أمريكا وروسيا.. سر النفط الذي دفع بـ "تيليرسون" لقمة دبلوماسية واشنطن
ريكس تيليرسون، رئيس إكسون موبيل السابق ومرشح حقيبة الخارجية الأمريكية يحمل سر استمرار العلاقات النفطية بين الولايات المتحدة وروسيا.
جاء اختيار رئيس شركة إكسون موبيل الأمريكي ريكس تيليرسون لحقيبة الخارجية الأمريكية كاختيار موفق من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، حيث تراها الحكومة الروسية بداية مبشرة لعودة العلاقات الاقتصادية، وربما السياسية، بين القوتين العالميتين بحسب سي إن بي سي الأمريكية.
إلا أن اختيار تيليرسون لم يكن فقط بسبب العلاقات القوية التي يملكها مع الحكومة الروسية بحسب ما أشارت إليه صحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية، فمشاريع إكسون موبيل الدولية في روسيا، والتي أشرف عليها تيليرسون منذ اندماج الشركة في 1999، تلعب دورا قويا في عودة العلاقات الروسية الأمريكية، الاقتصادية على الأقل، إلى مجراها منذ أن فرضت حكومة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما عقوبات على نظام فلاديمير بوتين بسبب التدخل الروسي في الحرب السورية.
وطبقا لموقع الشركة، فإن إكسون موبيل بدأت عملياتها في روسيا منذ 20 عاما، وبالتحديد في 1996، وهي الفترة التي شهدت فيها روسيا تحولا في النظام الاقتصادي الروسي في فترة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين.
ولكن أكبر الاستكشافات، طبقا لموقع الشركة أيضا، كان في 2014، حيث تم اكتشاف أكثر من 63.6 مليون هكتار من الغاز الطبيعي في شمال سيبيريا، وذلك قبل توقيع حكومة أوباما العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب التدخل العسكري في سوريا، ولكن إقرار تلك العقوبات دفع إكسون موبيل لوقف عمليات الاستكشاف في مناطق شمال سيبيريا الغنية بالغاز الطبيعي.
وقام تيليرسون، من خلال علاقاته في الحكومة الروسية، بمحاولة تخفيف الضرر عن خسائر الشركة في ذلك الوقت، والتي وصلت بحسب تقرير سي إن بي سي إلى مليار دولار يوميا، والتي أعطت الفرصة للتنقيب في البحر الأسود لتفادي تلك الخسائر الناتجة عن تلك العقوبات.
وكان لتقارب ترامب مع بوتين خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية أثر كبير في عودة التوافق بشكل ما بحسب ما نقله موقع بلومبيرج، والذي كشف عن أن ترامب طالما رأي مكسبا محتملا من حقول النفط الروسية، وأشار أيضا إلى أن اختيار تيليرسون لم يكن بناء على تزكية من طاقم البيت الأبيض، بل لأنه حافظ على التواصل المستمر مع شركات النفط الروسية، وبالأخص شركة روز نيفت الحكومية الروسية، لضمان نصيب ليس بالقليل من الغاز والنفط الروسي لصالح شركات النفط الأمريكية.
وطبقا لموقع روزنيفت الروسية، فإن هناك الكثير من المشاريع التي قامب بها بالشراكة مع أكسون موبيل، والتي أدت إلى اكتشافات عديدة، أبرزها 87 مليار برميل من النفط الخام في بحر كارا في روسيا بالإضافة إلى 730 مليون برميل في البحر الأسود.
وتمتلك إكسون موبيل، بواقع تلك الشراكة 33% من إنتاج بحر كارا، المقدر بحوالي 28 مليار برميل، و30% من مشروع جزيرة ساخالين، المقدر بحوالي 219 مليون برميل.
وبالإضافة إلى الاتستكشافات الأخرى، فإن من المتوقع بشكل كبير طبقا لكل من صحيفتي وول ستريت جورنال وواشنطن بوست، أن الولايات المتحدة قد تتجه إلى التصالح مع روسيا للحفاظ على حصص شركاتها الأمريكية العاملة في روسيا، وقد يعني ذلك رفع العقوبات في بداية فترة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وترى صحيفة فاينانشال تايمز أن تيليرسون سيكون رجل المرحلة المقبل مع روسيا، وبالأخص حماية المصالح الأمريكية في روسيا، بالإضافة إلى تسهيل الشراكات الأمريكية-الروسية في قطاع الغاز والنفط لضمان استمرار عمليات الإنتاج لصالح شركات أمريكية مثل إكسون موبيل.
aXA6IDMuMTQyLjU0LjEzNiA=
جزيرة ام اند امز