متحدث الخارجية الأمريكية لـ«العين الإخبارية»: أوكرانيا أمام لحظة حاسمة
بينما تتم الأزمة الأوكرانية عامها الثاني دون أفق واضح لمسارها المحتمل، اعتبر مسؤول في الخارجية الأمريكية أنها أمام لحظة حاسمة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية سام وربيرغ، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن الولايات المتحدة تدرك مع أصدقائها وحلفائها أن هذه لحظة تتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة وواضحة.
وتابع: "حان الوقت لتوفير مساعدات اقتصادية وعسكرية وإنسانية طارئة لأوكرانيا".
وشهد العام الثاني من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جمودا على الجبهات، اعتبر على نطاق واسع في صالح روسيا التي احتفظت بأراض واسعة في الدولة السوفياتية السابقة.
وأوضح وربيرغ أنه مع مرور الذكرى السنوية الثانية للحرب "لا يزال هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حاله، إذ يسعى بكل وضوح إلى القضاء على سيادة أوكرانيا وإخضاع شعبها".
ورأى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الشعب الأوكراني "نجح في إحباط طموحات روسيا الإمبراطورية للسيطرة على بلادهم طيلة عامين، على الرغم من النزوح الجماعي وتعطل التجارة وتدمير البنية التحتية"، حسب قوله.
ومع تراجع قدرة كييف على استرداد مواقع استراتيجية من قبضة الجيش الروسي، وحلول عام الانتخابات الأمريكية، وظف الجمهوريون في واشنطن الأزمة للضغط على الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وبات السخاء الأمريكي في توفير الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا محل شك، وتعطلت حزم المساعدات في الكونغرس.
لكن وربيرغ رأى أن أوكرانيا "تمكنت خلال العام الماضي من صد القوات الروسية عند الخطوط الأمامية، كما حققت تقدما مطردا في الجنوب، ونجحت في فتح ممر إنساني على البحر الأسود للحفاظ على تدفق الحبوب على مستوى العالم".
وعدّد المتحدث الأمريكي المكاسب الأوكرانية، لافتا إلى أن قوات كييف "أغرقت نحو 20 سفينة روسية، أي نحو 20% من أسطول البحر الأسود بأكمله".
وأضاف أن أوكرانيا "حاصرت روسيا في البحر الأسود وأجبرتها على سحب جزء كبير من قواتها البحرية من شبه جزيرة القرم".
وأشار وربيرغ إلى أن أوكرانيا "نشرت مؤخرا أنظمة دفاع جوي حصلت عليها من الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، مما أتاح لها اعتراض عديد من الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية وتدميرها بنجاح".
وتتهم موسكو أوكرانيا بتهديد أمنها القومي، عبر الانصياع لأجندة أمريكية أوروبية لا تراعي المصالح الروسية، لا سيما المساعي الخاصة بضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
كما تصف قادة أوكرانيا بـ"النازيين الجدد" الذي يكنون العداء للروس، وهي اتهامات تنفيها كييف جملة وتفصيلا.
وأكد المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية لـ"العين الإخبارية" أن "الولايات المتحدة تستطيع مواصلة دعم أوكرانيا بالمساعدات ومنع بوتين من تحقيق النجاح هناك،" معتبرا أن هذا واجب واشنطن.
ورأى مراقبون في الأشهر الماضية أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد يكون تأثر بما يجري في قطاع غزة أو انشغال واشنطن بدعم إسرائيل، وفي هذا الإطار يقول وربيرغ إن بلاده قدمت أكثر من 79.8 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا منذ عام 2014، بما في ذلك نحو 74.6 مليار دولار منذ 24 فبراير/شباط 2022.
كما أكد دعم الشعب الأوكراني من خلال مساعدات في مجال الأمن والاقتصاد والحوكمة وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وأوضح أن المساعدات التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا تقترب من نصف إجمالي المساعدات التي تلقتها، فيما قدم الشركاء والحلفاء نحو 100 مليار دولار، معرباً عن رفضه المزاعم التي تقول إن الدعم الأمريكي تأثر بانشغال واشنطن بما يجري في غزة وتوجيه الدعم لإسرائيل.
وأضاف، في ختام حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الولايات المتحدة لديها القدرة على دعم أوكرانيا في جهودها الحاسمة للدفاع عن نفسها.