تحذير لموسكو أم طمأنة للحلفاء؟.. قوات أمريكية على بعد 7 دقائق من القرم
على بعد رحلة صاروخية مدتها 7 دقائق من القرم حيث خزنت روسيا ذخيرتها، كانت قوات أمريكا تتدرب على شن هجمات وحفر خنادق، قرب الحرب الروسية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن جنود الفرقة 101 المحمولة جوا بالجيش الأمريكي يتدربون ويأكلون وينامون بموقع مترامي الأطراف في جنوب شرق رومانيا، التي تبعد بضعة أميال فقط عن الحدود الأوكرانية،.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الجنود الأمريكيين من الفرقة 101 يطلقون نيران المدفعية، ويشنون هجمات بالمروحيات الهليكوبتر، ويحفرون خنادق مشابهة لتلك الموجودة على الخطوط الأمامية في المنطقة قرب خيرسون، المدينة الأوكرانية الساحلية التي تراجعت منها القوات الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
المرة الأولى
وتقول "نيويورك تايمز"، إن هذه المرة الأولى التي تنشر فيها الفرقة 101 المحمولة جوا إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أنه مع وجود تلك الفرقة في رومانيا، الدولة العضوة في الناتو، أصبح جنودها الآن أقرب إلى الحرب في أوكرانيا عن أي وحدة أخرى بالجيش الأمريكي.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن مهمة تلك الفرقة تعتبر نموذجا للجيش الأمريكي الذي تراجع حديثا عن الخوض في أي نشاط خلال عقدين من القتال، وتحول إلى حقبة من محاولة ردع الخصوم – باستخدام استعراض القوة بالإضافة إلى التدريب، وشحنات الأسلحة، وغيرها من المساعدات.
"إنه صراع إقليمي، لكن له تداعيات عالمية"، هكذا قال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال جيمس سي ماكونفيل، خلال حوار في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي بالقاعدة الجوية، التي تتشارك مدرجا مع مطار تجاري مجاور سمي على اسم رئيس الوزراء الروماني السابق، ميهيل كوغالنيسيانو، قرب البحر الأسود.
وتقول "نيويورك تايمز"، إن نشر القوات يعد بمثابة تحذير إلى موسكو، في إطار تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عن "كل شبر" من أراضي الناتو دون إغراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التصعيد، إلا أنها قالت إن عقد تدريبات مشتركة يعد طريقة لضمان أن الحلفاء في جنوب شرق أوروبا مستعدون للحفاظ على مواقعهم.
ولم تتضح طبيعة البصمة التي ستحتفظ بها الولايات المتحدة في القاعدة، فيما من المرتقب أن يقرر البنتاغون قريبًا ما إذا كان سيحتفظ بعدد من القوات الأمريكية وكبار القادة هناك.
قلق في الكونغرس
ويشعر البعض في الكونغرس بالقلق من تكلفة تلبية المطالب الأوكرانية المستمرة للدعم -مع إشارة أبرز جمهوري بمجلس النواب، النائب كيفن مكارثي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أن حزبه قد لا يكون راغبا في كتابة "شيك على بياض" لأوكرانيا.
لكنّ أنصار الحفاظ على وجود قوي في أوروبا الشرقية أشاروا إلى العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، باعتبارها دليلا على أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو لم يفعلوا ما يكفي لردع موسكو الشتاء الماضي.
البرلماني الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس سيث مولتن، قال للمراسلين بعد عودته من رحلة قصيرة إلى أوكرانيا أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي: "هذا أحد أهم الدروس التي يجب علينا تعلمها من أوكرانيا. عندما ننظر إلى السيناريو الآخر الذي قد يحدث مثل أوكرانيا، في المحيط الهادئ مع الصين وتايوان، يتعين علينا التأكد من نجاح الردع".
تدريب دفاعي
وردد المخططون العسكريون تلك الاستراتيجية، مشيرين إلى أن الفرقة 101 المحمولة جوا كانت تستخدم البحر الأسود للتدريب الدفاعي الساحلي، وهي مهارة مفيدة حال أصبحت الصين أكثر عدائية وغزت تايوان.
وتلقت الفرقة أوامر بنشر حوالي 4 آلاف جندي وكبار القادة بعد أسابيع فقط من بدء العملية الروسية في أوكرانيا، فيما وصلت إلى قاعدة ميهيل كوغالنيسيانو الجوية في رومانيا، خلال الصيف.
وكانت القاعدة في السابق بمثابة موقع نائم لتدريب قوات الناتو، بما في ذلك عدة مئات من الجنود الأمريكيين، وكان يُعرف على نطاق أوسع في الجيش بأنها محطة على الطريق للقوات الأمريكية المتجهة من وإلى أفغانستان.