قرار "مهم" من منتجي النفط الصخري.. ما خطوة "أوبك+" المقبلة؟
على الرغم من ارتفاع أسعار النفط العالمية، فإن ذلك لم يدفع منتجي النفط الصخري بالولايات المتحدة إلى زيادة إنتاجهم مثلما فعلوا سابقا.
ويفي منتجو النفط الصخري الأمريكي بتعهداتهم بالإبقاء على مستوى الإنفاق الحالي وثبات الإنتاج، ففي السابق أدى ارتفاع أسعار النفط الخام مثلما حدث هذا العام وقيود إنتاج النفط التي فرضتها مجموعة منتجي أوبك+ إلى طفرة في أنشطة الحفر.
لكن المستثمرين يطالبون بعائدات مالية عند زيادة الكميات في الوقت الذي يتحول فيه ممولون الطاقة إلى مصادر الطاقة المتجددة، وبالتالي فإن شركات النفط الصخري عازمة على كبح الإنتاج.
- توقعات اجتماع "أوبك+" تقفز بأسعار النفط.. ذروة 2018
- السيارات الكهربائية تعصف بمستقبل صناعة تكرير النفط الأوروبية
قال سكوت شيفيلد الرئيس التنفيذي لشركة بايونير ناتشورال ريسورسز، أكبر منتج في حقل في حوض بيرميان للنفط الصخري، "ما زلت واثقا من أن المنتجين لن يتحركوا كرد فعل" لارتفاع الأسعار. وأضاف في مقابلة مع رويترز أن التركيز على عائدات المساهمين أبقى الإنفاق منخفضا.
جرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي الأسبوع الماضي فوق 73 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018. في ذلك الوقت، كان عدد منصات الحفر الأمريكية 1052 ولكنها اليوم تقل كثيرا عن نصف هذا العدد، حوالي 470، وفقا لبيانات بيكر هيوز.
ولا يزال إنتاج النفط الصخري أقل بكثير من ذروة يناير/كانون الثاني 2020 عند 9.18 مليون برميل يوميا إذ بلغ الإنتاج من أكبر 7 حقول هذا الشهر 7.77 مليون برميل يوميا، أو أقل من تلك الذروة بنسبة 15.4%، وفقا لبيانات الحكومة الأمريكية.
وبلغ متوسط إنتاج النفط الأمريكي الإجمالي في الربع الأول 83% من ذروة العام الماضي. ورفعت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة متوسط توقعات الإنتاج لعام 2021 إلى 11.08 مليون برميل يوميا بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام، لكن هذا المستوى لا يزال أقل بنحو 200 ألف برميل يوميا من متوسط العام الماضي.
وقال شيفيلد "أسعار النفط ستكسر على الأرجح حاجز 80 دولارا للبرميل هنا قريبا، ولا أرى أي زيادة في عدد المنصات". وربما تؤدي زيادة نشاط حقول النفط إلى ارتفاع أسعار الخدمات، والتي ارتفعت بالفعل بنحو 6%. وأضاف شيفيلد أن شركته ربما تقلل عدد حفاراتها العاملة بعد أن صارت عملياتها أكثر كفاءة.
وكبح إنتاج النفط الصخري مهم لخطوة أوبك التالية. وزادت المجموعة إنتاج النفط تدريجيا، وهي واثقة من أن النفط الصخري الأمريكي لن يعود إلى حقبة النمو الهائل. ومن المقرر أن تجتمع يوم الخميس للنظر في تقليص أخر لتخفيضات الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب المقبل.
توقعات بارتفاع أسعار النفط
ويتوقع رؤساء بعض كبرى شركات النفط العالمية استمرار ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال الشهور المقبلة في ظل غياب الاستثمارات الجديدة في القطاع، مع استمرار تنامي الطلب على الطاقة نتيجة استئناف الأنشطة الاقتصادية بعد رفع القيود وإجراءات الإغلاق التي تم فرضها في أغلب دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وانضم الرؤساء التنفيذيون لشركات مثل رويال داتش شل وتوتال إنيرجيز إلى بنوك الاستثمار وشركات تجارة السلع العالمية في القول إن أسعار النفط قد تصل إلى 100 دولار للبرميل، في حين قالوا إن تذبذب الأسواق قد يدفع الأسعار إلى التراجع مرة أخرى.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن دارين وودز الرئيس التنفيذي لشركة النفط الأمريكية العملاقة إكسون موبيل قوله إن نقص الاستثمارات في قطاع النفط سيظل يحد من الإمدادات في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب مع عودة نشاط الاقتصادات، وبعد ذلك ستتحسن الإمدادات لتستعيد السوق توازنها، على المدى الطويل، و"لكن على المدى الأقصر سنرى ارتفاعا جديدا للأسعار".
في الوقت نفسه تتوقع شركة ترافيجورا جروب إحدى أكبر شركات تجارة النفط في العالم وصول سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل خلال العام المقبل. وكان بنك أوف أمريكا توقع ارتفاع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل أيضا.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى زيادة الطلب على خام برنت القياسي خلال العام الحالي بأكثر من 40% مقارنة بمستواه خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مع تراجع حدة جائحة فيروس كورونا واستئناف العديد من الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين وأوروبا مما أدى إلى زيادة استهلاك الوقود.
وبحسب تقديرات بنك أوف أمريكا، يمكن أن يصل سعر خام برنت إلى 100 دولار للبرميل خلال العام المقبل.
أسعار النفط اليوم
ولامست أسعار النفط مستويات مرتفعة لم تسجلها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 ثم نزلت عنها، وذلك في الوقت الذي يركز فيه المستثمرون على اجتماع أوبك الأسبوع الجاري.
وتراجع خام برنت تسليم أغسطس/آب سنتا واحدا إلى 76.17 دولار للبرميل بحلول الساعة 0619 بتوقيت جرينتش، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس/آب 74.09دولار للبرميل بزيادة 4 سنتات.
تعيد مجموعة أوبك+ 2.1 مليون برميل من الخام للسوق بداية من مايو/أيار وحتى نهاية يوليو/تموز ضمن خطة للخفض التدريجي لقيود الإنتاج غير المسبوقة التي بدأت العام الماضي.
وتجتمع أوبك+ في الأول من يوليو/تموز وقد تقلص تخفيضات الإنتاج أكثر في أغسطس آب مع ارتفاع أسعار النفط وتعافى الطلب.
وتتوقع كل من "أيه.إن.زد" و"آي.إن.جي" أن ترفع أوبك+ الإنتاج بحوالي 500 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب وهو الأمر الذي من المرجح أن يدعم ارتفاع أسعار.
وذكرت آي.إن.جي في مذكرة "أي كمية أقل من ذلك من المرجح أن تكون كافية لنرى متعاملين يدفعون السوق للصعود على المدى القصير".