحكمت على الأخيرة بفشل ذريع.
- صحيفة فرنسية: غضب إيطالي لتولي باريس ملف ليبيا
- باريس تحتضن اجتماعا رباعيا حول ليبيا بحضور حفتر والسراج
"خارطة طريق" رعتها فرنسا، في مايو/أيار الماضي، بحضور الأطراف الليبية الفاعلة، وانتهت بالتوصل إلى 8 مبادئ، بينها إجراء انتخابات في 10 ديسمبر/كانون أول المقبل، يسبقها وضع الأسس الدستورية للاقتراع، واعتماد القوانين الانتخابية الضرورية بحلول 16 سبتمبر/أيلول الجاري.
"جون أفريك" أوضحت أنه رغم اعتماد مجلس النواب الليبي، الخميس الماضي، قانون الاستفتاء على الدستور الدائم بالبلاد، فإن احتمال إجراء انتخابات قبل نهاية 2018، وفقاً لرغبات باريس، أمر بعيد المنال، وأيضاُ بعيد عن الوضع الراهن بالبلاد.
"صفعة دبلوماسية"، هكذا وصفت المجلة الفشل المخيم على المبادرة الفرنسية في الملف الليبي.
ووفق المجلة، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يبدو بعيداً عن الواقع الليبي، وسط شكوك للأطراف الفاعلة الليبية حول مدى فاعلية المبادرة الفرنسية للتسوية الليبية.
"صفعة" قالت المجلة إنها بدأت بإعراب إيطاليا، الأربعاء الماضي، عن طريق وزير خارجيتها إينزو موفيرو ميلانسي، عن "اختلافه مع موقف الحكومة الفرنسية التي قررت إجراء انتخابات ليبية في 10 ديسمبر".
وحاز الموقف الإيطالي على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أبدى تقاربه مع وجهة نظر روما فيما يتعلق بالتسوية الليبية.
واستعرضت المجلة حيثيات على الأرض، كان لها دور محوري في تفاقم الانتقادات ضد مبادرة باريس التي لا تزال تدعم حكومة الوفاق الوطني، بقيادة فائز السراج.
فأمام الاشتباكات التي شهدتها مؤخرا العاصمة طرابلس، بين الميليشيات التي تسيطر على المدينة، بدا السراج "ضعيفا جدا" حيال الأمر، بل إن محللين اعتبروا أن انهيار الوضع الأمني فيها راجع لسوء الأداء الحكومي.
ورأت المجلة في موقف باريس المتشبث بإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، أمرا مثيرا للجدل، خصوصا عقب مصادقة مجلس الأمن الدولي، قبل أيام، على تمديد البعثة الأممية في ليبيا لعام إضافي.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن "باريس تتشبث بسراب بتصميمها على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بليبيا في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
وأوضحت الصحيفة أن "الرجل الذي تدعمه باريس (السراج) أقر بنفسه بأنه لا يمكن إجراء انتخابات وسط الاضطرابات التي تشهدها ليبيا"، لافتة إلى أن تلك التصريحات "تعد رسالة إلى باريس بأن خارطة الطريق التي وضعتها فاشلة، وغير قابلة للتنفيذ".
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي، لم تسمه، قوله إن "المؤسسات الليبية الانتقالية فقدت شرعيتها الديمقراطية (المجلس الانتقالي الليبي في طرابلس)، والخطوة المقبلة إما الثورة عليها أو وضع استراتيجية لمواجهة فوضى المليشيات المتطرفة".
بدوره، رأى ريانون سميث، الباحث الأمريكي بمعهد "تحليل ليبيا" أن إجراء انتخابات رئاسية بليبيا في الموعد الذي حددته باريس، يعد عامل توتر، وسيفاقم الأزمة".
الصحيفة تطرقت أيضا، على صعيد آخر، إلى الصراع الإيطالي الفرنسي حول الملف الليبي، وتبادل الاتهامات والانتقادات بين الجانبين، دون منح أي اعتبار لمصلحة ليبيا.
aXA6IDMuMTUuMjE0LjE4NSA=
جزيرة ام اند امز