خبراء لـ"العين الإخبارية": هدنة طرابلس الليبية مصيرها الفشل
خبراء في الشأن الليبي أكدوا ضرورة دخول الجيش الليبي طرابلس وإنهاء جرائم العصابات
أكد خبراء في الشأن السياسي الليبي، أن الهدنة التي وقعت في بداية الشهر الجاري، بين المليشيات المتصارعة بالعاصمة طرابلس، برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مصيرها الفشل، وأن الاشتباكات لن تنتهي طالما لم تخرج العصابات، مؤكدين على ضرورة دخول الجيش الليبي لطرابلس وإنهاء جرائم العصابات.
وقال الدكتور محمد عامر العباني، النائب السابق بالبرلمان الليبي، عن مدينة ترهونة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن ما يحدث في طرابلس سببه العصابات الإجرامية المسلحة المختطفة للعاصمة الليبية والمهيمنة على الحكومة وقرارها السياسي والأمني.
وأكد العباني، أن المليشيات ألحقت الفساد بالحياة الاقتصادية وأنهكت المواطن في حياته اليومية وما يعانيه من ضنك معيشة، وأن كل هذه الجرائم المسببة لعدم الاستقرار، مستمرة في حق الوطن والمواطن الليبي.
ووجه العباني، حديثه لقادة المليشيات قائلا: "على المليشيات ومن يدعمها أن يعوا جيدا أن الجيش الليبي إذا قرر تطهير العاصمة وما عليها، فعليهم تسليم أسلحتهم ومغادرة العاصمة طوعا، وإن لم تشأ المحافظة على المغرر بهم من رجالها فستخرج كرها، فلا هدنة مع المجرم إما أن يسلم نفسه وسلاحه أو يموت".
وأضاف العباني، أن كل هذه الأمور، حركت الضمير العسكري المستند على العقيدة العسكرية والتي قوامها حماية الوطن والمواطن، وجعلت "اللواء السابع مشاة" يتحرك لتطهير عاصمة كل الليبيين ووضع حد لهذه الجرائم ودعم الشرعية.
وأوضح العباني، أن قبول "اللواء السابع" بالهدنة حقنا للدماء واستجابة للمطالب الدولية مشروطا بإنهاء فوضى السلاح في العاصمة ووقف الفساد المستشري في أركان الحكومة نتيجة لوقوعها تحت سطوة وهيمنة المليشيات، وأن الهدنة لإنهاء الفساد سلميا، أما أن يستمر وجود العصابات المسلحة أو تستبدل بعصابات أخرى ويستمر الفساد، فهذا لن يقبله على نفسه ولم يقبل الهدنة أساسا لهذا الوضع.
و قال المحلل السياسي في الشؤون الليبية محمد الأسمر البوزيدي، لـ"العين الإخبارية" إن الهدنة التي تم الإتفاق عليها في الـ4 من سبتمبر/ أيلول الجاري، بمدينة الزاوية لوقف إطلاق النار برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، كان أهم شروطها خروج المليشيات المسلحة خارج العاصمة وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وضمت الجلسة التي عقدت بـ"الزاوية" مندوبين من حكومة الوفاق واللواء السابع مشاة بترهونة ووفدا من مجلس حكماء وأعيان وشيوخ ترهونة وكذلك مجموعة من ممثلي المليشيات المسلحة في طرابلس ووفدا من أعيان العاصمة.
وتم خلال الاجتماع إقرار هدنة مشروطة من قبل اللواء السابع مشاة ووفد قبيلة ترهونة اللذين اشترطا وقف إطلاق النار مقابل قيام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بحل كل المليشيات المسلحة التي تتمركز في العاصمة وكافة المدن والمناطق غرب ليبيا، و هو ما وافق عليه وفد حكومة الوفاق.
وأضاف البوزيدي، أنه بعد انتهاء الاجتماع بيومين فقط، قامت المليشيات المدعومة من حكومة الوفاق بخرق اتفاق الهدنة في مناطق جنوب طرابلس مما يعد انتهاكا صريحا وواضحا.
وأوضح المحلل السياسى الليبي، أن مجلس شيوخ قبائل ترهونة قام بدعوة كافة مجالس شيوخ القبائل لعقد الملتقى الوطني العام لقبائل ليبيا بمدينة ترهونة التي تحتضن اللواء السابع مشاة.
وتم عقد الملتقى العام لقبائل ليبيا في مدينة ترهونة يوم السبت 15 سبتمبر/ أيلول، وأصدر بيانا أيد فيه مطالب اللواء السابع النظامي بحل كافة المليشيات الإجرامية المسلحة، و إمهال حكومة الوفاق مهلة لا تتعدى 3 أيام من تاريخه لكي تقوم بإصدار قرار حل الميليشيات التي أججت الفساد والخراب والقتل والخطف في ليبيا.
وأنشئ اللواء السابع ترهونة بقرار رئاسي في شهر مارس 2017 ويضم في صفوفه ضباطا وصف ضباط وجنودا نظاميين من خريجي الكليات العسكرية والمدارس العسكرية.
وأكد البوزيدي، أنه بعد أن دخل انتهاء المهلة أجله مساء أول أمس، فإن القوة النظامية من أبناء "اللواء السابع" من كل مناطق غرب ليبيا الملتحقة ضمن قوته باشرت في ملاحقة ومواجهة المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، والتي لم تلتزم حتى بهدنة وقف إطلاق النار التي تقررت برعاية القبائل و البعثة الأممية .
وأكد المحلل السياسي، أن المواجهات مستمرة بجنوب طرابلس إلى أن يتم دحر المليشيات عن كامل طرابلس وباقي مدن المنطقة الغربية حتى استقرار الوضع الأمني بزمام الجيش والشرطة
فيما قال الدكتور عثمان بركة، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، إن الأمم المتحدة، طرف في الصراع الدائر، لأنها تعرف من يورد السلاح ومن أين يأتي، كما تعرف من يسرق قوت الليبيين ومن ينهب ملايين الأموال، وأن صمتها تجاه المليشيات يعتبر جزءا من المخطط الدولي لاستمرار موت الليبيين فقط.
وكان قد استقبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة، أمس الثلاثاء، وفداً من بلدية مصراتة في مقر البعثة، ناقش آخر المستجدات في ليبيا بما فيها الإصلاحات الاقتصادية والوضع الأمني في العاصمة طرابلس، حيث أكد أن موقف البعثة واضح بألا يتم استبدال فريق مسلح بآخر وبأن تكون كل القوى التي تحمي العاصمة نظامية ومن جميع المدن.