مجلة فرنسية: مليشيات طرابلس تحولت لشبكات إجرامية

مجلة "لوبوان" الفرنسية تشير إلى أن مليشيات طرابلس تمارس أنشطة سياسية واقتصادية في ظل الحكومة الليبية الهشة.

رأت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن المليشيات الليبية في طرابلس تحولت إلى شبكات إجرامية تمارس أنشطة سياسية واقتصادية في ظل حكومة الوفاق الهشة برئاسة فايز السراج.

وقالت المجلة الفرنسية إن "المليشيات الكثيرة في طرابلس تحولت إلى شبكات إجرامية تعمل في السياسة والأعمال التجارية".

واستندت المجلة إلى تقرير بعنوان "رؤوس أموال المليشيات" صدر مؤخرا عن منظمة "الدراسات الاستقصائية للأسلحة الصغيرة"، المتخصصة في تحليل شؤون الصراعات المسلحة (مقرها جنيف).

• إذاعة فرنسية: مواجهات مليشيا طرابلس تكشف عجز حكومة الوفاق
• اشتباكات طرابلس.. سقوط ورقة التوت عن حكومة الوفاق الليبية

وأشارت المجلة إلى أن "تلك المليشيات التفت حول الإجراءات البيروقراطية وأصبحت أكثر قدرة على تنسيق أعمالها داخل مختلف المؤسسات العامة في الدولة، في ظل عجز الحكومة الليبية عن التصدي لها".

وأوضحت المجلة أن "تجدد الاشتباكات بين المليشيات في طرابلس يوضح حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا، كما يشير إلى أن دعوات المجتمع الدولي لإجراء انتخابات قبل نهاية العام وهمية"، لافتة إلى أن "حكومة الوفاق غير قادرة على فرض سلطتها على أجزاء كبيرة من البلاد التي لا تزال تحت سيطرة العشرات من المليشيات".

وأضافت "لوبوان" أن "هذه المليشيات قادرة على منع إجراء أي انتخابات إذا لم تخدم مصالحها".

ونقلت المجلة الفرنسية عن محللين في الشأن الليبي تأكيدهم أن "انعدام الأمن وغياب لاعبين ذوي نفوذ في مؤتمر باريس أسفر عن هشاشة الوعود خلال المؤتمر، ما يؤكد استحالة إجراء الانتخابات في الموعد المحدد لها في المؤتمر".

من جانبها، قالت فريدريسا فازانوتي، باحثة بمعهد "بروكينج" (واشنطن) إن "المليشيات استولت على السلطة من تلك الحكومة الهشة في البلاد دون أي مقاومة من جانب أي مؤسسة رسمية من حكومة الوفاق، بل العكس من ذلك استمدت شرعية من السلطة الضعيفة في طرابلس".

وتابعت أن: "هذه التنظيمات المسلحة أصبحت قوية جدا لدرجة أنها تهدد أولئك الذين سمحوا بوجودهم (حكومة الوفاق الوطني)".

من جهته، اعتبر خالد منتصر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طرابلس، أن "هذه الاشتباكات توضح فشل واضح للتدابير الأمنية التي اتخذت خلال الاتفاق السياسي بالصخيرات لحل المليشيات وإخلاء المدن من الأسلحة الثقيلة".

وشدد منتصر على ضرورة إعادة هيكلة مؤسسات الدولة خاصة الأمن وإيجاد مناخ موات لإجراء الانتخابات، لأنه سيكون من المستحيل تنظيم انتخابات لا سيما في طرابلس".

ولفت الباحث الليبي عماد جليل إلى أنه "من المثير للسخرية الاعتماد على قادة في إجراء انتخابات لا يستطيعون حتى التحكم في مليشياتهم".

وتدور اشتباكات منذ عدة أيام بين مليشيا "اللواء السابع الدعم المركزي ترهونة"، المنتمية لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق، وبين عدة مليشيات تابعة لوزارة الداخلية بالحكومة نفسها، وهي "الفرقة الأمنية الأولى" و"كتيبة ثوار طرابلس" و"كتيبة النواصي" و"قوة الدعم المركزي أبوسليم".

وأسفرت هذه الاشتباكات الدامية بين المليشيات، حتى الآن، عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 33 آخرين، وفرار نحو 21 عائلة إلى مناطق أخرى.