الأسهم الأمريكية في مرمى تهديدات التضخم والصراع الجيوسياسي.. هل تنجو؟
على الرغم من أن بداية العام قدمت إشارات متضاربة للاقتصاد العالمي فإن الأسواق الأمريكية اليوم لا تزال تشهد إيجابية.
وشهدت الأسعار في الأسواق العامة اتجاها صعوديا في أواخر فبراير/شباط، أعقبه استمرار في مارس/آذار وانعكاس في أبريل/نيسان.
مدعوما بمشاعر المشترين، حقق مؤشر S&P 500 أفضل أداء ربع سنوي له منذ عام 2019، وأنهى شهر مارس/آذار عند أعلى مستوياته على الإطلاق.
ومن ناحية أخرى، تحدت البيانات الاقتصادية الأخيرة المخاوف من الركود، مع بقاء معدلات البطالة منخفضة إلى حد كبير.
وتظل العوامل الأخرى، مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي الذي يشير إلى الاتجاه الصعودي، أرضا خصبة لربحية الشركات في المستقبل القريب.
ومع ذلك، يواصل المحللون إيلاء اهتمام وثيق لبنك الاحتياطي الفيدرالي وجهوده للحد من التضخم، إذ تثير هذه الصراعات تساؤلات حول وتيرة وتوقيت تغييرات السياسة المستقبلية، علاوة على ذلك، تشهد الأسواق الأمريكية اليوم تقلبات مستمرة.
وعلى الرغم من الإيجابية، فإن الصراع الجيوسياسي وبعض البيانات الحكومية قلبت الطاولة على المؤشرات مؤخرا.
دخل المستثمرون شهر أبريل/نيسان متوقعين إشارة واضحة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة، ولكن في حين كرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الالتزام بالحد من التضخم، فمن المحتمل أن يكون الافتقار إلى استراتيجية محددة وجدول زمني للخفض قد ساهم في تراجع السوق في أواخر أبريل/نيسان.
تُظهر حركة أسعار السوق الحالية لمؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز أن الأسواق الأمريكية تتداول اليوم دون أدنى مستوى لها في 24 مارس/أذار.
وبصرف النظر عن افتقار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى استراتيجية واضحة لتشديد السياسة النقدية بقوة، فقد ساهم ارتفاع عوائد السندات واضطراب قطاع التكنولوجيا أيضا في الحركة الهبوطية في أبريل/نيسان.
علاوة على ذلك، شهدت أشباه الموصلات وفقا لـ"أويل برايس" انخفاضات كبيرة حيث انخفض مؤشر PHLX لأشباه الموصلات (SOX) بنسبة 4.1% إلى أدنى مستوى له خلال شهرين ونصف الشهر، ما دفع المؤشرات إلى مستويات منخفضة جديدة، كما شهد قطاع خدمات الاتصالات ضعفا أيضا.
أدت هذه العروض مجتمعة في نهاية المطاف إلى انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز إلى مستوى إغلاق قياسي بلغ 5.5%، فوق عتبة الـ10% التي يُنظر إليها تقليدياً باعتبارها تصحيحاً.
كما أدت الصراعات الجيوسياسية الحالية إلى دفع أسعار المعادن الثمينة والسلع الأساسية إلى حالة من التقلب. ومع تفاعل أسواق الأسهم مع الصراع في الشرق الأوسط، سعت المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة إلى تحقيق مكاسب شهرية كبيرة.
يواصل الذهب في الأسواق الأمريكية اليوم تداوله بأكثر من 2400 دولار للأونصة، حيث يبحث المستثمرون عن أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد التوترات.
كما وصلت أسعار الفضة إلى مستويات جديدة هذا العام، مع اقتراب الأسعار من أعلى مستوياتها في 2021. على الرغم من تداول أسعار الفضة في استمرار الاتجاه الصعودي فإنها لم تكسر تماما النطاق طويل المدى الضروري للإشارة إلى رقم قياسي على الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، أظهر مؤشر الدولار لشهر أبريل/نيسان حركة سعرية صعودية في الغالب.
يتوقع المحللون أن تستمر أسواق الأسهم في الانخفاض، خاصة مع تحرك مؤشر الدولار نحو أعلى مستوى له في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ينبع هذا الاتجاه الحالي بشكل أساسي من توقعات المتداولين والمشاركين في السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيترك أسعار الفائدة الحالية كما هي لتجنب عودة التضخم.
والواقع أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك التي جاءت أقوى من المتوقع عملت على تعزيز وجهة النظر هذه بين المستثمرين. وفي الوقت نفسه، سيستمر نفس هؤلاء المستثمرين وغيرهم من المشاركين في السوق في مراقبة الصراع في الشرق الأوسط عن كثب من حيث التقلبات.
كما أن إصدار بعض البيانات الحكومية في وقت لاحق من الشهر سيؤثر أيضا على الاتجاه الحالي لأسعار المؤشرات، ويجلب المزيد من المعنويات إلى السوق على كلا الجانبين.
بشكل عام، وصلت أسعار المؤشرات إلى مستويات منخفضة جديدة لهذا العام، ما يشير إلى ارتفاع التقلبات المحتملة بسبب الصراع الجيوسياسي، وتزايد المخاوف من التضخم، وبيانات حكومية أقوى من المتوقع، وارتفاع مؤشر الدولار.
وبطبيعة الحال، تستمر كل هذه العوامل في لعب دور كبير في حركة الأسواق الأمريكية اليوم. لهذه الأسباب، سيرغب المستثمرون والمشاركين في السوق في مراقبة تحيز السوق عن كثب.
ومع ذلك، ستحتاج الأسعار إلى إنشاء نطاق جديد والتداول في اتجاه أكثر وضوحا للإشارة إلى تحيز السوق للربع الثاني والربع الثالث.
ومع ذلك، ستستمر أسواق الأسهم العالمية في تقديم إشارات متضاربة مع استمرار الصراع الجيوسياسي واستمرار البيانات الاقتصادية القوية.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg جزيرة ام اند امز